الصراع الدولي … وجود ونفوذ !!!

المهندس هاشم نايل المجالي….

 

اذا نظرنا الى المسار التاريخي للحياة البشرية ، نجد ان الصراع يمثل احد أهم الحقائق الثبوتية في واقع الامم وواقع الانسان والجماعة على مختلف المستويات وصراعات ذات انماط مختلفة ، اي ان الصراع السياسي هو موقف تنافسي يكون طرفاه او اطرافه على دراية ومعرفة مسبقة بعدم التوافق في المواقف المستقبلية المحتملة ، وهو صراع نفوذ ووجود وتحقيق مكتسبات سياسية واقتصادية .
حيث لا بد وان يكون لأحدهما ان يتبنى او يتخذ موقفاً لا يتوافق مع مصالح الطرف الآخر ، فهو صراع ارادات ووجود ناتج عن الاختلاف ، وفي مصلحة كل دولة اهدافها تطلعاتها مواردها ونوع المخاطر التي من الممكن ان تتعرض لها ، وبالتالي تصادم بين الاطراف لتحقيق المصالح والحمايات الامنية الخاصة بها .
وهذا التوتر حتماً سيؤدي الى حرب مع استخدام عنصر المفاجأة ليكون هناك تفجيرات في كثافة الاحداث ، ليتحول الى عنف وصدام وصراع منظم داخلياً وخارجياً بصدام مسلح ، سواء كان ذلك على ساحة الدولة المتنازع عليها وما يترتب على ذلك من حرب اقتصادية وغيرها .
ويأخذ هذا الصراع عدة اشكال سياسية واقتصادية واجتماعية لتكون هناك نزعة عدوانية وحب التسلط والسيطرة مع دافع الانتقام والتوسع ، ليصبح الصراع فرصة لاشباع النزاعات المكبوتة تحت مظلة حماية المصالح القومية ، ليكون هناك فجوات متباينة بين الدول المتحالفة مع كل طرف ، ليتوسع الصراع الى معسكرين او قطبين في تقاسم المصالح والنفوذ .
اي ان العالم ينقاد حالياً الى بيئة صراعية لينفقد التوازن الدولي للقوى العظمى ، وسوف تنقاد الدول الصغرى الى تحديد مواقف مع اي طرف سيكون موقعها ، وما هو الدور الذي ستؤديه في خدمة مصالح احدى الاطراف المتصارعة ، وما سيترتب على ذلك من انعكاسات مستقبلية اقتصادية وسياسية وغيرها وعلى المساعدات بأنواعها ، ليكون هناك شعور سلبي بالسياسة المتوازنة بين كافة الاطراف .
والاخطر عندما تكون الدول العربية نفسها بينها صراعات سياسية وتوتر في العلاقات وتضارب في المصالح ، فكيف سيكون هناك موقف موحد وكلمة واحدة في ظل عدم وجود توافقات سياسية ولا اقتصادية ، لعدم وجود مركزية معتدلة ترسم الموقف المناسب او تحافظ على خطاب عربي جامع .
وحتى لا تغرق بعض الدول العربية في مستنقع الصراع الدولي بين القوى العظمى ، فيجب استغلال هذا الصراع من اجل قضاياها الرئيسية لتحقيق مكاسب على ارض الواقع ، فلكل موقف حساباته التي يقيم بناءه عليه ، خاصة ان الدول العربية مستهلكة اكثر منها منتجة او مصنعة تكنولوجياً ، والاعتماد على الدول الكبرى بالنسبة لها شيء اساسي لا تستطيع ان تستغني عنه .

قد يعجبك ايضا