مؤتمر الوحدة الإسلامية ينعقد في طهران….
أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي…..
ينعقد المؤتمر الدولي الخامس والثلاثون للوحدة الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ظل ظروف تمر فيها الأمة العربية والإسلامية بتحديات كبيرة ومتنوعة تهدد بتداعياتها مستقبل الأمة والإنسانية جمعاء، وتنذر من خلال أفعال الأعداء الداخليين والخارجيين بالمزيد من الفتن والتآمر وإنعدام الإخلاق وموت ضمير الإنسانية وحروب أهلية لا تبقي ولا تذر وذلك متوقع
إذا لم يكن هناك حكمة ووعي من الأمة بكل طوائفها وقومياتها وبالذات شباب هذه الأمة العظيمة، وإذا لم يكن هناك تمسك بكتاب الله وسنة رسوله الكريم الحقيقية وآل بيته الكرام عليهم الصلاة والسلام والذين أمروا بوحدة الأمة بعربها وعجمها لتواجه أعدائها الذين يتربصون بها ليلا ونهارا حيث قال رسولنا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ( لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى)…
وديننا الإسلامي والذي جاء به كل الأنبياء والرسل هو دين لكل الأمم ويمتلك حلولا أكيدة لتلك المشاكل والأزمات والتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية وغيرها من الأمم التي لا تؤمن بالإسلام دينا لها، والأمة الإسلامية مدعوة اليوم لمواجهة كل تلك التحديات بما تملك من رصيد إنساني وحضاري في تسيير أمور الأمة والعالم أجمع وفقا لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الحقيقية والذي بعث رحمة للناس أجمعين…قال تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وقال سبحانه (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين) المائدة (15)…
ومع صحوة الشعوب الإسلامية المعاصرة وتطلعها المتزايد إلى إسترداد مكانتها بين شعوب العالم وممارسة مسؤوليتها التاريخية في هداية تلك الشعوب والأمم لتعود لدين أنبيائها، إرتفعت في جنبات العالم الإسلامي أصوات كثيرة وأنا واحد منهم تدعو إلى تنقية الفكر والسلوك الديني مما يختلط بجوهره المشرق من شوائب وخرافات وإشاعات وأفكار مندسة على ديننا وفتن تاريخية باعدت كثيرا بين المسلمين وطوائفهم والإسلام وبين الأمم الأخرى…
لذلك تقوم الجمهورية الإسلامية الإيرانية العريقة بعقد مثل هذه المؤتمرات لتعيد وحدة الأمة وموقعها في العالم كما كانت في الماضي ولتحافظ على وحدة أوطانها وشعوبها وخيراتها وثرواتها من التآمر الأميركي الصهيوني الذي يعمل ليلا ونهارا على نخر الأمة من الداخل وتفتيتها بكل ما فيها من مكونات دينية وطائفية ومذهبية وثقافية وإجتماعية وإقتصادية وسياسية من خلال فتن مفتعلة ومؤامرات وأفكار شيطانية قاتلة وشعارات متعددة مستغلين ضعف الأمة وتفرقها لتنفيذ مخططاتهم الهستيرية التلمودية في المنطقة والعالم…
مدة المؤتمر خمسة أيام ويشارك فيه عشرات الدول وأكثر من (400) شخصية دينية وفكرية وإعلامية وسياسية وإجتماعية وثقافية من مختلف دول العالم العربي والإسلامي ،وأيضا هناك ممثلون كثر من الجهات والأقليات المسلمة في العالم الغربي وغيره المهتمون بوحدة الأمة وبصحوتها الإسلامية التي ستعيد للأمة مكانتها في القيادة والفكر والسلوك القويم والأخلاق الحميدة المستمدة من ديننا الحنيف، والتي من خلالها نشروا الإسلام في كل بقاع الأرض وإستلموا قيادتها خلال العهد الأول للإسلام…
ويركز المؤتمر على توعية الأمة وشعوبها وبالذات جيل الشباب الصاعد لتوعيتهم بما يدور حولهم من مؤامرات صهيوأميركية ولإيجاد أرضية واسعة للحوار بين الشباب المسلم من مختلف دول العالم وللتنسيق الفكري بينهم (ذكورا وإناثا) وإيجاد التآلف والوحدة والأخوة بينهم لرفع مستوى الوعي العام بخصوص التعاليم الدينية، وأيضا لزيادة الوعي السياسي والدولي لمواجهة التحديات التي تتعرض لها الأمة العربية والإسلامية، والسعي لإيجاد التوافق الذي يؤدي إلى الوحدة الإسلامية الحقيقة لإعداد العدة التي ترهب أعداء الأمة والإنسانية وتردع أفعالهم وجرائمهم التي ترتكب بحق شعوب أمتنا وأقلياتها المنتشرة في كل مكان على وجه هذه الأرض والتي يندى لها جبين الإنسانية، ومن ثم العمل على تحرير فلسطين كاملة الأرض والإنسان والإنسانية والأراضي والمقدسات من أيادي العصابات الصهيوغربية بإذن الله تعالى وعونه لأمتنا ومحورنا المقاوم…
وفي النهاية نوجه الشكر الجزيل للجمهورية الإسلامية الإيرانية ولقائدها السيد على خامنئي ولرئيسها الشيخ إبراهيم رئيسي ولحكومتها ووزير خارجيتها السيد عبد اللهيان وقواتها العسكرية البرية والجوية والبحرية وشعبها المقاوم على ما تقوم به من مؤتمرات لتعود الأمة إلى وحدتها وطريقها الصحيح بل والإنسانية برمتها، ونتمنى الوحدة لهذه الأمة العظيمة وبكل طوائفها وشعوبها وقيادتها الحرة الشريفة، والتحرير والنصر النهائي قادمان بإذن الله تعالى والله على نصرنا لقدير…
الكاتب والباحث السياسي…
أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي…