حالة دهشة وقلق وخوف من المجهول في إسرائيل من عجز أجهزتها عن وقف العمليات الفلسطينية

الشرق الأوسط نيوز : تنبع الأجواء الثقيلة السائدة في هذه الساعات في إسرائيل على خلفية وقوع عملية مباغتة ثالثة، أخذت قوات الأمن الإسرائيلية مرة أخرى على حين غرة، بعدما كانت تتحسب التوتر في مدينة القدس وتسعى مع أطراف فلسطينية وعربية ودولية لخفض التوتر ومنع تكرار مواجهات ساخنة خاصة في شهر رمضان الذي يأتي عشية الذكرى السنوية للنكبة هذا العام.

كذلك تزداد حالة القلق وتتفاقم مشاعر العجز على خلفية كون منفذي العمليات أفرادا ينفذون عمليات دون تنظيم من خلفهم يمكن ملاحقته ومحاربته وبدوافع دينية أيضا ترتبط عمليات منها بتنظيم الدولة (داعش) ويتجلى الخوف في عدة وجوه منها إغلاق بعض المدارس في المدن الكبرى وخلو الأسواق من المتسوقين وغيره.

ملامح حرب أهلية

 ولا شك أن الإسرائيليين ينظرون لما يدور من حولهم وداخل مدنهم وأحيائهم وسط عجز الحكومة على وقفها والخوف من استمرار الموجة وهم يستذكرون في دواخلهم هبة الكرامة في مايو/أيار الماضي التي شهدت مواجهات اتسمت بملامح حرب أهلية تكاد تكون غير مسبوقة بحدتها منذ نكبة 1948 بين العرب واليهود داخل إسرائيل خاصة داخل المدن المختلطة العشر.

بالإضافة للمدن الفلسطينية التاريخية في الساحل يافا، اللد، الرملة، حيفا وعكا التي يشكل العرب نحو الثلث من سكان معظمها هناك خمس “مدن مختلطة” جديدة: بئر السبع، نتسيرت عليت، كرمئيل، الخضيرة، ونهاريا أيضا بدأت تستقطب أعدادا كبيرة من العرب الفلسطينيين من الجليل.

الفصل بين الفلسطينيين على طرفي الخط الأخضر

وعلى خلفية العمليات الثلاث اجتمع رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت مع قادة المؤسسة الأمنية وقال إن قوات الأمن تعمل وإن إسرائيل ستحارب الإرهاب وستنتصر عليه وتابع في شريط فيديو قصير: “قلبي مع العائلات الثكلى وأصلي من أجل شفاء الجرحى”.

من جهته وفي محاولة لتعزيز الثقة بالنفس وخفض منسوب القلق قال وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس إن إسرائيل مرت بفترات أصعب وانتصرت فيها وهذا ما يحصل هذه المرة أيضا. وتابع في تصريحات إعلامية: “ستعمل المؤسسة الأمنية بكل الوسائل من أجل استعادة الأمن لشوارع البلاد واستعادة مشاعر الأمان لدى المواطنين”.

وهذا ما حاول إيصاله وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد الذي قال إن إسرائيل دولة قوية وستحارب الإرهاب بقوة وعناد لافتا أن “أياما متوترة تنتظر المؤسسة الأمنية”.

 فيما قالت القناة العبرية 13 إن أجهزة الأمن الإسرائيلية تعمل على الفصل بين الجبهات بما في ذلك الضفة الغربية والداخل الفلسطيني في أراضي 48 وقطاع غزة والقدس، وهذا يبدو من دروس هبة أيار في العام الماضي. لكن هذا الفصل ليس جديدا فهو قائم منذ 1948 لكن هناك ما يجمع بين كل الفلسطينيين رغم كل محاولات العزل والتحييد الإسرائيلية لفلسطينيي الداخل (19%) منها وأهمها المسجد الأقصى وهو القاسم المشترك الأهم كونه صرحا دينيا وتاريخيا ووطنيا.

الخوف من الاقتداء والتقليد

وفي التزامن تتصاعد الانتقادات للمؤسسة الإسرائيلية الحاكمة لفشلها في وقف العمليات وفي هذا المضمار لفت المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل أن مخاوف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من الاقتداء والتقليد قد تحققت وقال في هذا المضمار: “قام فلسطينيون في الضفة الغربية بمحاكاة منفذي العمليتين في بئر السبع والخضيرة وتظهر عملية بني براك أن الإرهاب انزلق إلى داخل الضفة الغربية”.

وينضم هارئيل للانتقادات المتزايدة للمسؤولين الأمنيين الإسرائيليين بقوله إن المخربين يتقدمون عليهم بخطوة واحدة على الأقل كما يتضح من الأحداث فيما تتعرض الحكومة لضغوط كبيرة للقيام بخطوات جديدة. وتابع “إسرائيل تقف منذ أمس أمام حالة طوارئ أمنية فما يجري هجمة إرهاب حقيقي هي الأشد منذ ست سنوات وفيها نجح ثلاثة فلسطينيين في تنفيذ أعمال قتل في العمق الإسرائيلي وفي كل الحالات لم تتلق المخابرات أي معلومة عينية أو إنذار مسبق”.

هجمات المعارضة على الحكومة

وكشف النقاب أمس عن تسليم أعضاء الكنيست من المعارضة قائمة رسائل إعلامية بغية التصريح بها ضمن سرب واحد وكافتها موجهة ضد الحكومة جاء فيها أن “الإرهاب يرفع رأسه بسبب ضعف الحكومة وينبغي العمل بعزم وتصميم من أجل استرداد الأمن والهدوء”.

وضمن المزاودة على الحكومة والنيل من هيبتها وشعبيتها جاء في الرسائل هذه: “في كافة أعمال الشغب التي تخللتها هبة أيار الماضي قتل ثلاثة مواطنين إسرائيليين ووقتها تحركنا وعملنا فورا وبقوة كاملة وأبدينا موقفا صارما، وهكذا أنهينا الحدث ونحن نطالب باجتماع طارئ للكنيست للتداول في موضوع استعادة الأمن الشخصي للمواطنين في إسرائيل، وسنبادر لتشريع قوانين تصادر مواطنة مخربين يحملون الجنسية الإسرائيلية”.

اقتحامات الأقصى هي منبع التوتر

ومن الجانب الآخر يحمل المحلل السياسي الأردني حمادة الفراعنة المسؤولية على الاحتلال وقال في حديث لراديو الناس الذي يبث من الناصرة داخل أراضي 48 إن الانتهاكات في الأقصى هي قمة الاستفزاز للمسلمين والفلسطينيين. وتابع “عند النظر لهذه العمليات نرى جاهزية الفلسطينيين للعمل والمقاومة. الأردن لم يشارك في ملتقى التطبيع في النقب بسبب تغييب القضية الفلسطينية وعوضا عن ذلك قام الملك بزيارة رام الله تأكيدا على دعم عمان للشعب الفلسطيني”.

كما قال الفراعنة إن “زيارة غانتس إلى عمان قبل يومين تعكس قدرة الأردن على لعب دور أكبر، معتبرا أن استمرار العمليات هو رد على الانتهاكات الإسرائيلية، وجرائم المستوطنين تشكل حوافز للردود الفلسطينية. الكرة في ملعب الإسرائيليين والسؤال حول المستقبل يرتبط بتعاملهم باحترام مع الفلسطينيين بدلا من القمع من قبل الجيش أو المستوطنين”.

وحول الإجراءات الإسرائيلية تساءل الفراعنة هل إسرائيل مستعدة لتسوية الصراع مع الفلسطينيين؟ وعن ذلك قال إن حكومة بينيت ترفض مجرد المفاوضات مع السلطة الفلسطينية وترفض تسوية الدولتين.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا