غانتس في واشنطن لإقناعها بتشديد العقوبات على إيران وإشهار عصا غليظة في وجهها

وهج 24 : وصل وزير الأمن في حكومة الاحتلال بيني غانتس إلى واشنطن وشرع في جولة مباحثات مع مسؤولين أمريكيين في موضوع إيران والمفاوضات العالقة حول مشروعها النووي وسط تسريبات صحافية بأن الجانبين الأمريكي والإسرائيلي قد اتفقا على القيام بتدريبات عسكرية مشتركة ضد المنشآت النووية الإيرانية بحال اضطرا للجوء للخيار العسكري.

ولهذا الغرض التقى غانتس وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن وقبيل ذلك أوضح غانتس أن الغاية من هذه الزيارة هي الخوض في عواقب فشل المحادثات النووية بين إيران والدول الأوروبية ولا سيما إمكانية الرد المحسوب والحاسم من خلال شن هجوم على منشأت نووية في إيران.

وتابع غانتس عشية اللقاءات مع المسؤولين الأمريكيين “سنناقش في الاجتماعات سبل الحفاظ على التفوق الأمني لإسرائيل في المنطقة والتحديات الأمنية بما في ذلك التعامل مع العدوان الإيراني”.

وتأتي هذ الزيارة في ظل تعثر المحادثات النووية الأخيرة في فيينا، حيث اعتبر الوزير غانتس أن “إيران تشكل تهديدًا للسلام العالمي والمنطقة وتسعى إلى أن تصبح تهديدًا وجوديًا لإسرائيل”.

من جانبه، قال مسؤول أمريكي كبير لوكالة رويترز إنه سيتم التطرق خلال المحادثات بين ممثلي الدولتين، إلى إمكانية شن هجوم على المنشآت النووية في الجمهورية الإسلامية، كملاذ أخير، وبحال انتهت الجهود الدبلوماسية الأخيرة في أوروبا إلى الفشل”.

يشار الى أن وزارة العدل الأمريكية، أعلنت الأربعاء، عن مصادرة شحنتي أسلحة إيرانية، تشمل 171 صاروخا أرض – جو و8 مضادة للمدرعات بالإضافة إلى حوالي 1,1 مليون برميل من المنتجات النفطية الإيرانية في بحر العرب، كانت متجهة إلى مليشيات الحوثي في اليمن. هذا إلى جانب إعلان خزينة المالية الأمريكية فرض عقوبات اقتصادية جديدة على أفراد وكيانات في ثلاث دول بينها إيران.

لقاء تمهيدي مع السفير الأمريكي

وقبيل سفره التقى غانتس مع سفير الولايات المتحدة في القدس المحتلة توم نيدس وأشار غانتس إلى أنه بحث مع نيدس “تعميق التعاون الاستراتيجي بين البلدين والأواصر الخاصة التي تربط بينهما”، واصفا الاجتماع بـ”الممتاز”.

وتأتي هذه الزيارة فيما ينتظر البدء بجولة أخرى من المفاوضات النووية في فيينا التي توقفت قبل أيام في ظل خلافات عميقة بين الأطراف المتفاوضة وفي ظل نقاش داخل الحكومة الإسرائيلية حول أفضل طريقة للتأثير في الموقف الأمريكي، مع تزايد قلق غانتس ووزير الخارجية يائير لابيد من نهج المواجهة الذي يتبعه رئيس الوزراء نفتالي بينت، كما  نقلت القناة الإسرائيلية “أي 24” عن مسؤولين إسرائيليين.

وبالإضافة إلى غانتس، يتواجد في واشنطن أيضاً رئيس الموساد ديفيد برنياع لإجراء محادثات مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز، ومستشار الأمن القومي جايك سوليفان، وفق ما صرَّح به مسؤولون إسرائيليون. ومن المتوقع أن يشدد غانتس على الولايات المتحدة بضرورة إقناع الإيرانيين بأنهم “يواجهون تهديداً عسكرياً أمريكياً ذا مصداقية من خلال الضغط الديبلوماسي الإضافي وإبراز القوة العسكرية في منطقة الشرق الأوسط”.

فزاعة سياسية

وتتزامن زيارة غانتس لواشنطن مع جدالات وتجاذبات إسرائيلية داخلية حول النووي الإيراني وسط تأكيدات من قبل عدد كبير من المراقبين والمحللين الصحافيين أن إسرائيل لا تملك قدرة حقيقية للتأثير على مخططات إيران وأنها باتت تطلق تهديدات فارغة خاصة أنها عاجزة أصلا عن مهاجمة إيران وتدمير مشروعها النووي لوحدها.

وكرر رئيس حكومة الاحتلال السابق إيهود باراك توجيه أصابه الاتهام لرئيس الوزراء الاسبق بنيامين نتنياهو بارتكاب خطأ فادح بإقناع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالانسحاب من اتفاق فينا من 2015. وقال باراك في تصريحات إعلامية إن الاتفاق السيء أفضل من عدمه واتهم نتنياهو بعدم التحضير لخطة حقيقية وبديلة لمهاجمة إيران بحال فشلت المفاوضات معها مثلما اتهمه باستغلال النووي الإيراني فزاعة سياسية لكسب نقاط سياسية حزبية وشخصية وزيادة احتمالات إبقائه في سدة الحكم خلال السنوات الأخيرة.

الموقف الإيراني

وأعلنت إيران أنها لم تتلق أي مقترح بناء للتقدم في المفاوضات النووية، متهمة الأطراف الأوروبية بالسلبية، بينما يبحث الأمريكيون والإسرائيليون إجراء مناورات تحاكي ضرب منشآت نووية إيرانية، تحسبا لفشل مفاوضات فيينا.

ووصل كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني إلى فيينا، وسيلتقي منسق المفاوضات نائب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي أنريكي مورا، ورؤساء الوفدين الصيني والروسي. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إسنا”، عن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إن طهران ستبقى في فيينا طالما كان ذلك ضروريا للتوصل إلى اتفاق. وفي المقابل، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن واشنطن تتحرك صوب تشديد تطبيق العقوبات على إيران مع تعثر وفشل المفاوضات وذكرت أن الوفد الأمريكي سيحذر مصارف بالإمارات من التجارة الخاضعة للعقوبات مع إيران.

في هذا المضمار يظهر استطلاع رأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي نُشر الأربعاء، أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون هجومًا على إيران حتى بدون دعم الولايات المتحدة وأن 54% من المستطلعين يعتبرون إيران تهديدًا رئيسيًا لإسرائيل.

51% من الإسرائيليين يؤيدون الهجوم على إيران بدون دعم أمريكي

وأوضح الاستطلاع أن ما يقرب من ربع المستطلعة آراؤهم ينظرون إلى إيران على أنها “خطر متوسط” بينما يرى 13% أن إيران تمثل “خطرا ضئيلا”.

تهديد وجودي

وبخصوص سؤال المشاركين عما إذا كانوا يوافقون أو لا يوافقون على أن “إسرائيل يجب أن تهاجم المنشآت النووية الإيرانية عسكريًا حتى بدون موافقة أمريكية” أوضح الاستطلاع أن 51% من الإسرائيليين يؤيدون هجومًا على إيران حتى بدون “الضوء الأخضر” من الولايات المتحدة، مقارنة بـ31% من أولئك الذين سيعارضون ذلك.

في حين أن 62% من اليهود الإسرائيليين يعتبرون إيران “خطرًا وجوديا”، وافقت أقلية فقط من الإسرائيليين العرب في إسرائيل (19%) على ذلك. وفيما يتعلق بالسؤال حول هجوم إسرائيلي على إيران بدون موافقة الولايات المتحدة، أجاب 58 % من اليهود الإسرائيليين بالدعم مقارنة بـ18% من العرب في إسرائيل.

ويتبين من الاستطلاع أن 40% ممن ينتمون لليسار يعتبرون التهديد الوجودي من إيران على أنه “متوسط”، غالبية المستطلعين من الوسط (57%) واليمين (69%) يرون أن مدى الخطر “كبير”.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا