الأسرى المضربون يرفضون تلقي المدعمات والاحتلال يواصل العزل والتنكيل بهم
وهج 24 : لا يزال ستة أسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يواصلون معركة الإضراب المفتوح عن الطعام، احتجاجاً على استمرار اعتقالهم الإداري، وذلك بعد أن علق الأسير محمد العارضة، أحد من نفذوا عملية الهروب من سجن “جلبوع” إضرابه، الذي شرع فيه احتجاجا على ظروف عزله القاسية.
والأسرى الإداريون هم كايد الفسفوس، المضرب منذ 85 يوما، ومقداد القواسمة المضرب منذ 79 يوما، وعلاء الأعرج منذ 61 يوما، وهشام أبو هواش منذ 53 يوما، ورايق بشارات منذ 48 يوما، وشادي أبو عكر منذ 44 يوما.
وتؤكد الجهات التي تتابع ملف الأسرى، أن هؤلاء المعتقلين الستة، يواجهون أوضاعا صحية غاية في الصعوبة، ووضعهم يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، حيث يعانون من نقص كمية الأملاح والسوائل بأجسادهم، والإعياء والإجهاد الشديدين، والصداع.
ولا يزال الأسير القواسمة متواجدا على سرير المرض في مستشفى “كابلان”، وكان هذا الأسير أكد من على سرير المشفى أنه سيواصل إضرابه حتى انتزاع حريته رغم خطورة وضعي الصحي، وشدد على استعداده للتضحية “حتى العودة إلى أهله وأحبته”، وقال إنه لا ينتظر قرارًا من الاحتلال بتجميد اعتقاله الإداري، وإنما يريد قراراً بإنهاء اعتقاله الظالم، لافتا إلى أن الأطباء أبلغوه أنه في مرحلة الخطر، وأضاف “قد يتوقف قلبي في أي لحظة، لكنني أريد العودة لأهلي وأصدقائي وإنهاء هذا القرار الظالم بحقي”.
وقال نادي الأسير إن أبو هواش، يواجه وضعًا صحيًا خطيرًا في سجن “عيادة الرملة”، حيث يعاني أوجاعا شديدة في كافة أنحاء جسده، ونقصانا متزايدا في الوزن، وألما شديدا بالصدر، كما أنّه لم يعد قادرًا على الحركة، ويتقيأ بشكل مستمر بعد تناوله الماء والملح، لافتا إلى أن هذا الأسير يرفض أخذ المدعمات والفحص الطبيّ، ونقل إلى مستشفى “بلنسون” مؤخرا، ثم أعيد إلى سجن “الرملة”.
إلى ذلك فلا تزال مأساة الأسرى الستة الذين نفذوا عملية الفرار من سجن “جلبوع” قائمة، حيث جمد الأسير محمد العارضة إضرابه عن الطعام بعد أيام احتجاجا على عمليات التعذيب والعزل الانفرادي التي وضعوا بها بعد أن أعيد اعتقالهم.
ولا يزال هؤلاء الأسرى الستة يواجهون ظروف اعتقال صعبة جدا، ويتعرضون للتعذيب والتنكيل ويقبعون في زنازين عزل ضيقة، واشتكوا سابقا أنهم لا يعرفون الليل من النهار.
وفي السياق، فقد استمر الجمعة الأسرى في خطواتهم الاحتجاجية ضد إدارة السجون، رفضا للعقوبات التي فرضت عليهم بعد عملية الفرار، والتي تمثلت في زج الكثير في الزنازين، ونقل آخرين إلى سجون جديدة، وتقليص مدة الفورة والكنتينا.
وجاء في بيان لقيادة الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، أن ضغط الاحتلال على الأسرى في السجون “لن يكسر عزيمتنا، وسنتصدى له موحدين، وإننا نقول لكل العالم بأنه لا بديل عن حريتنا التي تسعى لها مقاومتنا”.
وأضاف البيان “نُحيي مقاومتنا التي بلسمت جراح شعبنا وأثلجت صدره بوعدها الذي ستفي به بأن يكون أبطالنا الستة ضمن أي صفقة تبادل قادمة، وإننا نشد على أيدي مقاومتنا التي هي أملنا بعد الله بأن تكسر قيدنا ونعود إلى أهلنا معززين مكرمين”، داعية كل الفاعلين على ساحتنا الفلسطينية في الداخل والخارج، بأن يُبقوا قضية الأسرى حاضرة وبقوة، وقالت إن الاحتلال “يحاول نزع شرعية النضال عن شعبنا من خلال إجراءاته بحقنا”.
وكانت الحركة الأسيرة قالت إنها بصدد الإعداد لمشروع استراتيجي يتصدى لقرارات إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي حال اعتدت على حقوقهم التي انتزعوها، مؤكدة أنها لن تقبل بأي قرار يصادر أي حق من حقوق الأسرى.
ومن المقرر أن يبدأ الأسرى بعد خطوات عصيان أوامر السجان التي بدأت الأسبوع الماضي، بتنفيذ خطوات جديدة، أكثر حدة، لعدم تجاوب إدارة السجون مع مطالبهم.
وبداية لهذه الخطوات التصعيدية، ذكرت مؤسسة مهجة القدس للأسرى والشهداء، أن ستة أسرى من حركة الجهاد الإسلامي في سجن النقب الصحراوي، دخلوا إضراباً عن الطعام رفضاً للإجراءات القمعية التي يمارسها الاحتلال بحقهم، ويطالبون بنقلهم إلى الأقسام والغرف التي كانوا متواجدين فيها قبل عملية انتزاع ستة أسرى حريتهم عبر نفق من سجن “جلبوع”.
المصدر : القدسر العربي