قوة البابطين والخطيب

إقبال الأحمد …..

 

هناك شخصيات في هذا الوطن حفرت اسمها حفراً في صفحاته.. بقوة العمل والفكر والعطاء.. والتأثير في شرائح واسعة من المجتمع.
العم عبدالعزيز البابطين شخصية متواضعة محبة للثقافة والشعر.. يبحث عن السلام اينما كان ليحقق حلمه.. شخصية وضعت صحتها ومالها ليعلو اسم الكويت مرادفاً للسلام.عقد ملتقيين، الأول في لاهاي في هولندا قبل جائحة كورونا.. والثاني في مالطا قبل أيام.. جمع فيهما قيادات عالمية وشخصيات بمبادرات وجهد شخصي، ليقف كل هؤلاء احتراماً لعلم الكويت ونشيده الوطني وأيضاً لشخصه الكريم.

يقول ‏العم عبدالعزيز البابطين «‏ما زلت أحس أنني قادر على العطاء أكثر للإنسانية وأجد ان ما حققته وأنجزته ليس كافياً وما زال بي ظمأ شديد لخدمة الإنسانيaة».

‏ومن طموحات هذا الإنسان الكويتي العاشق لوطنه والسلام، هو جعل ثقافة السلام صيغة تعليمية.. وصولاً الى استقرار وأمان وسلام العالم كله. وحلمه ان تتضمن مناهج الكويت من المراحل المبكرة موضوع السلام.. ‏وحدد السيد البابطين ‏سبع قواعد من أجل السلام وهي: الاحترام والصدق، السلام ضرورة، السلام إجماع، السلام حاجة تاريخية، السلام مسار متواصل، السلام ثقافة، السلام تربية وتعليم.

ثم سبع وسائل لتحقيقها وهي: واجب فعل الخير، إصلاح ذات البين، التوسط لإرجاع العلاقات، إعداد مخطط عملي سبيل الى السلام، التفاعل المشترك في سبيل السلام، جعل السلام جامعاً مشتركاً، ‏مذهب السلام سبيل الى السلام.

‏ومن أولويات اهتمامات هذا الانسان الكبير هو أن التربية والتعليم من أجل السلام في سن مبكرة تعتبر مفتاحاً للنجاح في تطوير ثقافة السلام.

أتمنى من كل قلبي ان يتحقق حلم هذا الانسان الشاعر لانه حلم العالم كله.. لضمان استمراريته وديمومته.. انه الشاعر عبدالعزيز البابطين أطال الله بعمره.

***

نادراً ما تجد إنساناً يمر قبول الناس له بمراحل.. وتجد له محبين ومؤيدين لفكره ومدافعين شرسين عنه وآخرين لا يتفقون مع هذا الفكر ومعارضين شرسين له.. ولكن مع السنين فرض هذا الانسان احترامه وتقديره على الصغير قبل الكبير، ليثبت انه لم يحد عن مبادئه قيد أنملة، ولم يُخَطِّئ الاخرين او يفرض فكره وتوجهاته عليهم بالقوة او الكلمات القاسية او الهمز واللمز.

بل العكس توسعت دائرة احترامه، لان الكل أجمع على شيء واحد عرفوه فيه من خلال حياته، انه محب مخلص للوطن، واضح شفاف في آرائه.. كان كل يوم يعيشه يرسخ فيه اكثر واكثر مبادئه التي لم تزحزح ايمانه وحبه لوطنه، بل أكدتها من خلال رفضه لكل اشكال الفساد وسوء استخدام الديموقراطية ما يؤثر في مصالح الوطن.. بأسلوب راق وعالي المستوى عكس ما يحصل عند البعض حالياً للاسف.

وعندما ابتعد عن السياسة، لم ينسه الناس، بل اعتبروه مرجعاً ثرياً لأصول العمل البرلماني الصحي.. منتقداً كل مشوشات هذا المشهد، منبهاً وموضحاً ما يجب أن يكون.

انه المرحوم أحمد الخطيب.

إقبال الأحمد
[email protected]

 

 

قد يعجبك ايضا