زيدان.. جوكر بيريز لدوري الأبطال.. هل تكون الثالثة ثابتة؟
حمزة بن عبد الرحمن
في 15 مايو 2002 بعد صافرة غلاسغو الشهيرة التي أعقبت الهدف الخالد لزين الدين زيدان على باير ليفركوزن، والذي يعد واحداُ من أجمل الأهداف في تاريخ المسابقة، توجّه الفرنسي إلى غرف الملابس ليجد رئيس ريال مدريد فلورينتينو بيريز بانتظار لاعبيه لتهنئتهم بعد مراسم التتويج، أول ما قاله زيدان للرئيس مازحاً: “هل رأيت؟ أنا لست شؤماً” في إشارة إلى خسارته نهائيين على التوالي مع يوفنتوس الإيطالي. كانت التاسعة لريال مدريد والأولى والوحيدة لزين الدين زيدان كلاعب كرة قدم.
بعدها بـ12 سنة عاد زيدان لمعانقة الكأس الأوروبية، هذه المرة كمساعد لكارلو أنشيلوتي في موسم تاريخي لن ينساه المدريدي أبداً، فبعد إقصاء بايرن ميونيخ بـ5-0 في مجموع المباراتين ذهاباً وإياباً، واجه أتليتيكو مدريد في مباراة مُثيرة لم تبح بأسرارها إلا بعد الأشواط الإضافية التي قادتنا إليها رأسية راموس في الدقيقة 92:48. تواجدُ زيدان كان له دور كبير في زمن أصبح فيه العامل النفسي والمعنوي يقارع العامل البدني والتكتيكي في كرة القدم الحديثة بنفس الدرجة والأهمية.
واليوم.. بعد استلام زيدان للفريق بمنتصف الموسم عقب بداية متأرجحة وغياب التوافق بين اللاعبين والمدرب السابق من جهة وبين بعض الجماهير والإدارة ممثلة بشخص فلورينتينو بيريز من جهة أخرى، لعب الفرنسي دور رجل السلام والرقم الصعب الذي لا يختلف عليه اثنين داخل النادي الأبيض. خلال 3 أشهر فقط فعل ما لم يفعله غيره بهزيمة برشلونة على ملعبه بأول كلاسيكو له كمدرب، ثم قاد ملحمة أوروبية بكل معنى الكلمة للصعود بفريقه إلى نصف النهائي بعد التأخر بهدفين بالذهاب أمام فولفسبورغ الألماني، مُظهراً مقدرة كبيرة ومبشرة على التعلم من الأخطاء.. زيدان اليوم في الطريق ليكون بطلاً كمدرب كما كان بطلاً كلاعب. هو الرجل الذي كسر عصا الإجماع التي كان يحاول سابقوه مسكها من الوسط بين الإعلام، الإدارة، اللاعبين والجماهير.. زيدان لا يحتاج ذلك المجهود.. زيدان بدأ بالفعل مع دعم كل تلك الأطراف مجتمعة.
فهل الثالثة ثابتة؟ هذا ما سنعرفه في الأيام القادمة.
