الغارديان: وحدة الغرب مهمة لمواجهة بوتين ورده الفاتر لن يردع الزعيم الروسي

الشرق الأوسط نيوز : نشرت صحيفة “الغارديان” افتتاحية حول أوكرانيا قائلة إن ظل الحرب يحوم بشكل واسع. وأشارت إلى أفعال فلاديمير بوتين وخطابه الغاضب التي تعني أن التهديد قد زاد وهناك حاجة للوحدة.

وعلقت قائلة إنه بعد عدة أشهر من التوترات المتزايدة وحشد القوات على الحدود الأوكرانية، فلا محل للشك من خطورة اللحظة. وترددت الهزات في كل أنحاء أوروبا بطريقة ستشكل فيها تداعيات العدوان الروسي أوروبا ولعقود قادمة، وبخاصة في شرق القارة حيث تراقب الجمهوريات السابقة في الاتحاد السوفييتي التطورات بقلق، وأكثر من هذا فالتداعيات ستكون أكبر في أوكرانيا نفسها، لأن ما يجري ليس عن كفاح جيوسياسي ولكن تهديد بكارثة إنسانية ضخمة.

وتحضر جاراتها لتدفق ملايين اللاجئين في أسوأ الحالات، وبدأ بعض الأوكرانيين بالهرب إلى الخارج أو إلى غرب البلاد، رغم أن البقية أقسمت على المواجهة والقتال.

وجاء اعتراف بوتين بإقليمي دونيتسك ولوهانسك في شرق أوكرانيا كجمهوريتين مستقلتين وأمره بإرسال “قوات حفظ سلام” نتاجا لتراكم أحداث بدأت عام 2014، عندما أثارت روسيا المشاعر الانفصالية وحثت الانفصاليين على إنشاء مناطق مستقلة. ولأن القوات الروسية تدخلت إلى حد ما في الإقليميين فالاعتراف الأخير هو إضفاء طابع رسمي على الوضع الراهن. لكن اعتراف بوتين بإقليم دونباس الذي لا يسيطر عليه الانفصاليون يؤشر لزيادة فرص تعدي قواته على مناطق أخرى من أوكرانيا.

وطلب في يوم الثلاثاء من الدوما الموافقة على إرسال القوات الروسية إلى الخارج، إلا أن خطابه الغاضب قبل يوم والحشود العسكرية الضخمة تعتبر إشارة عن فعل عسكري أضخم. وبعيدا عن المزاعم الغريبة حول “الإبادة” في أوكرانيا، فإنه صور البلد هذا بأنه اختراع روسي بدون أن يكون له حق تاريخي بالوجود، وحذر بشكل مخيف كييف إن لم تتوقف عن مواصلة العنف فإن موسكو ستحملها كامل المسؤولية عن أي سفك دماء.

وقال إن أفضل طريقة لحل الأزمة الحالية سيكون من خلال تخلي كييف عن طموحاتها بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وإعلان الحياد. والكلام الذي لم يقله هو أنه يريد إعادة وضع روسيا كقوة عظمى عندما تخسر على انهيار الاتحاد السوفييتي السابق. ويأتي غضبه من الناتو وتوسعه إلى جانب نبرة احتقار للغرب الضعيف، البريكسيت والانقسامات الداخلية وصعود الصين والأمل برئاسة ثانية لترامب. إلا أن الحل هو كما قال وزير الخارجية الأوكراني ديمتري كوليبا “لا طريق آخر” غير التركيز على خفض التصعيد، وتذكير روسيا بالثمن وترك الباب مفتوحا للدبلوماسية، مهما بدا بوتين غير مهتم ومهما كان احتمال فشلها. وبدا أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي غير مرتاحين من قرار الاعتراف لكنهم وافقوا في تعهد عام عليه.

وترى الصحيفة أن الوحدة الغربية ستكون ضرورية، ولدى روسيا احتياطي كبير من العملة الأجنبية وتنتفع من ارتفاع أسعار الوقود في وقت يجب فيه على الغرب التفكير بكلفة العيش في ظل أزمة.

وكان قرار ألمانيا تعليق مشروع أنابيب الغاز “نورد ستريم2” مدهشا وخطوة مرحبا بها. ولكن الخط الأول يقدم ثلثي ما تحتاجه ألمانيا من الغاز. وطالب رئيس وزراء إيطاليا ماريو دراغي بعدم شمل الطاقة في قوائم العقوبات. وبنفس المقام فالعقوبات البريطانية تعاني من ضعف واضح وفقر دم، رغم تصريحات بوريس جونسون الفظة، فقد استهدفت خمسة بنوك وثلاثة من الأوليغارشية الذين استهدفتهم الولايات المتحدة قبل سنوات. ومن المفهوم الحفاظ على مساحة للتصرف والتمسك بورقة ضغط، إلا أن الرد الفاتر لن يردع بوتين لو مضى في طريق وصفه المعارض الروسي السجين أليكسي نافالني بموت الروس والأوكرانيين وسيكلف بلده الغالي والثمين.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا