ديمقراطية هيئة الركن العسكرية أشرف وأنبل من المجالس النيابية
العميد المتقاعد هاشم المجالي…..
من المعروف أن كل وحدة عسكرية يكون فيها هيئة ركن عسكرية تجتمع مع القائد الذي دائما هو يعرض المعضلة ثم يطلب منهم الإدلاء بآرائهم التي يتم مناقشتها كل حسب اختصاصه النوعي المكاني والزماني .
إن القائد في اجتماع هيئة الركن يستطيع أن يصدر الأوامر ، وأن لا يأخذ بأراء هيئة الركن وأن يكون ديكتاتوريا ، كما أنه يستطيع أن يأمر باستثناء أي ركن من الهيئة أو عدم السماح له بالحديث أو حتى أنه يستطيع التنسيب بترميجه وإحالته إلى التقاعد .
ولكن من المعروف عرفا بأن هناك احترام من القائد الذي يتحلى بالخلق والصبر وحسن الإدارة لأعضاء هيئة الركن سواء كان ذلك في مخاطبتاهم أو عند سماع ارائهم ، حتى لو كانت آرائهم مخالفة لرأية أو تتناقض كليا مع توجهاته .
ما شاهدناه يوم أمس في مجلس النواب من نقاشات وشتائم ومسبات وضرب بالأيدي وقفز من فوق الطاولات وتحجيز وفض اشتباكات لا يمكن ان يكون إلا في صراع المافيات والعصابات في الشوارع والطرقات ، أو في حلبات المصارعة الغير قانونية .
يوم أمس نعت الديمقراطيات العالمية والشعب الأردني الديمقراطية الأردنية ، واستنكرت مجالس البرلمانات الدولية والمجالس الشعبية فعلت البرلمان الأردني المشينة .
المشروع المطلوب مناقشته كان عن التعديلات في بعض مواد الدستور الأردني ، وعند مناقشة أول مادة لتعريف الأردنيين بأنها كافية ومغنية عن ذكر الاردنيات ، وكان يكفي التصويت على التعديل والأخذ برأي الأغلبية ، ولكن ما جرى يوم أمس كان كما يحدث بالنزاعات بين المافيات والعصابات التي تقوم بفرض سيطرتها واتاواتها من خلال التجوال في حارات واروقة مجلس النواب ، وهو ما نشاهده يحدث في أفلام الآكشن للمافيات بين الأزقة والطرقات .
وأخيرا انا اقول اذا كانت هذه الفئات التي شاهدناها يوم أمس في مجلس النواب هي التي ستناقش وتقرر الحقوق والحريات للشعب الأردني ومن يعيش على الأرض الأردنية في اسمى القوانين والدساتير والتي تعامل معاملة الكتب السماوية بين القوانين ، فإن أجرنا على الله وبالغنى عنكم وعن تعديلاتكم وعن مناقشات مجلسكم المخزي بوجود البعض منكم .
الشعب الأردني رغم سخريته من ما شاهده على الإعلام إلا أنه كان يتألم وبحرقة ، ويلعن الساعة التي توجه فيها الناخب ليدلي بصوته وينتخب ممثله في هذا المجلس الذي شاهدته يوم أمس .
لا والله انه عيب وقمة العيب على الشعب الأردني وهو أيضا صفحة سوداء في كتاب تاريخ المجالس النيابية الأردنية أن يمثلنا هكذا مجلس بمثل بعض من هؤلاء النواب .
يا ألف ومليون عيب الشوم عليكم ويا خسارة أن تظهروا بهكذا مستوى من الأخلاق والمسلكيات .
وأخيرا أقول :
أعظم الله اجركم يا شعب ويا وطن وكان الله بعونكم سيدي جلالة الملك .