على من تعلق حكومتنا الأردنية وبعض الحكومات العربية الآمال؟ على المفسدون في الأرض والأخسرين أعمالا…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
بقدر ما يصيب الشعب الأردني وشعوب الأمة العربية من إعجاب وفخر وشموخ بروح الشجاعة والإقدام في آداء المقاومة ومحورها وتصديهم ليلا ونهارا لمؤامرات الصهيوغربيين والمستعربين والمتأسلمين على الأمة وقادتها الشرفاء وجيوشها ودولها وشعوبها وحقوقها المغتصبة وأراضيها ومقدساتها المحتلة، ومعرفتهم كيف يتعاملون مع هؤلاء الأعداء ويفشلون خططهم ومشاريعهم في المنطقة ويحققون النصر تلو النصر عليهم جميعا، تصاب تلك الشعوب بالخزي والعار وبالقهر والإحباط عندما ترى وتسمع عن الإتفاقيات المشؤومة التي توقعها حكومتنا الأردنية وغيرها من الحكومات العربية مع كيان عصاباتهم الصهيونية المجرمة والتي أراقت دماء الشعب الأردني من كل الأصول والمنابت وشعوب الأمة العربية وجيوشهم وهم يدافعون عن فلسطين والقدس وعن الثوابت والمبادئ والقيم والحقوق العربية والإسلامية، وعن دماء الشهداء الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم في سبيل الله والدفاع عن أرض الإسراء والمعراج…
ونتحدث هنا عن الملايين من الشهداء الفلسطينين والأردنيين والعرب والمسلمين عسكريين ومدنيين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومن من ينتظر وما بدلوا تبديلا، ولم ولن يبدلوا أبدا لأنهم لم ولن ينسوا تضحيات آبائهم وأجدادهم عبر تاريخ الحروب مع ذلك الكيان الصهيوني وداعميه أو مجازره التي إرتكبها بحق تلك الشعوب منذ أن سهلت له بريطانيا العظمى آنذاك لإحتلال فلسطين لغاية يومنا الحالي، ولا يستطيع الشعب الأردني وكل الشعوب العربية أن تتخيل كيف يتم توقيع تلك الإتفاقيات مع أصحاب النوايا التوسعية الخبيثة والسيئة إتجاه الأردن والدول العربية والإسلامية، وكيف نوقع مع من يستحكم بأرضنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية المحتلة وجولاننا وتراثنا ومزارعنا وشوارعنا وساحاتنا ومدننا وبحرنا ونهرنا ومياهنا وغازنا ونفطنا وثمارنا وأموالنا وخيراتنا التي نهبها وهودها وصهينها بإسمه وبإسم دولته الوهمية والتي منها يوزع سموم مخططاته ومشاريعه وأحلامه التلمودية المزورة على الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وعلى الأردن وعلى كل الدول العربية والإسلامية، ويعيثون فيها فتنا وفسادا وقتلا وتهجيرا عبر حملة فكرهم وأدواتهم التنفيذية في الأردن وفي كل بلد عربي ممن باعوا ذممهم ودينهم وربهم لأصحاب البترودولار والشيكل…
والشعب الأردني بكل أصوله ومنابته وأحزابه ومستقليه والشعوب العربية ومهما حاولت حكومتنا وأصحاب القرار في الأردن وفي بعض الدول العربية من تزيين تلك الإتفاقية وغيرها من الإتفاقيات المخزية في نظر الأردنيين والشعوب العربية فلن يقبل أي أردني أو عربي حر وشريف بتلك الإتفاقية المشؤومة والمذلة له لأنها تشوه صورته وتاريخ آبائه وأجداده النضالي في الدفاع عن فلسطين والقدس، ولم ولن يقبل الشعب الأردني بالذات أي أعذار لتلك الحكومات عما إرتكبته بحق الأردنيين والفلسطينين والأمة كاملة وبحق شهداء فلسطين والأردن ولبنان وسورية ومصر وكل شهداء الأمة العربية والإسلامية، وهذا ينطبق أيضا على ما إرتكبته حكومة المغرب من جريمة نكراء بحق الشعب الفلسطيني والمغربي وشعوب الأمة حينما وقعت إتفاقيات متعددة ومتنوعة بمجالاتها مع عصابات ذلك الكيان الصهيوني تنفيذا لأوامر داعميه الغربيين والمستعربيين والمتأسلمين…
وكل ما قامت به الحكومات الأردنية السابقة وحكومتنا الحالية -التي تفائل بها الشعب الأردني خيرا عند تشكيلها وأطلقنا عليها (حكومة البشر)- من إتفاقيات مشؤومة وأي تعامل مع الكيان الصهيوني جعل الشعب الأردني يفقد ثقته فيها وبشكل كلي، لأنه شعبا حرا أبيا لم ولن ينسى دماء الشهداء ولا يرضى بإتفاقيات الذل والعار مع أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية جمعاء، لأن هؤلاء قتلوا شعوبهم مرات عدة أولها التراخي والتخلي عن تحرير فلسطين والمقدسات وثانيها شراء حقوق الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة من الكيان الصهيوني المحتل ومن داعميه وثالثها إعطاء الكيان الصهيوني ثمن تلك الحقوق والخيرات المغتصبة ليشتري ذلك الكيان المحتل السلاح المحرم دوليا ويقتل الشعب الفلسطيني والأردني وكل شعوب الأمة، فعلى من تعلق حكومتنا وبعض الحكومات العربية وقادتها الآمال الحالية والمستقبلية للشعب الأردني والشعوب العربية؟ على المفسدون في الأرض الصهيوغربيين وتبعهم من بعض دول أصحاب البترودولار الأخسرين أعمالا والذين قال عنهم رب العزة والكرامة في كتابه الكريم ( أتدرون من الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) صدق الله العظيم….
والشعب الأردني وكل الشعوب العربية تصرح وبأعلى صوتها بأن تلك الحكومات الضعيفة والرخوة مع الأعداء بحقوقها لا تمثلنا ونحن بحاجة لحكومة أردنية وحكومات عربية قوية شديدة مطالبة بحقوقها وأراضيها ومقدساتها المغتصبة وثرواتها، حكومة وحكومات لا تنسى ما إرتكبه ذلك الكيان الصهيوني بحق شعوبهم حكومة وحكومات لا تتغاضى عن الثأر لدماء شهدائها الأبرار، حكومة وحكومات تمتلك صلاحياتها من الشعب الأردني المقاوم والشعوب العربية تكون ذات قرار سيادي ومستقل ولو تجمعت عليها كل ضغوط الخارج وأدواتهم في الداخل…
ويرجون من الله سبحانه وتعالى أن يبقى محور المقاومة ومقاوميه سندا للشعب الفلسطيني والأردني والعربي ليعيد حقوق الأمة كاملة ويشدون على آياديهم كأبطال في ميادين الرجولة والدفاع عن الأمة ومقدساتها وحقوقها وخيراتها المغتصبة، والهبة الشعبية الأردنية والعربية والإسلامية التي خرجت في كل العواصم تأييدا للمقاوميين في معركة سيف القدس الأخيرة ولصواريخهم التي دكت أماكن تواجد جيش عصابات الصهاينة وقطعان المستوطنيين وهزت كيانهم الغاصب والمحتل من الداخل ومرغت أنوف داعميهم في الخارج في التراب دليل على أن الشعب الأردني والمغربي وكل شعوب الأمة مقاومون لم ولن يذلوا أو يستكينوا أو يخضعوا للمحتل الصهيوني وداعميه في الخارج أو لأية حكومة أو صاحب قرار يرتكبون أخطاء بحق شعوبها وبحق فلسطين وحقوق شعبها، لأن تلك الأخطاء دخيلة علينا وليست من قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا العربية والإسلامية والتي ترفضها الشعوب جملة وتفصيلا…
وللأسف الشديد أن أمتنا العربية ومنذ أن سيطر على قرارها المطبعين من بعض قادة دول البترودولار تواجد في دولها بعض العملاء والتائهين في أحضانهم من أبناء الأمة الذين تم تضليلهم بالترهيب والترغيب والمناصب والأموال والشهرة والمصالح وهم قلة قليلة خارجون عن كل القوانين والدساتير الإنسانية والإلهية لأنهم إرتكبوا وما زالوا يرتكبون جرائم منظمة ومدروسة ومعدة مسبقا لتجويع الشعوب وحصارها وإفقارها وإذلالها لتخضع لهم ولمشاريع وأحلام الصهيوغربيين والمستعربيين والمتأسلمين وبكل الأوجه لتنفذ تلك الشعوب مشاريعهم بإرادتهم أو بدونها…
وبالرغم من كل تلك الضغوطات على الشعوب إلا أنها صابرة صامدة على قيمها ومبادئها وثوابتها العربية والإسلامية ونشميات ونشامى الأردن وكل شرفاء وأحرار الأمة العربية والإسلامية ومقاوميها سيسقطون تلك الإتفاقيات المشؤومة وما قبلها وسيتم عمل تأبين مهيب لها قريبا بإذن الله تعالى وستلقى الكلمات القوية والمعبرة عن كرامة الشعب الأردني بكل أصوله ومنابته وكرامة كل الشعوب العربية والإسلامية والتي تليق بكوكبة شهداء فلسطين والأردن والأمة وتليق بمقام حماة الأوطان والديار الساهريين وآياديهم على الزناد لمقاومة ذلك العدو الصهيوني وداعميه في منطقتنا والعالم والذين لم ولن يقبلوا بالتطبيع ولن تمنعهم تلك الإتفاقيات أو التهديدات أو إلصاق تهم الإرهاب بهم عن المضي قدما في رسالتهم المقدسة وهي مقاومة أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية داخل الأمة وخارجها وهزيمتهم ودحرهم من فلسطين والجولان ومزارع شبعا وتحريرها قريبا بإذن الله تعالى وعونه للمقاومة ومحورها ولكل شرفاء وأحرار الأمة والعالم…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب وباحث سياسي…