لا حياة للانسان بدون نسيان !!!

المهندس هاشم نايل المجالي …….

 

ان الحديث عن الذاكرة باعتبارها قدرة على استرجاع الماضي في اي وقت وعند الضرورة ، وليست الذاكرة قدرة مطلقة تتحكم في التخزين والاسترجاع في جميع الاحوال والظروف ، فمن الممكن ان تختل الذاكرة لسبب ما فيصعب على الشخص استرجاع ما يريد مما قد تم تخزينه وهو ما يعرف بالنسيان ، ولقد فسر الخبراء والاطباء والعلماء ذلك بان لا حياة للانسان بدون نسيان .
وهناك من اعتبر ذلك حالة مرضية والنسيان لا يرتبط بسن معين او فئة معينة ، بل هناك من يعتبر النسيان انه يخفف الضعط على الذاكرة حتى لا يبقى كل شيء من الماضي ماثلاً امامنا ، وحتى لا يصاب الشخص بتضخم الذاكرة .
ولولا النسيان لما تقدمنا خطوة واحدة في تحصيل المعرفة ، حيث نتجاوز اشياء كثيرة من القديم لنعلم كل ما هو جديد ، وننتقي الذكريات ولنحافظ على الجانب المعرفي المفيد والنسيان ، رحمةٌ انزلها الله على عباده ليتجاوزوا الاحداث المؤلمة التي تؤثر على نفسيته ، ولتستقر في توازن ليستمر في حياته ويحافظ على العلاقات الاجتماعية وننسى الاحقاد والضغائن لنعيش في سلام .
اي ان هناك آثار وجوانب ايجابية للنسيان من اجل التكيف ، وان أصيبت الخلايا الدماغية بأية امراض فانه قد يؤدي الى نسيان اجزاء كثيرة من الذاكرة والانفعالات ونسيان اسماء .
فهناك من يفقد ذاكرته لتتغير شخصية الانسان كلياً وتتعطل القدرة على استرجاعها ، وهناك مرض الشيخوخة ( الزهايمر ) وبالتالي فان النسيان حالة ملازمة للانسان طيلة حياته ، وبين الاثار الايجابية والسلبية من حالة عادية الى حالة مرضية .

المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]

قد يعجبك ايضا