لتعزيز سلاحها الجوي الذي تضرر في الحرب.. أوكرانيا تتزود بمسيرات “بيرقدار” التركية عبر بولندا

الشرق الأوسط نيوز : زوّدت تركيا الجيش الأوكراني خلال الأسبوع الجاري بطائرات بدون طيار من طراز “بيرقدار تي بي 2” الشهيرة، وذلك لتعزيز سلاح الجو الأوكراني الذي فقد الكثير من قوته خلال الأيام الأولى للحرب التي تشنها روسيا. ويعد هذا الملف من نقاط التوتر بين أنقرة وموسكو.

وأورد الموقع الأمريكي “ميليتاري ووتش ماغازين” المتخصص في الأخبار والقضايا العسكرية، عن قيام تركيا بتزويد أوكرانيا بعدد من طائرات “بيرقدار” بعدما نقلتها إلى بولندا يوم الأربعاء. وأضاف الموقع العسكري بحصول أوكرانيا في الماضي على ست من تلك الطائرات، ويعتقد أن ثلاثة منها جرى تدميرها خلال الحرب الدائرة. وكانت أوكرانيا قد تحدثت عن توصلها بمسيرات تركية جديدة.

وبهذا، ستعمل أوكرانيا على تعزيز سلاحها الجوي بعد الضربات التي تلقتها خلال الأيام الأولى للحرب، حيث ركز الجيش الروسي على ضرب المنشآت العسكرية الجوية مثل المطارات العسكرية والأنظمة المضادة للطيران، وأصبح يسيطر على الأجواء الأوكرانية سيطرة شبه مطلقة.

وتشير تقارير عسكرية إلى الدور الكبير الذي تلعبه طائرات “بيرقدار تي بي 2” في التصدي للدبابات والمدرعات الروسية، وهي طائرات تتميز بسهولة الإقلاع والهبوط دون الحاجة إلى مطارات عسكرية. كما أن التجارب العسكرية أثبت دورها الفعال في حروب ليبيا وسوريا وأرمينيا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مما دفع عددا من الدول إلى شرائها مثل أوكرانيا والمغرب وتونس.

ولا تعد هذه المرة الأولى التي يستعمل فيها الجيش الأوكراني المسيرات التركية، بل استعملها يوم 27  أكتوبر/ تشرين الأول 2021 لضرب الحركات الانفصالية في إقليم دونباس. وفي اليوم الأول لاندلاع الحرب الحالية (24 فبراير/ شباط الماضي)، نقلت “روسيا اليوم” أن “قوات الدفاع الشعبي في لوغانسك أسقطت طائرتين مسيرتين من طراز “بيرقدار تي بي 2” بالقرب من بلدة شاستي.

ونقلت وكالة بلومبرغ عن مصادر حكومية تركية بداية شهر ديسمبر الماضي، أن الجانب التركي باع حكومة كييف منذ عام 2019، كمية كبيرة من هذه الطائرات بدون طيار، إلى جانب الصواريخ ومحطات التحكم والتوجيه اللازمة لها. مشيرة في الوقت ذاته إلى أن عدد الطائرات المسيرة التي اشترتها أوكرانيا أكثر بكثير من العدد المعلن عنه رسميا. وكان هناك اتفاق على شراء أكثر من عشرين، والبعض يرفعها إلى 50.

وقد تشهد العلاقات بين أنقرة وموسكو توترا جراء الأخبار الخاصة بتزويد تركيا لأوكرانيا بطائرات مسيرة لها دور هام في هذه الحرب، لا سيما بعد ارتفاع الخسائر البشرية في صفوف الجيش الروسي. غير أن الأمر يبدو بمثابة تنفيذ تركيا لتعهداتها التجارية بحكم توقيع البلدين على اتفاقيات منذ سنة 2019 تتعلق بشراء كييف هذه الطائرات وكذلك التعاون.

وفي اتصال هاتفي بداية ديسمبر الماضي، احتج الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين على نظيره التركي رجب طيب أردوغان، بعد استخدام الأوكرانيين للطائرات بدون طيار تركية الصنع، واصفا ذلك بالسلوك “المدمر” و”النشاط الاستفزازي”، وفقا لبيان أصدره الكرملين وقتها. وكان بوتين يتحدث عن استعمال الطائرات في إقليم دونباس قبل اندلاع الحرب الحالية.

ولم تتأخر تركيا في الرد على انتقادات البيان الروسي، إذ قال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، إنه “لا يمكن إلقاء اللوم على أنقرة في نشر أوكرانيا للأسلحة، ذلك أن أي سلاح تشتريه دولة ما من تركيا أو غيرها لا يمكن الحديث عنه على أنه سلاح تركي أو روسي أو أوكراني، وإنما يصبح ملكا للبلد الذي اشتراه”.

ورغم الشهرة التي حازتها “بيرقدار تي بي 2” إلا أن تأثيرها في الحرب سيبقى محدودا أمام آلة عسكرية بحجم الجيش الروسي، فهي قد تعرقل مؤقتا تقدم بعض الوحدات وتسبب خسائر، إلا أنها لا يمكنها القيام بدور المقاتلات الكلاسيكية التي تحمل ذخيرة كبيرة وقاتلة.

قد يعجبك ايضا