إلى أين تتجه مفاوضات فيينا…؟
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
إنتهت الجولة السابعة من مفاوضات فيينا حول الإتفاق النووي الإيراني تقريبا قبل إسبوع ولم يعلن عن فشل اللقاء والحوار بين إيران والدول الأخرى، قدمت خلالها إيران مسودتين للمجتمعين للنظر فيهما وعاد كل إلى دولته، ولإظهار حسن النية نسقت إيران مع منظمة الطاقة الذرية لتركيب كاميرات على أحد المواقع التي كانت تشكك بها المنظمة حسب تقارير أمريكية صهيونية مستعربة ولاقى ذلك الأمر ترحاب كبير من المنظمة، وبدأ المحتلين الصهاينة بالمناورات العسكرية وبالتهديد والوعيد بضرب المواقع الإيرانية النووية ظنا منهم أن إيران ستخضع لتلك التهديدات أو تخاف، ونكاية بإيران ومحورها ولأن جيوش تحالف إبن سلمان هزموا في الكثير من المواقع في مآرب بدأت طائرات إبن سلمان النفاثة بضرب أكثر من موقع في صنعاء وتدميرها كليا بحجة أن الحوثين يخزنون فيها أسلحة وطائرات مسيرة ومنصات لإطلاق الصواريخ ومن هذه المواقع مطار صنعاء الدولي وذهب في تلك الضربات الحاقدة المئات من الضحايا اليمنين الأبرياء وعلى مرأى من العالم المنافق…
وبنفس الوقت قام الحرس الثوري في إيران بمناورات الرسول الأعظم والتي أذهلت أمريكا وكل حلفائها الصهاينة والمستعربيين لما وجدوا فيها من جاهزية عسكرية كاملة إستخدم خلالها بعض الأسلحة البرية والجوية والبحرية من الصواريخ والطائرات المسيرة …وغيرها وكانت رسالة قوية من إيران الإسلامية لهم جميعا وفحواها أن القوات المسلحة الإيرانية والحرس الثوري جاهز لكل السيناريوهات المتوقعة والخيارات الأخرى على كل الحدود والمواقع البعيدة والقريبة وما خفي أعظم…
وخلال تلك الأحداث كانت أمريكا على تواصل مع حلفائها الصهاينة والمستعربيين للضغط عليهم للتهدئة وعدم المغامرة أو الوقوع في أي خطأ قد يوصلهم للهاوية، مع بقاء الإتهامات والإدعاءات الإعلامية المدبلجة والفيديوهات المفبركة على إيران وصنعاء اليمن اللجان الشعبية وعلى حزب الله في لبنان لعلهم يحصلون على شيئ في لقاء فيينا القادم، ورغم نفي الوزير العراقي فؤاد حسين بأنه ينقل رسالة أمريكية لقادة إيران ليكون هناك لقاء مباشر وأنه مجرد إقتراح منه لثقة الطرفين الأمريكي والإيراني بالعراقيين إلا أنه كان طلبا أمريكيا بلقاء مباشر مع إيران عبر الوسيط العراقي وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ورفضت إيران ذلك وحتى لا تحرجه كوسيط أكدت بأنه قد يتم التفكير بالأمر بعد الموافقة على كل الشروط الإيرانية في المسودتين أو المسودة المشتركة وتوقيع الإتفاق مع ضمانات أكيدة بإستمراريته وبعدم الخروج منه لو تغيرت الإدارة الأمريكية كما جرى سابقا، وكان الوسطاء الأوروبيين وحلفاء إيران الروس والصينين على تواصل مع إيران لتقريب وجهات النظر مع إعطاء إيران التطمينات والضمانات بأن أمريكا شبه موافقة على شروطها في اللقاء الثامن القادم خلال أيام…
والسؤال هنا لماذا لم تتم شبه الموافقة الأمريكية أثناء اللقاء السابع الأخير؟ للوصول بالإتفاق النووي إلى النجاح وإلى شاطئ السلامة والآمان للجميع بدل التهديدات والوعيد والإتهامات والتشكيك من قبل أمريكا وحلفائها الصغار والذين وصلتهم رسائل المناورات الإيرانية وتفاجأ الجميع بعد أن قرأ كل واحد منهم العنوان الخارجي فقط للرسائل وكيف كان فحوى الرسائل كان كالصاعقة على رؤوسهم…!!
لقد بات الصغير والكبير والقاصي والداني من أبناء الأمة العربية والإسلامية يعرفون ما يجري في المنطقة والعالم وما يدور في أروقة اللقاءات الصهيوأمريكية والمستعربة في القاعات المغلقة بخصوص الإتفاق النووي الإيراني، وهم يعلمون جيدا بأن إيران لم ولن تقدم على إنتاج قنبلة نووية وأن برنامجها سلمي بحت لأن كل قادتها أكدوا ذلك والمرشد الإيراني أكد بأن إنتاج القنبلة النووية مخالف لعقيدتنا الإسلامية وهو محرم شرعا، ولو أعطى الأمر بإنتاج قنبلة نووية لتم إنتاجها منذ زمن بعيد وهم قادرين بخبراتهم النووية على ذلك الأمر، ولكن أمريكا وحلفائها يريدون من إيران أن تضبط صناعتها العسكرية البرية والبحرية والجوية، وأيضا أن لا تقف في وجوههم وتعمل على إفشال مخططاتهم في المنطقة وأن تقطع تحالفها مع الروس والصينين وأن لا تدعم المظلوميين المقاوميين في العراق واليمن وفلسطين ولبنان وحتى في أمريكا الجنوبية كفنزويلا وأن لا تقف في وجه الظالم أبدا وهذا ما ترفضه إيران جملة وتفصيلا…
وإيران ومحورها العربي والإسلامي والروسي والصيني يعرفون جيدا كيف يتعاملون مع قوى الإستكبار والطغيان والهيمنة والتوسع والسيطرة ومن يدور في فلكهم ويستطيعون الحصول على كل حقوقهم بدبلوماسية هادئة متزنة تارة وبعرض هادئ وجريئ لجزء من قوتهم العسكرية البرية والجوية والبحرية تارة أخرى لإنقاذ المنطقة والعالم من أية مغامرة هوجاء وغير مدروسة من أمريكا التي هزمت في كل حروبها في المنطقة وبالذات في العراق وأفغانستان، أو من حلفائها الصغار الذين تم دعمهم بكل أنواع الأسلحة العسكرية الأمريكية البرية والجوية والبحرية ومنها المحرمة دوليا ورغم ذلك هزموا بحروب عدة ولم ولن يستطيعوا مواجهة مجموعات صغيرة من المقاوميين الأبطال في لبنان وغزة وصنعاء وبأسلحة خفيفة وانتصروا على كل مؤامراتهم ومغامراتهم الخاطئة بالتقدير والغير محسوبة ومدروسة جيدا، فكيف إذا إنفجر بركان غضب إيران أو روسيا أو الصين…
فهذا المحور لم ولن يفرط بحقوقه ومبادئه وثوابته وأخلاقه وقيمه الإنسانية ولم ولن يتركوا شعوبهم أو أي مظلومين في المنطقة والعالم في أيدي لصوص وقراصنة وتجار ومافيات وعصابات وقتلة يريدون السيطرة على الأرض وما عليها وفقا لمعتقداتهم التلمودية الصهيونية المشتركة بينهم…
وقبل اللقاء الثامن اليوم الإثنين في فيينا جرت عدة مشاورات بين إيران وحلفائها الروس والصينين ومع الوسطاء الأوروبيين…وغيرهم وسيتم الوصول لنجاح وتوافق وتوقيع على الإتفاق النووي الإيراني بمسودته المشتركة حسب ضمانات الوسطاء في فيينا إذا ضبطت أمريكا صغارها المغامرين وهواة الحروب جيدا وأصرت على التوقيع وإنهاء ذلك الملف نهائيا بعد أن بعثت بتطمينات وضمانات ووسطاء لإيران وبذلك لا تتأزم الأمور وتصل لحرب لا تبقي ولا تذر لا سمح الله ولا قدر…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب وباحث سياسي…