الاحتلال قلق من انفجار هبة كرامة جديدة في رمضان وأنباء عن لقاء قريب بين بارليف وعباس
الشرق الأوسط نيوز : قالت قناة إسرائيلية، إن وزير الأمن الداخلي عومر بارليف، سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله خلال أيام، موضحة أنهما سيتباحثان في كيفية رفع مستوى التنسيق الأمني قبيل شهر رمضان، في ظل مخاوف من انفجار هبة شعبية مجددا خلال الشهر الفضيل، على غرار هبة الكرامة في مايو/ أيار الماضي.
وتتحسب إسرائيل من مثل هذه الهبة التي أدت العام الماضي، إلى شن حرب “حارس الأسوار” على غزة، واندلاع مواجهات داخل المدن الفلسطينية التاريخية في الداخل بين اليهود والعرب، واعتبرتها إسرائيل حدثا خطيرا وتهديدا استراتيجيا. وأوضحت القناة العبرية “12” أن التوترات في القدس والضفة الغربية لم تهدأ بعد، حيث تخشى حكومة الاحتلال من عودة التصعيد خلال شهر رمضان الذي سيحين في أبريل/ نيسان تزامنا مع عيد الفصح اليهودي، والذي يشهد عادة اقتحامات لجماعات اليمين والمستوطنين للحرم القدسي الشريف.
وطبقا للقناة 12، أجرى رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت مداولات مع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حول مدى جاهزية إسرائيل خلال شهر رمضان الذي يتزامن مع أعياد يهودية وربما مع الحرب في أوكرانيا التي ربما تستمر حتى الشهر المقبل وأكثر. وتقول القناة العبرية إن هناك خلافات بين كبار ضباط الجيش الإسرائيلي وبين كبار ضباط الشرطة الإسرائيلية حسب التدابير الاستباقية الوقائية التي ينبغي اتخاذها.
خلاف داخل المؤسسة الأمنية
وحسب القناة 12، يرى كبار المسؤولين العسكريين ضرورة تقليل التوترات ومنع التصعيد في الأراضي الفلسطينية، من خلال تخفيف القيود على الفلسطينيين خلال شهر رمضان، والسماح للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و60 عاما بالصلاة بالمسجد الأقصى، حتى لو لم يملكوا تصاريح إقامة في إسرائيل”. لكن كبار الضباط في الشرطة الإسرائيلية يعارضون بشدة موقف الجيش ويرون أنه في هذا الوقت بالتحديد يجب تشديد القيود، ومنع أي فلسطيني ليس لديه تصريح إقامة من المرور عبر المعابر، ودخول القدس والصلاة في المسجد الأقصى وكل ذلك بذريعة الأمن والوقاية. وعلى خلفية ذلك دعا رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت جميع رؤساء المؤسسة الأمنية، لبحث معمق للتوترات والمخاطر المتوقعة في شهر رمضان، وذلك بعد أن تم الكشف عن خلافات معقدة وكبيرة بين الجيش والشرطة. وفي وقت سابق، حذر رئيس المخابرات الإسرائيلية العامة (الشاباك) رونين بار، من تفجر الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة، مع اقتراب شهر رمضان ومصادفته هذا العام مع عيد الفصح اليهودي وذلك خلال زيارة له إلى الولايات المتحدة.
مبعوث أمريكي
وفي محاولة لمنع انفجار جديد بين الفلسطينيين والاحتلال تزامنا مع الحرب في أوكرانيا من شأنه أن يحرج الغرب المتضامن مع كييف، والفعال في فرض عقوبات على روسيا بعكس الحالة الفلسطينية وإسرائيل، وصل المبعوث الأمريكي الخاص للمنطقة هادي عمرو سعيا للحفاظ على الهدوء. وبحث رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، مع المبعوث الأمريكي هادي عمرو، ضرورة إحراز تقدم من أجل كسر الجمود السياسي الحالي فيما يتعلق بمفاوضات السلام، ووقف الإجراءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. وأضاف اشتية: “هناك شعور عام بالغضب في فلسطين، بسبب تواصل الاعتداءات الإسرائيلية والاقتحامات وإرهاب المستوطنين، وبسبب ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي وتحرك المجتمع الدولي. ووفق البيان الصادر عن ديوان الرئاسة الفلسطينية “شدد رئيس الوزراء على ضرورة أن تكون هناك إرادة سياسية لدعم الجانب الفلسطيني، وتنفيذ التعهدات، لا سيما فيما يخص إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، للحفاظ على حل الدولتين، بالإضافة إلى الحاجة إلى حوار سياسي بين الطرفين الأمريكي والفلسطيني. وتحدث اشتية عن “ضرورة الدفع إلى مسار سياسي (نحو استئناف المفاوضات)” مضيفا أن أي “تحسينات في القضايا الحياتية أمر مهم، لكنها ليست بديلا عن وجود أفق سياسي”. ومنذ أبريل/ نيسان 2014، توقفت المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، جراء رفض الاحتلال وقف الاستيطان، والإفراج عن معتقلين قدامى، وتنصلها من خيار حل الدولتين. وطالب الإدارة الامريكية بالضغط على إسرائيل “من أجل الالتزام بالاتفاقيات الموقعة لتحريك الملف السياسي، وليكون ذلك مدخلا للحديث في العديد من القضايا منها إجراء الانتخابات الوطنية بكل المحافظات بما فيها القدس. كما طالب اشتية “بالضغط على إسرائيل لوقف إجراءاتها بحق أبناء شعبنا ووقف إرهاب المستوطنين، ووقف اقتحامات كل من المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي (في الخليل). وحسب البيان أطلع اشتية المبعوث الأمريكي على التحديات الاقتصادية المالية التي يعيشها الشعب الفلسطيني والسلطة “بسبب المؤثرات الخارجية والخصومات الإسرائيلية غير القانونية من أموال الضرائب الفلسطينية وتراجع الدعم الدولي. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” إن عمرو التقى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ، ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية، مجدي الخالدي، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة. وفي بيان، وصل الأناضول نسخة منه، صرح متحدث باسم السفارة الأمريكية أن عمرو يسافر حالياً “إلى الأردن وإسرائيل والضفة الغربية من أجل البناء على رؤية الرئيس (جو) بايدن لدفع تدابير متساوية للحرية والأمن والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين على حدٍ سواء.
زيارة لابيد لعمّان
يشار أن وزير خارجية الاحتلال يائير لابيد وعلى خلفية هذه المخاوف الأمنية التي تفاقمت بعد عمليتين في القدس في الأسبوع الماضي كان قد قام بزيارة سرية ثانية إلى عمان التقى خلالها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. وقال بيان صدرعن مكتب لابيد أنه قد تباحث مع عبد الله الثاني يوم الخميس الفائت حالة التةوترات والمخاوف الأمنية عشية حلول شهر رمضان بعد أسبوعين. ونوه البيان الإسرائيلي أن لابيد وعبد الله الثاني اتفقا على السعي من أجل التهدئة وخفض التوتر عشية رمضان والأعياد القادمة. يشار أنه منذ سقوط نتنياهو وتشكيل “حكومة التغيير” برئاسة بينيت لابيد شهدت العلاقات المتصدعة مع الأردن عمليات ترميم وإعادة بناء ثقة. وعن ذلك سبق وقال لابيد إن العلاقات الخاصة مع الأردن تكفل مستقبلا أفضل لـ أولادنا فالسلام بيننا هو اليس فقك جيرة حسنة بل مسؤولية أخلاقية تجاة الشعبين”. وقتها بارك لابيد هذه العلاقات وشكر العاهل الأردني على دوره في تعزيزها وتحدث معه حول الأهمية الاستراتيجية للعلاقات الإسرائيلية الأردنية. وطبقا للمصادر الإسرائيلية تباحث لابيد أيضا مع عبد الله الثاني قضايا إقليمية ودولية ومسألة تقدم التطبيع والسلام وأعربا عن أملهما بأن تفضي مشاريع الطاقة المتجددة والتجارة المشتركة لنتائج طيبة.
تقديرات فلسطينية
وأوضح مصدر في المقاطعة لـ”القدس العربي” أن هناك تقديرات بأن فلسطين ستسدد هي الأخرى ثمن الحرب في أوكرانيا بموجات جديدة من المهاجرين والمستوطنين. في المقابل تقدر السلطة الفلسطينية أن تسعى إسرائيل ليس فقط لخفض منسوب التوتر ومنع تكرار هبة الكرامة، من خلال تعزيز السلام الاقتصادي، بل ستعمل من أجل التخفيف عن ذاتها ضغوطا دولية بعدما كشفت الحرب في أكرانيا ازدواجية المعايير وتندرج زيارة وزير الأمن الداخلي المرتقبة إلى رام الله ضمن هذه المساعي ومن المرجح وفق هذه التقديرات أن تزيد إسرائيل التسهيلات الاقتصادية كزيادة عشرة آلاف ترخيص عمل. وتابع: “الوزير حسين الشيخ يعالج الموضوع مقابل سلطات الاحتلال في هذه الأيام”.
وعبّر المصدر عن عدم رضاه من هذه التوجهات الفلسطينية التي توافق على حصر القضية الفلسطينية في مسائل مدنية فقط علما أن رئيس حكومة الاحتلال يعارض مجرد فكرة اللقاء بيينه وبين رئيس السلطة الفلسطينية وليس فقط معارضة استئناف مفاوضات السلام وتابع ساخرا” أخشى أننا بتنا في وضع ينطبق فيه علينا قول الراحل محمود درويش:” ما أوسع الثورة ما أضيق الرحلة ما أكبر الفكرة .. ما أصغر الدولة”.