باحث إسرائيلي: قد يؤدي فشل الولايات المتحدة في أزمة أوكرانيا لاندلاع حرب في الشرق الأوسط
الشرق الأوسط نيوز : يحذر باحث إسرائيلي من أن فشل الولايات المتحدة في معالجة أزمة روسيا- أوكرانيا قد يؤدي لاندلاع اضطرابات جديدة في منطقة الشرق الأوسط وفي مناطق أخرى في آسيا.
ويقول البروفيسور إفرايم عنبار الخبير في العلوم السياسية والباحث في معهد القدس للاستراتيجية والأمن إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الأزمة في أوكرانيا ستنتهي سلميا، أو ما إذا كانت الحرب ستندلع على الأراضي الأوروبية، ومع ذلك، يمكن بالفعل الحصول على بعض الأفكار والترجيحات.
ويقول في ندوة نظمها “المعهد” إنه طيلة سنوات، أشار الكثير في الغرب إلى تقلص فائدة استخدام القوة العسكرية في العلاقات الدولية وبشر العلماء بـ”نهاية التاريخ” وسيادة النظام الليبرالي في العالم ويضيف “ومع ذلك، على الرغم من “التقدم”، لم تتغير الطبيعة البشرية، كما أن الخوف هو غريزة أساسية وقوية. في الواقع، ركزت روسيا، التي لا تزال تخشى على أمنها، العديد من القوات على طول الحدود الأوكرانية للفت الانتباه الأمريكي إلى مطالبها. في الواقع، دفع التهديد بغزو عسكري الولايات المتحدة إلى فتح حوار مع روسيا لتوضيح مخاوف موسكو الأمنية. روسيا غير راضية عن نهج حلف الناتو تجاه حدودها، وتريد أن يتعامل كما كان في العهد السوفيتي. لا ينبغي أن يفاجئ مسار الأحداث أولئك الذين يتابعون السياسة الدولية، خاصة بعد أن ابتلعت روسيا شبه جزيرة القرم وشجعت الانفصالية في شرق أوكرانيا”.
ويقول عنبار إن توسع الناتو والاتحاد الأوروبي شرقا وتشجيع الغرب للحركات الديمقراطية في أوكرانيا وبيلاروسيا وجورجيا لا يمكن أن يترك روسيا غير مبالية. ويقول أيضا “بل على العكس، أرعبت الحملة الديموقراطية روسيا التي لم تتم دعوتها للانضمام إلى الناتو ولم يتم استشارتها في مصير الدول المجاورة لها”.
تذكير بقيود الدبلوماسية
ويوضح أن روسيا لم تتردد في إحياء مفاهيم مثل المناطق العازلة ومناطق النفوذ في الخطاب الدولي، وهذا برأيه يشير إلى أنها قد تستخدم العنف لتأمين هوامش أمنية أكبر من خلال مطالبة الدول الواقعة على طول حدودها، والتي تبدو مستقلة ظاهريا، بالبقاء في مجالها الأمني.
ويرى أنه بالنظر إلى الغزوات السابقة من الغرب، فإن المخاوف الروسية معقولة لافتا إلى أن مبدأ مونرو، الذي يرى أن الوجود العسكري الأجنبي في نصف الكرة الغربي يمثل تهديدا للولايات المتحدة، نبع من نفس المشاعر. ويتابع الباحث الإسرائيلي “تذكرنا الأزمة في أوكرانيا بقيود الدبلوماسية، إذ شجعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون روسيا فقط من خلال إعادة تأكيد التزامها باستخدام الدبلوماسية فقط لحل الأزمة”.
وينوه عنبار إلى أن الدبلوماسية التي لا تدعمها قدرة عسكرية موثوقة غير فعالة معتبرا أن أوكرانيا هي أول اختبار دولي جاد للولايات المتحدة بعد الانسحاب من أفغانستان. وحذرت الولايات المتحدة، غير الراغبة في التدخل عسكريا، من عواقب اقتصادية وخيمة، مع تأثير ضئيل حتى الآن على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ويضيف محذرا من تكرار مشاهد الضعف الأمريكي في الانسحاب من أفغانستان: “الجميع، أصدقاء أمريكا وأعداؤها، يراقبون واشنطن ويرون إدارة ضعيفة، تؤكد أزمة أوكرانيا الاتجاه الملحوظ لتراجع أمريكا في العالم. كما في الماضي، قد تفاجئ الولايات المتحدة وتتصرف بالقوة، لكن العالم يرى مثل هذا السيناريو على أنه غير معقول”.
التأثير على محادثات النووي في فيينا
ويرى عنبار أن السلوك الأمريكي في الأزمة في أوكرانيا يؤثر أيضا على المحادثات النووية في فيينا: طهران، المقتنعة بالفعل بأن أمريكا ضعيفة، تعمل على توسيع نطاق عملها ويمكن أن تتأخر أكثر حتى تُعرض عليها الاتفاقية التي تريدها ولذا يمكن أن تدفع إيران مبعوثيها في الشرق الأوسط بشكل أكبر ضد حلفاء الولايات المتحدة. قد تستنتج إسرائيل أنه من الأفضل الامتناع عن تنسيق سياستها مع واشنطن قبل التصرف بالقوة. قد يؤدي انتصار روسيا في أوروبا إلى تسريع اندلاع الحرب في الشرق الأوسط. وبالمثل، يمكن للصين أن تعلم أن تصميم الولايات المتحدة يتلاشى، ويمكن تجاهل تهديداتها، ولذا فإن هجوما على تايوان يمكن أن يحدث”.
وبعيون الباحث الإسرائيلي يثبت الوضع في أوكرانيا مرة أخرى عدم جدوى الضمانات الدولية ويستذكر أن مذكرة بودابست لعام 1994، التي وقعتها روسيا الاتحادية وبريطانيا والولايات المتحدة، قدمت ضمانات ضد التهديدات أو استخدام القوة ضد وحدة أراضي أوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان، في مقابل التخلي عن أسلحتها النووية. ويتابع “لسوء الحظ، لم يعد يتم احترام المذكرة عندما احتلت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014، ومن الواضح هذه الأيام مرة أخرى أن هذه الضمانات غير صالحة”.
المصدر : القدس العربي