لماذا الإصرار على «التعلّم عن بُعد»؟!
أ. د. بهيجة بهبهاني …..
أعلن رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الصباح أنه قد تم إلغاء الإجراءات الاحترازية للمطعمين ضد كورونا، وأنه قد تم «اعتماد سلسلة قرارات تقضي بالعودة إلى الحياة الطبيعية، وإلغاء الإجراءات الاحترازية للمحصنين» و«أن الكويت أمام مرحلة جديدة عنوانها.. الكويت بعد الجائحة». «وبناء على ذلك تمت الموافقة الحكومية على تطبيق ما تبقى من أنشطة المرحلة الخاصة من خطة العودة التدريجية للحياة الطبيعية، والسماح بإقامة المؤتمرات والحفلات والمناسبات الاجتماعية، بشرط اقتصار حضور تلك الفعاليات على المحصنين متلقي اللقاح فقط، مع الالتزام بلبس الكمام، وذلك بدءاً من 24 أكتوبر». وقبلها تم تطبيق ذلك الأمر في صلاة الجمعة، حيث تراص المصلون من غير تباعد جسدي، مع تخلي بعضهم عن ارتداء الكمام – كما لاحظنا ذلك في التلفاز، مع أن من الاشتراطات التي فرضتها الحكومة لدخول المساجد لبس الكمامة وإحضار كل مصل لسجادته الخاصة. كما وافق مجلس الوزراء على «السماح بعدم لبس الكمامة في الأماكن المفتوحة، والالتزام بذلك في كل الأماكن المغلقة»، «وكذلك الالتزام بالتباعد في الأماكن التي يتعذّر بها لبس الكمامة كالمطاعم والمقاهي». وقبل تلك الأمور جميعها بدأت الدراسة في رياض الأطفال وجميع المراحل الدراسية والملاحظ – من خلال برامج ووسائل الاعلام – أن بعض التلاميذ والطلبة لا يلتزمون بارتداء الكمامات في الفصل، رغم أن الفصل مكان مغلق. وكذلك تداولت وسائل التواصل الاجتماعي أخباراً تفيد بأن الدراسة ستكون بتطبيق «التعلّم عن بعد» في بعض كليات التطبيقي بسبب زيادة أعداد الطلاب والطالبات في بعض المجموعات الدراسية على 30، الأمر الذي يدعو إلى التساؤل عن مدى منطقية هذه القرارات، ففي الوقت الذي تتجه فيه الدولة لتخفيف الإجراءات الاحترازية والعودة التدريجية للحياة الطبيعية، حتى مع تلاميذ المدارس، نجد مثل هذه القرارات المعاكسة التي تصر على الاستمرار عن بُعد في الدراسة، متذرعين بزيادة الأعداد، على الرغم من وجود العديد من البدائل التي تكفل العودة الآمنة للدراسة الحضورية فيها، والحد من سلبيات «التعليم عن بعد» من تفاقم الغش وتساوي المجتهد بغير المجتهد، خاصة أنه يمنع الأساتذة من فتح الكاميرات عند استخدامهم تقنية «التعلّم عن بعد» مع الطالبات، فكيف لعضو هيئة التدريس مراقبة الوضع أثناء أداء الطالبات للاختبار؟ وكيف سيتم تدريس الأجزاء العملية والتطبيقية من المقررات، والتي تتطلب تعامل الطالب مع المادة العلمية بالفحص أو التشريح؟ وفوق كل ذلك كيف تستمر الدراسة حضورياً في كل المراحل التعليمية، وتمنع في بعض الكليات؟.. ولمصلحة من الإصرار «على التعلّم عن بعد» في تلك الكليات؟
أ. د. بهيجة بهبهاني