الأسرى المضربون يصارعون ظلم السجان الإسرائيلي وخطر الموت المفاجئ ويصرون على استكمال معركتهم
وهج 24 : بوضع صحي خطير للغاية يرقد الأسيرين المضربين عن الطعام، كايد الفسفوس ومقداد القواسمة، على أسرة المشافي الإسرائيلية، يصارعان ظلم السجان الإسرائيلي وخطر الموت المفاجئ، فيما باقي زملاءهم الإداريون المضربون يعانون من أوضاع لا تقل خطورة في الزنازين، مصرين على إكمال “معركة الأمعاء الخاوية” إما بتسجيل انتصار أو الشهادة.
ويواصل الأسرى الستة، إضرابهم المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رفضا لاعتقالهم الإداري، أقدمهم الأسير كايد الفسفوس المضرب منذ 113 يوما، فيما يخوض الأسير مقداد القواسمة إضرابه منذ 106 يوما، وعلاء الأعرج منذ 89 يوما، وهشام أبو هواش منذ 79 يوما، ولؤي الأشقر المضرب منذ 25 يوما، فيما يخوض الأسير راتب حريبات إضرابا عن الطعام منذ 27 يوما، تضامنا مع الأسرى الإداريين.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن الأوضاع الصحية للأسرى المضربين غاية في الخطورة، والتحذير من تفاقم الحالة الصحية للأسير الفسفوس، ووصولها لمرحلة صعبة وخطيرة قد تؤدي لاستشهاده في أية لحظة، حيث يعاني من آلام حادة في جميع أنحاء جسمه ويشعر بحرارة وسخونة بالعينين، ومن تعب شديد وعدم القدرة على الحركة، وانه لا يشعر بقدميه نهائيا.
وكان شقيقه خالد، قال إن محاميه أبلغهم بخطورة وضعه الصحي وهو أشبه ما يسمى “بالموت السريري “حيث أن الجزء السفلي من جسده لا يشعر به ولا بقدميه وهذا يعود لحدوث مشكلة بالجهاز العصبي إضافة لتضرر في النظر وهزال شديد وآلام في المفاصل وذلك مع قيام الاحتلال بتقييده في سرير المستشفى، لافتا إلى أن شقيقه يرفض أي نوع من الفحوصات الطبية أو أخذ المدعمات، وأوضح أن شقيقه كايد نقل إلى غرفة أخرى صغيرة الحجم ولا يوجد بها نافذه ولا أي نوع من التهوية والنظافة مع وجود حراسة مشددة من إدارة مصلحة السجون.
إلى ذلك فقد أشارت هيئة الأسرى، إلى أن سلطات الاحتلال نقلت الأسير عياد الهريمي المضرب عن الطعام منذ 42 يوما من سجن “عوفر” إلى “عيادة الرملة”، لتدهور وضعه الصحي، وبخصوص الأسير القواسمة، أكدت أن وضعه مقلق جدا، ويعاني من تسمم بالدم، ومشاكل في القلب والرئتين، والكلى، والكبد، الأمر الذي يؤثر على قدرته على الحركة والكلام والرؤية. فيما يقبع بقية الأسرى في عيادة سجن الرملة.
في أحدث الصور المسربة من العناية المكثفة في مستشفى “كابلان” الاحتلالي، للأسير القواسمة، أظهرت أنه تحول إلى ما أشبع “هيكل عظمي”، بعد فقدانه الكثير من الوزن، هذا وقد دشن نشطاء حملة على مواقع التواصل، تحت اسم “انفذوا المقداد”، إسنادًا لهذا الأسير.
من جانبه، قال نادي الأسير إنّ نيابة الاحتلال العسكرية أبلغت المحامي جواد بولس، نيتها تفعيل أمر الاعتقال الإداريّ بحقّ الأسير القواسمة، مُدعية أن هناك تقارير طبيّة تُشير إلى تحسن على وضعه الصحيّ، وحمّل المحامي بولس النيابة كامل المسؤولية عن هذه الخطوة، وطلب التحقق من التقارير الطبيّة الصادرة عن مستشفى “كابلان” الإسرائيليّ، والتي كانت أكّدت أنّ الأسير القواسمة يواجه احتمالية الوفاة المفاجئة.
وبسبب خطورة الوضع الصحي لهم، قالت وزيرة الصحة مي الكيلة إن ما وصل إليه الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال يستدعي إنهاء معاناتهم فوراً، وأضافت منذرة “كل ساعة تأخير تعني تدهوراً جديداً وخطراً جديداً يهدد الأسرى، وقد يوصلهم إلى الموت في أي لحظة”، مناشدة المجتمع الدولي، ودول العالم الحر لحماية حقوق الإنسان وحماية الإنسانية، وأن تتدخل للإفراج عن الأسرى جميعاً، وبالأخص الأسرى المرضى والأطفال والنساء وكبار السن.
وإسنادا للأسرى المضربين، نظمت العديد من الفعاليات الاسنادية، حيث أقامت لجنة الأسرى في القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، خيمة اعتصام دائمة أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وزار الخيمة الخميس عدد من قادة الفصائل، حيث ألقيت هناك كلمات حملت الاحتلال المسئولية عن حياة المضربين.
اتساع الفعاليات التضامنية معهم في كافة مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة
وقد دعت شبكة الأسرى المحررين في الضفة الغربية للمشاركة في الإضراب الطوعي عن الطعام الذي نفذ الخميس، للتضامن مع الأسرى المضربين، كما دعت إلى الخروج في مسيرات تضامنية بعد صلاة الجمعة في كافة القرى والمدن والمخيمات، وطالبت القيادة السياسية في السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة إلى رفع مستوى الاهتمام والتفاعل مع قضية الأسرى دوليًا وإقليميًا ومحليًا إلى رأس سلم الأولويات.
وفي سياق قريب، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن إدارة سجون الاحتلال تمعن بانتهاك الأسرى المرضى والجرحى طبياً، وتستهدفهم بشكل مقصود ومبرمج وذلك بتجاهل أوضاعهم الصحية وعدم التعامل معها بشكل جدي، وجعل الأمراض تتفشى في أجسادهم لتصبح لا علاج لها، وبالتالي تعريض حياتهم للخطر.
ووثقت هيئة الأسرى في هذا السياق، من خلال محاميها، أبرز الحالات المرضية التي تقبع في سجون إسرائيلية، من بينها: حالة الأسير شادي أبو عكر من بيت لحم، الذي يعاني من أوجاع في جميع أنحاء جسده، وألم في الرأس والمعدة، كما يعاني من هزال ونقص في الفيتامينات، وفقدان للتوازن بشكل مستمر، ويتنقل على كرسي متحرك.
يذكر أن الأسير أبو عكر علّق إضرابه المفتوح عن الطعام، بسبب وضعه الصحي الخطير، حيث كاد أن يفقد بصره بشكل نهائي، نتيجة استمراره في إضرابه، منوهة إلى أنه بالرغم من تفاقم الوضع الصحي له إلا أن إدارة معتقل سجن الرملة تتعمد إهمال وضعه الصعب، وتحتجزه في عزل انفرادي بعيادة السجن.
كما يعاني الأسير عبد الباسط معطان (49 عاما)، من سكان البيرة، من سرطان في القولون، وكذلك في الغدد، ومتواجد حاليا في سجن “عوفر”، حيث خضع سابقا إلى عملية استئصال للورم وقد وصل المرض إلى مراحله المتأخرة، وهذا الأسير معطان معتقل إدارياً وهو بحاجة ماسة إلى رعاية طبية مستمرة ولكن إدارة السجن تتعمد إهماله طبيا كبقية الأسرى المرضى.
كذلك قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن الأسير المسن المريض موفق عروق (78 عاما) والقابع بسجن عسقلان يعاني ظروفا صحية صعبة، وحالته تتفاقم يوما بعد آخر، لافتة إلى أن وزنه أصبح 48 كيلوغرام، ولا يستطيع الوقوف، ويستفرغ باستمرار، ويعاني من مشاكل في الرئة، وأخرى في الرؤية تهدده بفقدان البصر، ويصاحبه شعور بالتعب، وإرهاق مستمر، وأوجاع في كافة أنحاء جسده، إلى جانب إصابته بمرض السرطان في الكبد والمعدة.
يذكر أن الأسير عروق من بلدة يافة الناصرة بأراضي الـ48، ومعتقل منذ العام 2003، ومحكوم بالسجن لـ30 عاما، ويُعتبر من الحالات المرضية الصعبة القابعة داخل معتقلات الاحتلال.
وحمّلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المرضى في السجون الاسرائيلية مطالبة كافة المؤسسات الدولية والإنسانية والصليب الأحمر بالوقوف الى جانب الأسرى الفلسطينيين.
يشار إلى أن رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، أكد خلال لقائه رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في مصر المحامي علاء شلبي، على أنه باستطاعة المنظمة أن تلعب دوراً محورياً في ردع دولة الاحتلال الإسرائيلي وتجاوزاتها اللاإنسانية في التعامل مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، مطالبا بضرورة رفع وتيرة التنسيق بين كافة مكاتب المنظمة في كافة دول العالم، لتشكيل جبهة حقيقية قادرة على مساءلة دولة الاحتلال عن التجاوزات والاعتداءات اليومية والمقننة التي تنتهك كافة حقوق الأسرى والمعتقلين، وأن التنسيق والتعاون قد يساهم في إحداث خرق في منظومة الصمت الدولي المؤلم.
المصدر : القدس العربي