الشهيد أبو عبيدة نُبض الكرامة وصوت الحق الذي أبى الاستسلام
#عفاف_فيصل_صالح ….
عالمٍ غاب فيه الحق وتلاشى صوت الضمير جاء صوت الشهيد أبو عبيدة كأداةٍ قوية تكسر جدران الخوف وتعيد لإرادة الأحرار عافيتها. إنه الصوت الذي قهر الطغيان وأسقط أقنعة الخذلان، ليكون عنوانًا للكرامة وصرخة إيمان لا تختفي .
لقد كان الشهيد أكثر من مجرد شمس تسطع في ظلام اليأس كان منارةً تتلألأ في سماء الحق تُقدم للعالم دروسًا من عزة النفس وعنفوان الأمل. بزمن تصدعت فيه العزائم، كان صوته يُثير في النفوس ما ظننت أنها فقدت؛ وكان يزرع في العقول بذور حُب الجهاد من أجل الحرية، لتبقى تلك البذور تنمو حتى تعانق السماء.
عندما أطلق كلماته التي بدّدت الظلام، حول الفانٍ إلى خلودٍ، وجعل من الشهادة بدايةً جديدة، مسطراً بدمه الطاهر ملاحم من الشجاعة. هو الذي أعطى للحياة لونًا جديدًا، وللأمل صورة راسخة، فنحن هنا لا نكتب عن ماضٍ غابر، بل عن إرادة تجعل من كل شهيدٍ كوكباً لامعًا في سماء العزة.
(أنتم خصومُنا عند الله يومَ القيامة) كانت هذه العبارة بوابةً للحق، تُذكّر المتخاذلين بأن صمتهم ليس إلا خضوعًا يفضح عجزهم و إقامةً للحجة عليهم ،وأن الصوت الذي ينطلق من أعماق الألم هو سلاحٌ أقوى من كل جبروت. فقد أظهر أبو عبيدة بوضوحٍ جليّ أن الحق لا يموت، بل يتجدد، كما تتجدد الأزهار بعد كل شتاء.
إن شهداء غزة، أولئك الذين أرتقوا تحت وطأة البطش، لم يكونوا مجرد أرقام أو خبر في نشرات الأخبار هم أشغال من نور في زمن الظلام، قدّسوا أرواحهم في سبيل قضية تؤرق الضمير البشري، وتركوا لنا سؤالًا مصيريًا: أي مبررات يمكن أن نفكر بها في مواجهة براءة الأطفال وضراوة الإحتلال؟
لم يكن صوت أبو عبيدة نعيًا في سجل الموت، بل صرخاتٍ حية تعلو من تحت الأنقاض، تُحقِق الوعد بالتحرر. هو الصدى الذي لن يتلاشى، هو الشهادة التي تعيدنا إلى جوهر الكيان البشري…الخوف ليس من الموت، بل من العيش بلا كرامة.
سلامٌ على أبو عبيدة، وعلى كل من ساروا خلفه على درب النضال. إنهم ليسوا مجرد أسماء في كتب التاريخ، بل هم الأمل المتجدد، والنبض الحيّ في قلوب الأحرار، والتأكيد الدائم بأن الشهادة هي طريق الخلود الحقيقي، ولأن الحق ينتصر، وكلماته ستبقى تتردد: بل نحن الأحياء في عالمنا وهم الأموات في طغيانهم و تنصلهم و خنوعهم و استسلامهم .
#عضو_الحملة_الدولية_لكسر_حصار_مطار_صنعاء_الدولي
الكاتبة من اليمن