أن تغضب من أجله
محمد ناصر السنعوسي ….
معذرة إذا كنت سوف أخوض بحقل ألغام، وأعتذر مقدماً لكل من سيرفض ما سوف يأتي، فالقضية حساسة وفيها حرج متعدد الأطراف، ولكن مصلحة الوطن في هذه المرحلة الدقيقة لا بد أن تكون نبراساً لكل المهتمين بالعمل العام، وفي البداية والنهاية فإنه لا توجد حلول سهلة لقضايا معقدة، ولا بد أن نمسك بطرف الخيط لما وصلنا إلى نهايته متسلحين بالإيمان والشجاعة.
أتذكر وأستعيد.. ان أسوأ ما نعانيه في الكويت، خصوصاً تاريخها الحديث، يكمن في غياب الرؤية وضعف البصيرة وفقر الخيال، هذه الآفات جميعها تسببت في عدم الوصول إلى توصيف دقيق لمهام ومسؤوليات القياديين، وبالتالي وصول العديد من فاقدي الكفاءة أو الخبرة أو أصحاب الاختصاص إلى مواقع المسؤولية..ولنعترف بأن من تعاقبوا على مواقع المسؤولية في الكويت بالخمسينيات والستينيات والسبعينيات هم أصحاب الفضل في ما ننعم فيه الآن من مكاسب سياسية واقتصادية واجتماعية، لأنهم إضافة إلى تمتعهم بالكفاءة، كانوا أصحاب رؤية ويقدسون المسؤولية ووضعوا مصلحة الكويت نصب أعينهم دائماً، نحن بحاجة إلى فكر يقودنا بطريقة غير تقليدية للخروج من نفق الترهل والشيخوخة والروتين الذي يتسبب في عجز العديد من مؤسساتنا على التطور المنشود، والسبب وجود قياديين وأصحاب قرار غير أكفاء مع الأسف.
في النهاية.. متى تفيق القوى السياسية إلى ضرورة بناء الكويت سياسياً واقتصادياً وإدارياً حتى نقف على أرض صلبة ونستطيع الحفاظ على الكرامة الوطنية؟! والإجابة ببساطة إذا تخلت عن حساباتها الخاصة وطموحاتها المتعجلة، فالكويت لها أبناؤها الشرعيون الذين يحبونها «وطن»، كما أن بها أبناء عقوق عكفوا بشكل بديع على خرابها.
محمد ناصر السنعوسي