قيود جديدة بسبب أوميكرون بعد تحذير منظمة الصحة العالمية

وهج 24 : ستفرض ألمانيا قيودا صارمة على غير الملقحين مع حجر شبه كامل في الوقت الذي تسود العالم حالة من الهلع في مواجهة انتشار المتحورة الجديدة أوميكرون من كوفيد-19، التي قد تصبح سائدة في أوروبا “في الأشهر المقبلة” وفقا لوكالة الاتحاد الأوروبي المكلفة الأمراض.
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل الخميس عن تشديد القيود على الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح المضاد لكوفيد، وفرض حجر شبه كامل عليهم مع منعهم من دخول المتاجر غير الأساسية أو المطاعم أو الأماكن الثقافية أو الترفيهية.
وسيتعين عليهم أيضًا حصر تواصلهم في المنزل أو في الخارج بشخصين من أسرة أخرى كحد أقصى.
واتخذت هذه الإجراءات الجديدة بعد لقاء مع خلفها أولاف شولتز وقادة مناطق البلاد الـ16. وسيرفع مشروع قانون بشأن التطعيم الإلزامي الذي يؤيده شولتز، إلى البرلمان لدخوله حيز التنفيذ في شباط/فبراير أو آذار/مارس.
أشار المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، ومقره ستوكهولم من جانبه إلى أن “البيانات الأولية تشير إلى ميزة كبيرة” للمتحورة الجديدة على المتحورة دلتا السائدة حتى الآن.
واستنادا إلى هذه النماذج الرياضية، حذرت الوكالة الخميس من أن “أوميكرون قادرة على التسبب بأكثر من نصف الإصابات الناجمة عن فيروس سارس- CoV-2 في الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر القليلة المقبلة”.
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الأربعاء إنه “يجب مناقشة” إلزامية التطعيم في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في جنيف أنه في الوقت الحالي تشكّل نسبة التلقيح وكشف الإصابات المتدنية مزيجا “ضارًا”.

“مسألة خيار”

وحذر من أنها “وصفة مثالية لتكاثر المتحورات وتفشيها”، مشددًا على أن نهاية الوباء هي “مسألة خيار”.
في جنوب إفريقيا حيث أعلن رصد المتحورة أوميكرون للمرة الأولى الأسبوع الماضي وحيث تم تطعيم أقل من ربع السكان، تحدثت السلطات أمام البرلمان عن انتشار “متسارع” للفيروس.
وفقًا لباحثة من المعهد الوطني الجنوب أفريقي للأمراض المعدية، فإن الأجسام المضادة المكونة من الإصابة الأولى بكوفيد لا تمنع الإصابة بالمرض مرة أخرى بالمتحورة أوميكرون.
وقالت آن فون غوتبرغ خلال مؤتمر صحافي من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا “نعتقد أن عدوى سابقة لا تحمي من أوميكرون”.
من جهته ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء بإغلاق الحدود، واصفا هذا الإجراء بأنه شكل من أشكال “الفصل العنصري” ضد قارة إفريقية نسبة التلقيح فيها غير كافية.
كذلك قالت منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي إن الأولوية تظل “لضمان إنتاج اللقاحات وتوزيعها في أسرع وقت ممكن في كل أنحاء العالم”.
أنفقت الدول المتقدمة في مجموعة العشرين 10000 مليار دولار لحماية اقتصادها خلال الأزمة، في حين أن تطعيم سكان العالم لن يكلف سوى 50 مليارًا كما قالت كبيرة الاقتصاديين في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي لورانس بون.
ورصدت المتحورة أوميكرون في كل القارات، لكن أوروبا التي واجهت قبل ظهورها تفشياً قويًا للوباء، تبدو الأكثر تضررًا.
بعد الكثير من البلدان الأخرى، أعلنت ايرلندا وايسلندا والهند بدورها عن أولى الإصابات فيه. وأكدت فرنسا الخميس أول حالة إصابة على أراضيها بعد اكتشاف أول حالة في جزيرة ريونيون.
في النرويج، يُخشى تسجيل حوالى خمسين حالة من المتحورة اوميكرون بعد حفلة قبل عيد الميلاد.
وقررت دول أوروبا تشديد القيود الصحية مرة أخرى: ضبط الحدود وحظر السفر إلى منطقة إفريقيا الجنوبية وإلزامية وضع الكمامة في وسائل النقل العام والمحلات التجارية في المملكة المتحدة، والتوصية بتلقيح الأطفال المعرضين للخطر في فرنسا.
في بلجيكا، من غير المستبعد أن تعقد السلطات اجتماعا ثالثا في أقل من ثلاثة أسابيع لاتخاذ قرار بشأن قيود جديدة حول النشاطات في الداخل وفي المدارس. دعت منطقة فلاندرز، كبرى مناطق البلاد، إلى تشديد جديد للإجراءات بدعم من وزير الصحة الفدرالي فرانك فاندنبروك الخميس الذي وصف “الوضع في المستشفيات بالمأساوي”.
سجلت الدنمارك التي واجهت تفشيا وبائيًا قويًا، رقماً قياسياً الأربعاء مع أكثر من 4500 حالة جديدة، وأعادت فرض خضوع المسافرين القادمين من الدوحة ودبي لفحص إلزامي.

“فيروس بلا حدود”

أعلنت الولايات المتحدة الخميس عن تعزيز الفحوص للمسافرين الوافدين إلى أراضيها اعتبارا من الأسبوع المقبل بعد الإعلان الأربعاء عن أول حالة إصابة بالمتحورة أوميكرون.
في آسيا، أعلنت اليابان التي أغلقت حدودها أمام الأجانب، عن حالتين من المتحورة الجديدة وطلبت الأربعاء من شركات الطيران تعليق الحجوزات الجديدة إلى أراضيها لمدة شهر.
كذلك سجلت نيجيريا الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في إفريقيا، أول ثلاث حالات لدى أشخاص عائدين من جنوب إفريقيا، تمامًا مثل أول ثلاث حالات تم رصدها في البرازيل.
تم الإبلاغ الأربعاء عن أول حالة في المملكة العربية السعودية – لدى سعودي عائد من شمال إفريقيا – وكذلك في الإمارات العربية المتحدة.
أعربت مختبرات مختلفة بما في ذلك موديرنا وأسترازينيكا وفايزر/بايونتيك ونوفافاكس عن ثقتها في قدرتها على إنتاج لقاح جديد ضد أوميكرون. وأعلنت روسيا أيضًا أنها تعمل على تطوير نسخة من “سبوتنيك في” يستهدف هذه المتحورة تحديدًا.
لم يسبق أن تسببت احدى متحورات كوفيد-19 في مثل هذا الهلع منذ ظهور دلتا السائدة حاليًا والشديدة العدوى.
تعتبر منظمة الصحة العالمية “احتمال انتشار أوميكرون عالميًا “مرتفعًا” حتى لو أن الغموض يلف الكثير من الأمور المتعلقة بها كالعدوى وفاعلية اللقاحات الموجودة وخطورة الأعراض.
وما يطمئن حتى الآن هو عدم الإبلاغ عن أي وفيات مرتبطة بأوميكرون.
تسبب فيروس كوفيد-19 بوفاة ما لا يقل عن 5214847 شخصًا في جميع أنحاء العالم منذ ظهوره في أواخر عام 2019 في الصين، وفقًا لتعداد لوكالة فرانس برس الأربعاء.
المصدر : (أ ف ب)

قد يعجبك ايضا