إسرائيل تدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة.. وقرار تسليح المستوطنين ينذر بهجمات دامية ضد الفلسطينيين
الشرق الأوسط نيوز : تتواصل المخاوف الفلسطينية، من ارتكاب قوات الاحتلال والمستوطنين “مجازر دموية” في ظل استدعاء دولة الاحتلال مزيدا من الجنود للعمل في المناطق الفلسطينية، في الوقت الذي يتهافت المستوطنون على تقديم طلبات لحمل السلاح، وذلك مع بدء التنفيذ العملي للخطة العسكرية الجديدة “كاسر الأمواج”.
واستبقت قوات الاحتلال حلول شهر رمضان، بتطبيق الخطة العسكرية الجديدة المسماة “كاسر الأمواج” والتي تشمل إلى جانب مناطق الضفة الغربية، حدود غزة، والتي نالها قسم من التعزيزات العسكرية، بنشر جنود من وحدات القناصة، ما ينذر باستهدافات وشيكة لمزارعي الحدود والقاطنين على مقربة منها.
استمرار التعزيزات العسكرية
ومن شأن الخطة العسكرية الجديدة، التي تعتمد على نشر قوات كبيرة من جيش الاحتلال، أن تنغص حياة الفلسطينيين في الشهر الفضيل، وتحد من تحركاتهم وتنقلاتهم، وذلك مع شروع قوات الاحتلال بنصب المزيد من الحواجز العسكرية في الضفة الغربية، فيما يترقب سكان غزة قرارات جديدة تشدد من الحصار المفروض، بدلا من التسهيلات التي زعم الاحتلال أنه سيستمر بتقديمها رغم التوتر.
وبخلاف الـ12 كتيبة عسكرية التي جرى استدعاؤها للعمل في الضفة الغربية والقدس المحتلة وحدود غزة، بما في ذلك تعزيز “القبة الحديدية”، أمر وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، وبشكل استثنائي، باستدعاء 300 جندي احتياط لتعزيز قوات الشرطة الإسرائيلية.
جاء ذلك في الوقت الذي اتفق فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت مع وزير الأمن الداخلي، عومر بارليف، على تحويل ميزانية قدرها 181 مليون شيكل (الدولار الأمريكي يساوي 3.2 شيكل) إلى الشرطة، لتعزيز عملها وقت الطوارئ على خلفية العمليات الأخيرة.
كما كشف النقاب أيضا بأن وحدة التنصت 8200، التابعة لاستخبارات الاحتلال، تقوم حاليا بتكثيف عمليات التجسس في مدينة جنين، لمراقبة تحركات النشطاء الفلسطينيين في تلك المنطقة.
مخاوف من هجمات إسرائيلية دامية
وهناك توقعات فلسطينية بأن تكرر قوات الاحتلال هجومها على مخيم جنين، على غرار الهجوم الذي نفذته فجر الخميس، بمشاركة العديد من الوحدات العسكرية الخاصة، لتصفية العديد من النشطاء الفلسطينيين العاملين ضمن “كتيبة جنين”، التي تضم مسحلين ينتمون لعدة فصائل فلسطينية.
هذا ولا تزال الدوائر الأمنية في إسرائيل تحذر من تواصل التصعيد الأمني في الضفة الغربية، والقدس، وفي مناطق الـ48، إذ تتوقع أن تنفجر الأوضاع الميدانية بشكل يماثل ما كانت عليه في شهر رمضان من العام الماضي.
ويتخوف الفلسطينيون من تنفيذ المستوطنين هجمات دامية، في ظل تهافتهم على تقديم طلبات لحمل السلاح، ويُخشى أن يستخدم قريبا خلال هجمات الجماعات الاستيطانية المتطرفة ضد البلدات الفلسطينية القريبة من مناطق التماس.
والجدير ذكره أن رئيس حكومة الاحتلال دعا الإسرائيليين إلى حمل السلاح، وهو ما دفع وزارة الخارجية الفلسطينية للتحذير من خطورة هذه الدعوة.
إلى ذلك، قررت سلطات الاحتلال، السماح للفلسطينيين القاطنين مناطق الضفة العربية، من الرجال النساء الذين تزيد أعمارهم عن الـ60 عاما بالوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة، فيما ستطلب ممن أعمارهم من 45 عاما إلى 60 الحصول على التصاريح.
وذكرت صحيفة “معاريف” أن جهاز الأمن الإسرائيلي، لم يرصد عزم حركة حماس تسخين الأوضاع، إلا أن وقائع شهر رمضان الماضي لا تزال حاضرة بقوة في هذه الأوقات، من خلال تدخل المقاومة في غزة، في حال جرى المساس بالمسجد الأقصى.
هنية: القدس عنوان الصراع
وهذا الأمر عبّر عنه قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي. حيث أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، أنه جرى إبلاغ الأطراف المعنية بأن منع الاحتلال للمصلين من دخول الأقصى أو الاعتداء عليهم في ساحاته خلال شهر رمضان “كفيل بتفجير الأمور”، فيما أعلنت سرايا القدس الاستنفار الكامل في صفوف عناصرها.
وفي دلالة على ذلك، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن ملف الأسرى وملف القدس “هما عنوان صراع مفتوح مع الاحتلال الإسرائيلي”.
وقال هنية في كلمة مقتضبة بثتها “قناة الأقصى” الفضائية التابعة لحركة حماس، بمناسبة شهر رمضان “إن العمليات الفدائية الباسلة التي انطلقت في الداخل المحتل والضفة تؤكد استمرار شعبنا بالمقاومة حتى التحرير والعودة”.
وفي السياق، أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، أن العمليات الفدائية الأخيرة بالداخل المحتل، “جاءت رداً على التغول الصهيوني الأخير ضد المدن والقرى الفلسطينية بالداخل”.
وأكد في تصريحات نقلتها مواقع مقربة من حركته، أن تلك العمليات “كانت نتيجة براعة المقاومين وليست إخفاقاً أمنياً إسرائيلياً فقط”، وقال وهو يشير إلى ترابط ساحات المقاومة مع بعضها البعض في كافة المناطق الفلسطينية: “لم يعد ممكنا أن يتفرد الاحتلال بساحة من الساحات سواء كانت الضفة أو الداخل المحتل”.
المصدر : القدس العربي