قراءة للخلاف الروسي الأوكراني من زاوية المصلحه الفلسطينيه والعربيه
المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات…
يجب من حيث المبدأ معارضة الإحتلال – أي إحتلال – وتحت أي حجة أو تبرير ،
ويفترض أن تكون لدينا تحفظ على التبريرات بإسم ” التاريخ والجغرافيا والتضاريس ” لأن إسرائيل ومن عشرات السنين دائما تبرر عدوانها على فلسطين ولبنان وسوريا بالحجج المستمده من التاريخ ومن الجغرافيا ومن إدعاءات ” الأمن وطلب ضمانات أمنيه ” وهي تحتل الأراضي العربيه وتقول إنها بهذا ” تدافع عن النفس ” وتسمي جيشها بجيش الدفاع الإسرائيلي ، وكذلك فإن أمريكا أحتلت أفغانستان ” دفاعا عن النفس ” أيضا كما تدعي .
النظام العراقي أستخدم التاريخ ( والجغرافيا ) لتبرير غزوه لإيران والكويت ، لذلك علينا أن نكون حذرين جداً بشأن إستخدام تلك الحجج ، ولنساءل دائما هل يستخدمها القوي ( والنووي ) لتبرير عدوانه أو الضعيف لطلب الحمايه .
ومن جهة الأصطفاف والمقارنه بين أمريكا وروسيا ، فإني لا أرى في الوقت الحاضر فرق جوهري وكبير بين روسيا وأمريكا ، فكل منهما له أصدقاء وحلفاء داخل إسرائيل :
بوتين له أصدقاء مثل زعيم حزب ” اسرائيل بيتنا ” ليبرمان وهو حزب يميني متطرف إضافة لدعمه لأحزاب وتجمعات أخرى من المهاجرين الروس وغالبيتهم ينظمون لليمين العنصري ، أما صداقته وتفاهماته السياسيه والأمنية مع نتنياهو والليكود فهي معروفه وتطبق بشكل واضح .
وبخصوص الأمريكان فهم تاريخيا الأب الروحي لإسرائيل ودعمهم لها هو معروف تاريخيا وفي كل شيء ، لكن مؤخرا أصبح المجتمع الأكاديمي الأمريكي وبل السياسي يتذمر من السياسة الإسرائيلية ، وأما الحزب الديموقراطي الحاكم فيؤكد دعمه لإسرائيل دون شك لكنهم أصبحوا أقرب لأحزاب اليسار والليبراليين .
روسيا بوتين و بطلب من نتنياهو تخلت عن دورها في اللجنه الرباعيه حول فلسطين وأنتهت اللجنه ، والتي كانت تشكل بارقة الأمل السياسية الوحيده لخلق توازن وضغط على إسرائيل ، وكان يعول عليها الكثير .
أما في سوريا فهناك ” تنسيق ” بين روسيا وإسرائيل تقوم – الأخيره – على أساسه بقصف وتدمير ما تريد في سوريا .
كما أن روسيا تنافس الدول العربية المصدره للنفط والغاز على الأسواق الأوروبية والعالميه فهناك ” حرب تجاريه ” خفيه بينهما ، وتسعى روسيا لإقصاء النفط والتأثير الإقتصادي العربي على أسواق الطاقة في أوروبا .
روسيا بوتين تمد الجميع بالسلاح ، ومن تنظيمات إرهابية متنافسه ودون إستثناء فتراها حريصه على بقاء المنطقه العربية تعيش في توتر وبؤرة حروب ونزاعات وصراعات .
لأن في هذا مصلحتين :
بيع أكبر كمية من السلاح وخصوصية السلاح الروسي السهل الأستخدام للمنظمات والجماعات والحركات وهي عادة الخارجه على القانون .
هذا عدا عن دور قوات المرتزقه الروسيه ( فاغنر) المنتشره في أفريقيا وآسيا ، مثلاً في ليبيا والصومال وربما في اليمن وووووو .
طبعا المصلحه العربيه والفلسطينيه أن لا يتدخلوا أو ينحازوا لأي طرف ، بل أن يقفوا مع الحق ، ولأن الكثيرين لا يوافقوا على السياسة الأمريكية أو يكرهوا أمريكا فنراهم يصطفوا إلى جانب الطرف الخصم أي إلى روسيا ، فهذه إنتهازيه وسذاجه ، لكي لا أقول أكثر .
أقول في ختام كلامي لنقرأ المشهد بطريقة صحيحه وأن لا ننحاز لطرف دون الأخر فالأيام القادمة حبلى بالمفاجأت ..!!
المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات
الإثنين الموافق 22/2/2022