رئيس وزراء إسرائيل: نواجه الفلسطينيين بـ”العصا والجزرة” وندخل مدنهم ومخيماتهم بحرية
الشرق الأوسط نيوز : قال رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت إن إسرائيل تستخدم “العصا والجزرة” في تعاملها مع الفلسطينيين لامتصاص غضبهم والحيلولة دون اشتعال الأوضاع الأمنية وإن قوات الاحتلال تعمل دون أي إزعاج داخل المدن الفلسطينية، مؤكدا أن وجود القائمة العربية الموحدة في الائتلاف الحاكم لا يقيّد قوات الأمن في عملياتها ولا يمنعها من الانتقال من الدفاع للهجوم داخل “مراكز الإرهاب” في جنين ويعبد أو في إيران. وردا على سؤال القناة 12 العبرية اعتبر مزاعم نتنياهو أن الموحدة تقيّد يديه هي محض أكاذيب، وأضاف: “نحن نقوم بعمليات في قلب جنين ونقتل مخربين في عقر دارهم ولم نشهد حرية عمل وتحركا لقواتنا داخل مخيم جنين كما هو الحال اليوم. وهكذا في مجال مكافحة الجريمة داخل المجتمع العربي في إسرائيل بعد سنوات من الإهمال مما تسبب بحيازة مئات آلاف المسدسات من قبل مواطنين عرب، وقد هرب عدد من قادة عصابات الإجرام العرب إلى تركيا. ونحن اليوم نواجه كل المشاكل الساخنة ولا نقوم بتأجيل معالجتها، ولا نقوم بنقل حقائب دولارات من قطر لحركة حماس في غزة ونرد على كل بالون محترق”.
بينيت يتهم الرئيس عباس بتشجيع “الإرهاب” من خلال نظام التعليم… و”المشتركة” تتعاون مع المعارضة لإسقاط حكومته
وفي أحاديثه لقنوات عبرية أخرى، هي الأولى منذ فقدان ائتلافه الأغلبية البرلمانية في الكنيست عقب انتقال نائبة من حزبه (عيديت سيلمان) للمعارضة يوم الأربعاء الماضي، أكد بينيت أن حكومته لن تعتمد على القائمة المشتركة. واتهم المعارضة بالتعاون مع المشتركة لإسقاط حكومته، نافيا الذهاب لانتخابات خامسة قريبا رغم أن ائتلافه الحاكم فقد الأغلبية وبات ضعيفا. وزعم بينيت أنه نجح بوقف المشاكل الداخلية في حزبه “يمينا” مرجحا أن تواصل حكومته أداء وظائفها معتبرا أن الذهاب لانتخابات خامسة وربما سادسة سيعود بأضرار فادحة على إسرائيل ويدخلها في حالة شلل وفوضى ويسبب لها كارثة”.
وجاء في سؤال له إنه قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة قال إن حكومة يرأسها نائب مع حزب يعد عشرة نواب هي حكومة غير شرعية وحزبه فاز بسبعة مقاعد فقط والآن تراجع لخمسة فقط؟ قال: “يبدو أننا نقوم بأعمال ليست سيئة أبدا وتعالوا نمتحن النتيجة وهنا أتوجه للجمهور ليحكم بنفسه على ما أنجزته حكومتنا في عامها الأول”.
صفقة نتنياهو
ولكن هل هو أمر شرعي أو أخلاقي أن تقود الدولة وأنت مع حزب يعد خمسة نواب فقط مقابل 30 مقعدا بحوزة الليكود مثلا؟
“الأمر الأخلاقي هو أن تقيم حكومة بدلا من دفعنا مجددا لانتخابات خامسة وسادسة وربما سابعة والكل يعلم أن الهدف الأهم لدى نتنياهو هي عودته للحكم من أجل تحسين شروط صفقة مع النيابة العامة على خلفية مقاضاته بتهم فساد خطيرة”.
وكشف بينيت أنه تحدث مع منصور عباس، الذي يشق طريقا مغايرة عن طريق “المشتركة المتطرفة”. وعندما سأله عن حاله أجاب عباس: “المشتركة تدعوني خائنا ونصابا”. وأنا أسأل ما الذي يجري هنا؟ هناك تعاون بين قائد من المجتمع العربي يعترف بإسرائيل كدولة يهودية ويسعى لجعل المواقف معتدلة وبناء جسور التواصل ويرغب بالمشاركة في مكافحة الجرمية المتفشية في الشارع العربي ونحن نقوم بذلك، وفي المقابل يقوم أيمن عودة وبنيامين نتنياهو وباتسلئيل سموطريتش بتمزيق مشروعنا هذا وآمل أن ننتصر”.
وردا على سؤال إلى متى ستستمر موجة العمليات الفلسطينية قال بينيت إنه ليس نبيّا لكننا سننتصر. وتابع: “سنتغلب على ذلك وسبق أن خبرنا من قبل 1948 تجارب أشد وأقسى. موجة الإرهاب الحالية تتميز بأنها تنفذ على يد أفراد ودون منظمات عمل مما يثقل على الاستخبارات ومن الصعب معرفة ما يدور في خلد شاب فلسطيني مسلح ببندقية، لكننا هنا نواجه ونقوم بأفعال كثيرة، مداهمات واعتقالات واستخبارات في المواقع الأكثر خطورة ولدينا من نستطيع الاعتماد عليه”.
في العام 2014 قلت إن حكومة تعتمد على الدفاعات ليس لها حق في البقاء، ألا تعتقد أن حكومتك تفعل هذا تماما الآن من خلال بناء جدران وصيانتها ودفع قوات لخط الحدود مع الضفة الغربية؟
على هذا السؤال قال بينت إن هناك حاجة لهذا ولذاك، للدفاع والهجوم وأنت محق فطيلة العقد الأخير تم إهمال الجدار الذي بات مليئا بالثغرات”.
لكنك قلت في برنامجك الانتخابي الأخير إنه لا حاجة للجدار؟
“لا لا. قلت في مقاطع معينة لابد من الجدار ونحن اليوم نقوم بترميمها وتعزيز قواتنا على طوله. وعند سؤاله حول عملية عسكرية واسعة محتملة في جنين، قال بينيت: “لا أنوي إخبار العدو بما سنفعله، بالتأكيد كشخص قاد في الماضي مثل هذه العمليات، في كل من لبنان ومنطقة الجدار قبل 20 عاما. لكن الإرهابيين يعرفون أن ليس لديهم مكان محصن. هناك العديد من الخيارات المطروحة على الطاولة. والتوجه هو توجه هجومي للغاية ضد الإرهابيين”.
لكنكم تواصلون منح الفلسطينيين تسهيلات، في الحرم القدسي وفي تصاريح العمل؟
“لا. ما نقوم به هو العصا والجزرة. من لا يريد المساس بنا فأهلا وسهلا به وليخرج للعمل وأنا أفضل أن يتم العمل والمراقبة للبقاء تحت السيطرة بحيث نعرف كل شيء، أين يعمل العمال الفلسطينيون بدلا من تسلل عشرات الآلاف منهم كما كان في الماضي”.
وردا على سؤال حول كون والد رعد حازم منفذ عملية تل أبيب ضابطا في السلطة الفلسطينية وعما إذا كان سيدعو الرئيس محمود عباس لـ إبعاده عن عمله أو اعتقاله قال بينيت إنه أبعد عن عمله منذ زمن، زاعما أن هذا هو السبب لماذا لا يلتقي أبو مازن. وتابع: “أبو مازن يشجع الإرهاب من خلال نظام التعليم الفلسطيني، التربية للإرهاب وتسديد رواتب للإرهاب”.
“لست محتاجا لإثبات يمينيتي”
أنت لا تتحدث مع الرئيس عباس لكن وزير الأمن بيني غانتس يلتقيه؟
“هذا خيار وزير الأمن وهو يقوم بعمل جيد داخل وزارته خاصة بما يتعلق بالمساعي لكسر موجة العمليات الحالية. قبل خمس سنوات شهدنا موجة عمليات بالسكاكين قتلت 50 إسرائيليا واستغرق التغلب عليها نحو عام، وأنا شخصيا قاتلت في حملة “السور الواقي” عام 2002 ووقتها قالوا إنه لا يمكن التغلب على “الإرهاب”. من أجل الانتصار عليه علينا أن نكون موحدين وفي حالتنا المطروحة فإن المعارضة لا تمنح الحكومة الدعم كما فعلت أنا لها عندما كانت في السلطة خلال عملية “حارس الأسوار”.
قلت في أحاديث داخل غرف موصدة إن الخطة بالتموضع في الوسط السياسي قد فشلت وقد صمت عندما دعا وزير الخارجية الأمريكي بلينكين لوقف اعتداءات المستوطنين واستخدمت كلمة “الضفة الغربية” بدلا من “يهودا والسامرة” فهل ما زلت تستخدم هذا المصطلح وأنت رجل يمين؟
“هذه ترهات وأنا أقول لك ما يعني رجل يمين. أولا هذه هي “يهودا والسامرة”. رجل يمين من يسارع لقصف في غزة عندما تطلق حماس بالونا حارقا واحدا ولا يتلقى آلاف الصواريخ بما في ذلك نحو القدس كما حصل في أيار/مايو الماضي وبعد ذلك اجترار تصريحات حماس بأن الصواريخ انطلقت بسبب “تماس كهربائي”. دعني أكشف لك للمرة الأولى أنه عندما اجتمعت مع الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض قبل شهور وجدت أن واشنطن التزمت للفلسطينيين ببناء قنصلية أمريكية في الشطر الشرقي من القدس لخدمة الفلسطينيين وقد وافق نتنياهو على ذلك وعندها قلت لـ بايدن: “سيدي أنا احترم الالتزام لكن القدس هي عاصمة لدولة واحدة وهي إسرائيل. هذا هو رجل يمين وليس من يملأ الدنيا صراخا”.
لكنك التزمت الصمت حينما تحدث بلينكين عن “الضفة الغربية”؟
“أقول بوضوح إن هذه هي “يهودا والسامرة” ولست محتاجا لـ إثبات يمينيتي في هذا المضمار. كرجل يمين قمت بزيادة عد المستوطنين في الجولان ونسعى لمضاعفة عددهم هناك والآن سنقيم مستوطنات جديدة في النقب”.
وردا على سؤال قال إن وساطته بين أوكرانيا وروسيا لم تكن خطأ منوها أنه تعرض لانتقادات من الرئيس الأوكراني لعدم تلفعه بالعلم الأوكراني وتابع: “أنا أتلفع بالعلم الإسرائيلي. حينما طلبوا مني مساعدة حاولت التدخل لكن مهمتي المركزية هي الحفاظ على أمن إسرائيل وعلى حرية حركة عملها في سماء سوريا والاستمرار في ضرب إيران ومحاولة منع حيازتها السلاح النووي”.
المصدر : القدس العربي