سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة: اتفاق إبراهيم ليس بديلا للمفاوضات الثنائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين
الشرق الأوسط نيوز : السفيرة لانا زكي نسيبة، الممثلة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي بمناسبة تسلم الإمارات رئاسة مجلس الأمن الدولي خلال شهر آذار/مارس الحالي، إن بلادها ما زالت ملتزمة بمبادرة السلام العربية وحل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية على الحدود الدولية المعترف بها.
نسيبة: الرؤية التي انطلق منها “اتفاق إبراهيم” نابعة من رؤية لمنطقة أكثر انفتاحا وأكثر تقبلا واكبر مساحة للحوار والدبلوماسية
جاء ذلك ردا على سؤال”القدس العربي” للسفيرة حول الآثار السلبية لاتفاق “إبراهيم للسلام” والتي انعكست وبالا على الفلسطينيين حيث ضاعفت إسرائيل انتهاكاتها لحقوق الشعب الفلسطيني فضمت المزيد من الأراضي وانشأت العديد من المستوطنات وقتلت الكثير من الفلسطينيين كان آخرهم مساء الثلاثاء الشاب عمار أبو عفيفة في بيت فجار جنوب بيت لحم. “فما هي الفائدة من هذا الاتفاق لصالح السلام؟ وكيف سيحسن هذا الاتفاق ظروف التوصل إلى اتفاقية سلام تضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة المترابطة وعاصمتها القدس الشرقية؟”.
أجابت نسيبة ردا على السؤال بأن الرؤية التي انطلق منها “اتفاق إبراهيم” نابعة من رؤية لمنطقة أكثر انفتاحا وأكثر تقبلا واكبر مساحة للحوار والدبلوماسية. وقالت: “لم يتعهد أي أحد بأن “اتفاق إبراهيم” سيكون بديلا لما يجب أن يحدث بالنسبة للقضية الفلسطينية أي مفاوضات ثنائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول حل الدولتين. وبالنسبة لموقف الإمارات العربية المتحدة فإنها تؤيد موقف الجامعة العربية حول حل الدولتين بما بتوافق مع الشرعية الدولية والقرارات ذات الصلة.
نسبية: الإمارات تؤيد موقف الجامعة العربية حول حل الدولتين بما يتوافق مع الشرعية الدولية
وأضافت “نعم، لدينا علاقات مع إسرائيل تساعدنا أن نتبع دبلوماسية إيجابية تؤثر في سير الأحداث على مستوى المنطقة. ومن ناحية العلاقات الثنائية نستطيع أن نقيم علاقات إيجابية تجارية وتقنية على مستوى المنطقة. في الإمارات هناك فئات من 200 جنسية. وقد أقمنا مكانا للعبادة يضم معبدا وكنيسة ومسجدا يفتح أبوابه للعبادة من جميع الأديان. هذه هي الرؤية لشرق أوسط غني جدا بالتنوعات ونريد أن نرى هذه الرؤية القائمة على الأمل والتسامح لأكثر من 60 في المئة من سكان العالم العربي دون سن الثلاثين يأملون رؤية نهاية للنزاع ويتطلعون إلى مستقبل أكثر أملا مثل غيرهم حيث يكون هناك فرص عمل يستطيعون أن يسندوا عائلاتهم وأن يرسلوا أطفالهم إلى المدرسة وأن يعيشوا جنبا إلى جنب مع جيرانهم. هذا هو الدافع وراء “اتفاق إبراهيم” ونحن نرى حصاد ذلك الاتفاق في علوم الفضاء والتكنولوجيا، في تنقية المياه والاختراع والتجديد وفتح فرص اقتصادية أوسع للشباب في منطقتنا العربية”.
نسيبة تعليقاً على تصويت الإمارات بالامتناع بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا: نؤمن بالحوار وحل المسائل بالطرق السلمية
وردا على سؤال حول تصويت الإمارات بـ “امتناع مرتين” في مجلس الأمن في ما يتعلق بالهجوم الروسي على أوكرانيا، قالت السفيرة نسيبة إن بلادها تؤمن بالحوار وحل المسائل بالطرق السلمية وتؤيد وقف المواجهات العسكرية فورا وحماية المدنيين. وقالت إن بلادها تبرعت بمبلغ خمسة ملايين للمتضررين من المدنيين الأوكرانيين في مؤتمر طارئ لجمع التبرعات عقد في جنيف الثلاثاء.
وقالت نسيبة حول رؤيتها لعمل مجلس الأمن تحت رئاستها: “ترنو أنظارنا إلى جميع هذه الأزمات وسنفعل ما في وسعنا كرئيس مجلس الأمن لهذا الشهر من أجل إدارة عمل المجلس بطريقة مؤثرة وفعّالة، في محاولة لبناء الجسور في المناطق التي تعاني من انقسامات، لأنني أعتقد أن المجتمع الدولي بحاجة إلى نهج بناء الجسور للدبلوماسية اليوم.”
والسيدة لانا نسيبة تعمل سفيرة ومندوبة دائمة للإمارات العربية لدى الأمم المتحدة منذ عام 2013. وهي متحدرة من عائلة نسيبة المقدسية العريقة.
وكانت نسيبة قد بدأت حديثها إلى أهمية المرحلة التي تتولى فيها الإمارات رئاسة المجلس في وقتِ تحتدم فيه الاضطرابات العالمية. وأكدت أنها تتوقع المزيد من طلبات عقد اجتماعات للمجلس عدا عن تلك المدرجة على جدول الأعمال لهذا الشهر.
وردّا على سؤال بشأن موقف الإمارات من مشروع القرار الفرنسي- المكسيكي الذي يتعلق بحماية المدنيين في أوكرانيا، أكدت السفيرة الإماراتية أن هناك حاليا نسختين من النص على الأقل وقد يجري تعديل عليهما أو أكثر لكن بلادها تؤيد حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لهم. وأشارت إلى أن الإمارات منخرطة في النص وبشكل عام، تدعم بشدة أي شيء سيساعد في رفع المعاناة الإنسانية، ويضمن سلامة المدنيين، سواء في أوكرانيا أو في أي مكان في العالم.
وأكدت السفيرة نسيبة أن وفد الإمارات سيعقد ثلاث فعاليات مميزة خلال هذا الشهر تحمل بصمات بلادها ترتبط بأولوياتها في المجلس، الأولى: حول المرأة والسلام والأمن والشراكة. وفي هذا السياق قالت السفيرة الإماراتية: “ستعكس رئاستنا التزام الإمارات العربية بوضع أجندة المرأة والسلام والأمن كأولوية قصوى.” وقالت إنها ستدعو السيدة ريما بحوث، رئيسة هيئة الأمم المتحدة للمرأة، السفيرة الأردنية السابقة للحديث في الفعالية.
والفعالية الثانية حول الأمن المناخي. وأوضحت السيدة لانا نسيبة أن تغيّر المناخ يظل واحدا من أكثر التحديات العالمية الملحة. “الإمارات العربية بنفسها كانت في مقدمة مواجهة هذا التحدي بما في ذلك ارتباطها بالسلام والأمن، وعلى الرغم من أنها كانت في بعض الأحيان قضية جدلية في مناقشات المناخ في المجلس، نعتزم جعلها تتدفق في محادثات المجلس لأننا نعتقد أنها أكثر أهمية من تجاهلها. وكدولة الإمارات، نتطلع قدما إلى استضافة مؤتمر المناخ COP28 عام 2023، وتعتزم جعل الفعالية شاملة وموجهة نحو العمل قدر الإمكان.”
والفعالية الثالثة تدور حول تعاون مجلس الأمن وجامعة الدول العربية وستعقد يوم 23 آذار/مارس. وتتعلق بكيفية الدفع قدما نحو الاستقرار الإقليمي عبر تعزيز التعاون حول العديد من التحديات التي تواجه المنطقة العربية. وأكدت أن السيد خليفة شاهين، وزير الدولة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، سيرأس الاجتماع بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وأمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط. وقالت ستتم دعوة ممثل عن الشباب للتحدث في الفاعلية، ولتمثيل 60 في المئة من شريحة الشباب في المنطقة دون سن 30 عاما.
اليمن
وردّا على عدة أسئلة تتعلق باليمن، أكدت السيدة نسيبة أن قرار مجلس 2624 الذي اعتمد الثلاثاء حول اليمن كان “قرارا رائدا” تبنى تجديد العقوبات، وأخضع الحوثيين ككيان لحظر الأسلحة وصنفهم على أنهم جماعة إرهابية.
نسيبة، لا يوجد حل عسكري للنزاع في اليمن، ويجب إعادة تنشيط العملية السياسية
وأضافت تقول: “أعتقد أن هذه إشارة للعالم الخارجي بأن مجلس الأمن متحد في إدانة الهجمات الإرهابية التي حدثت في الإمارات العربية ضد المدنيين والمرافق المدنية، وحدثت كثيرا في المملكة العربية السعودية. كما أن مجلس الأمن قال إنه يحمّل الحوثيين المسؤولية على هذه الهجمات العابرة للحدود، وقد عبروا خطّا أحمر بشكل جلي جدا، ويلتزم المجلس في التعامل مع هذا الخط الأحمر.”
وأشارت إلى أن القرار حظي بدعم واسع النطاق، مؤكدة أنه لا يوجد حل عسكري للنزاع في اليمن، وأنه يجب إعادة تنشيط العملية السياسية بقيادة مبعوث الأمم المتحدة الخاص، هانس غروندبرغ. “من الواضح أنه يحتاج إلى المزيد من النفوذ، ومن الواضح أن هناك حاجة إلى آلية لتحفيز الحوثيين من أجل وقف ارتكاب هجمات إرهابية عابرة للحدود والتركيز بدلا من ذلك على عملية سياسية.”
وردّا على المزيد من الأسئلة بشأن اليمن، أكدت أنه الآن أصبح من الواضح أن إمداد الأسلحة إلى جماعة الحوثي ككيان يخضع لحظر الأسلحة، وبالطبع يعتمد ذلك على تقرير الخبراء بشأن اليمن. وأضافت أن حظر الأسلحة هو خطوة أولى: التعامل مع الحوثيين كجماعة لحظر إمداد وبيع أي مستلزمات عسكرية للحوثيين كجماعة وليس كأفراد.
ليبيا
وحول موقف بلادها من إعلان “حكومة انتقالية جديدة” في ليبيا، أخذ الرد نائب مندوبة الإمارات، السفير محمد أبو شهاب، الذي كان مشاركا في المؤتمر الصحفي فقال: “بالنسبة لنا، نود رؤية عملية بقيادة وملكية الليبيين، ويجب أن يكون التركيز على ضمان إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وسنفعل كل ما في وسعنا للمساعدة في العملية الأممية، وهنا ينصب دعمنا بالكامل.”
سوريا
وفيما يتعلق بسوريا، أشار السفير محمد أبو شهاب، إلى أن “النزاع استمر لأكثر من 10 سنوات، وقُتل مئات الآلاف، ونزح 13 مليون سوري، وقال :” إننا نحاول النظر في مسار لإحداث تغيير ديناميكي، والانخراط في هذا الملف بشكل قد يغير المسار من أجل مساعدة المبعوث الأممي كي يحقق تقدما في خطته.”
المصدر : القدس العربي