رئيس إسرائيل ينضم لحملة التحريض ضد النائب أيمن عودة: “شعرت بالدوار بعد سماعي أقواله”- (فيديوهات)
الشرق الأوسط نيوز : انضم رئيس إسرائيل يتسحاق هرتسوغ للحملة الإسرائيلية المتواصلة على رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة عقب دعوته للمتجندين العرب في المؤسسة الأمنية التابعة للاحتلال للعودة لأحضان شعبهم، وفي التزامن اعتبر كاتب صحافي إسرائيلي أن هؤلاء المتجندين العرب أسوأ من العملاء.
كاتب إسرائيلي: “المتجندون العرب في جيش الاحتلال أسوأ من العملاء”.
في حديث للإذاعة العبرية العامة عشية عيد الفصح اليهودي قال هرتسوغ صباح اليوم الخميس إنه شعر بدوار عندما شاهد شريط فيديو يدعو فيه أيمن عودة متجندين عرب للاستقالة من أجهزة أمن الاحتلال وقال إنه يبدي تحفظا كبيرا من تصريحاته. في التزامن وصف وزير المالية السابق، أحد قادة الليكود النائب يسرائيل كاتس في حديث للقناة الثانية، أيمن عودة بـ “الجبان” متمنيا موته.
وقبل ذلك كتب كاتس في تغريدة على “توتير”: “دعوة أيمن عودة لأفراد الشرطة المسلمين إلى إلقاء سلاحهم، في وقت تخوض فيه إسرائيل معركة ضد الإرهاب من الداخل والخارج، هي تحريض خطير قد يؤدي إلى العنف ضد الشرطيين ويمس بأمن الدولة. إن مكان عودة ليس في الكنيست بل في السجن”. ويواصل نواب في حزب الليكود المعارض جمع تواقيع من أجل الإطاحة بأيمن عودة وإخراجه من البرلمان الإسرائيلي. وكان النائب شلومو كارعي (الليكود) قد بدأ يوم الثلاثاء الماضي بجمع العدد القانوني المطلوب من التواقيع (70) كي تلتئم لجنة الكنيست لتنظر في مقترح طرد رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة من الكنيست عقابا لدعوته المذكورة. وفي حال وقع سبعون نائبا على العريضة يحتاج القرار بإخراج عضو كنيست ووقف عمله إلى 90 من بين نواب الكنيست (120) وهناك من يستبعد ذلك لأن نواب اليهود الحريديم (15 نائبا) لن ينضموا لمثل هذا الإجراء بسبب وجود قوات تعاون بينهم وبين المشتركة في قضايا محددة كالقضايا الدينية. ويشن سياسيون ووسائل إعلام إسرائيلية، منذ أيام، حملة تحريضية مسعورة ضد رئيس القائمة المشتركة، النائب أيمن عودة، وذلك في أعقاب نشره لمقطع مصور يدين فيه الاحتلال، ويدعو فيه الشبان العرب الى الانسحاب من جيش الاحتلال وما يُسمى “قوى الأمن” التي تقمع أهلنا في القدس وباب العامود”.
واعتبر الكاتب الصحافي الإسرائيلي المناهض للاحتلال جدعون ليفي في مقال نشرته “هآرتس” اليوم أن المواطنين العرب في إسرائيل ممن يخدمون في الشرطة أو حرس الحدود أو في الجيش داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة يبيعون أرواحهم لشيطان الاحتلال. وتابع ليفي “هؤلاء الخادمون في أمن الاحتلال هم أسوأ من العملاء الفلسطينيين الذين لا يملكون أحيانا خيارا إلا الخضوع لإذلال وابتزاز المخابرات من أجل إنقاذ قريب أو التستر عل سر بشع. أولئك العرب الذين يؤدون الخدمة العسكرية في الضفة الغربية يفعلون فعلتهم بإرادتهم ودون ضغط عليهم وبذلك يبيعون أرواحهم لأنهم يصبحون جزءا من الاحتلال الذي لا يوجد فيه أي شيء أخلاقي، قانوني أو شرعي: هم يتحولون الى جزء من جهاز القمع والتنكيل السادي الذي تمارسه إسرائيل ضد أبناء شعبهم وإخوانهم”. وعلل رؤيته هذه بالقول إنه من أجل إثبات ولائهم يتحول المتجندون العرب للشرطة وحرس الحدود والجيش في الضفة الغربية أحيانا للجزء الأكثر شرا في جهاز القمع. وأضاف” اسألوا كل فلسطيني وهو سيخبركم عن الدروز وبقية الناطقين بالعربية في حرس الحدود، إنهم أحيانا الأكثر سوءا، وليس كلهم”.
الشيوعي يدين
وكان الحزب الشيوعي الإسرائيلي قد أدان حملة التحريض المتواصلة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وفي الحلبة السياسية الصهيونية على النائب أيمن عودة، وقال في بيانه إن هذه الحملة العنصرية الاستعلائية تعكس العقليات العنصرية ضد العرب وإن الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة يؤكدان على أن الموقف الذي أطلقه النائب عودة هو في صلب موقفنا وبرنامجنا السياسي. وتابع: “نحن ضد آلة الحرب والاحتلال ومن يخدمها، لقمع شعب بأكمله واضطهاده وحرمانه من حقه بالحياة والحرية والاستقلال، وهذا الموقف يتمثل أيضا في وقوفنا الدائم، وتماثلنا منذ عشرات السنين، مع رافضي الخدمة العسكرية لأسباب ضميرية وإنسانية”. كما قال الحزب الشيوعي والجبهة إن “الهجوم الذي واجهه الرفيق أيمن عودة إنما يعكس العقليات العنصرية ضد العرب، وضد حريات التعبير وحرية العمل السياسي بشكل عام، طالما أن الخطاب خارج التيار المهيمن على السلطة الحاكمة”. وكما في جولات تحريض سابقة فإن من يسمي نفسه “يسار صهيوني” اهتم ليكون في مقدمة جوقة التحريض. ويؤكد الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية أنهما يدينان بأشد التعابير، الحضيض الجديد الذي يسجله عضو الكنيست منصور عباس بانخراطه في جوقة التحريض في وسائل الإعلام العبرية. واختتم البيان: “إننا نؤكد للجميع، أن هذه ليست معركة النائب أيمن عودة وحده بل هذه معركتنا جميعا، ومعنا قوى تقدمية، تعرف تماما معنى الكلام، ومثابرة في موقفها الواضح ضد الاحتلال وكل أذرعه وآلياته”.
وانضمت لجنة المبادرة الدرزية المختصة بمناهضة الخدمة العسكرية المفروضة على الدروز الفلسطينيين لمساندة أيمن عودة وقالت في بيانها:” قرأنا بتمعن البيان الذي أصدره رفيقنا الشجاع المحامي النائب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة، والذي طالب فيه المجندين إلزاميا، والمتجندين طوعيا، العرب في أذرع جيش الاحتلال بإلقاء سلاحهم بوجه الاحتلال، لكي لا يكونوا جزءا من آلة البطش والتنكيل الاحتلالية بحق أبناء شعبهم/شعبنا الفلسطيني، موقف معهود لحزبنا الشيوعي وجبهتنا الديمقراطية للسلام والمساواة وللجنة المبادرة العربية الدرزية ولقائمتنا المشتركة”. واعتبرت لجنة المبادرة الدرزية أن “الجديد الوحيد في هذه القضية هي ردود الفعل الهستيرية الصهيونية العنصرية ضد التصريح وضد رفيقنا عودة مما يستدعي اعلان تأييد للتصريح ولصاحبه، وشجبنا لهذه الموجة العنصرية المُستهجنة، والتي توحي لنا بأن سياسة التمييز التي عانينا منها منذ عام النكبة لحقت الهامش الديمقراطي الضيق بالأساس، ووصلت في هذا السلوك الى مرحلة الأبرتهايد، مرحلة خطيرة علينا كعرب، وأيضا على ما تبقى من الديمقراطية الهشة وعلى كل مواطن في البلاد وبدون استثناء”.
مصادرة أراضي الدروز
ونبهت اللجنة لأكاذيب الدعاية الإسرائيلية في هذا المضمار بالقول: “جاء في التعقيبات والتهديدات الموجهة ضد رفيقنا أيمن أن التجنيد يحقق المساواة، وهذا كذب فاضح إذ أن واقع شبابنا العرب الدروز الذين فُرض عليهم التجنيد الإجباري بحكم القانون يُثبت ويؤكد كذب هذه المقولات المنافية والمُزورة للواقع والحقيقة، كل ما حصلناه، رغم الخدمة، هو حصول أعلى منسوب من مصادرة أراضينا (83%) بالمقارنة مع باقي أبناء شعبنا (80،5%)، وأدنى تحصيل علمي، وأدنى منسوب تطوير في قرانا، ورغم أن نسبتنا لا تتجاوز الـ 8،5% من باقي أبناء شعبنا في الداخل، إلا أن نسبة البيوت التي بدون ترخيص في قرانا العربية الدرزية هي 50% من البيوت التي مُنِع عنها الترخيص في قرانا ومدننا العربية ( 50 ألف بيت مُعد للهدم)، ونسبة المنتحرين الدروز من مجموع المنتحرين العرب تفوق الـ 56%، مما يؤكد عمق وشمولية الحالة التي يعيشها العربي الدرزي عامة والشباب منهم بشكل خاص”. وقالت إن “هذا عدا عن الصفعة العنصرية المدوية التي أحدثها قانون القومية الابرتهايدي وقانون كامينتس المميت، ولكن وفي السياق تشير هذه الحقائق لبؤس وهشاشة التزوير والكذب الدعائي الصهيوني”.
وتؤكد اللجنة أن خدمة الاحتلال تتناقض بالمطلق مع انتمائنا لشعبنا الفلسطيني عدا عن كونها جريمة ضد إنسانيتنا وضمائرنا وبالمطلق ولذلك موقفنا المبدئي الداعي إلى رفض التجنيد في جيش الاحتلال للاعتبارات القومية والإنسانية والضميرية والوطنية والسياسية المشروعة، والمطالبة بتطبيق القانون الدولي عن طريق كنس الاحتلال وإلزام إسرائيل بالرضوخ لمتطلبات السلام عن طريق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحالا، أمر ترفضه إسرائيل، منوهة الى أن هذا هو المخرج الوحيد لحل الصراع ولضمان الأمن والأمان لكلا الشعبين، وغير ذلك سيتعرض الأبرياء والمدنيون وغيرهم لحالات القتل المحزنة التي تلحق أبناء الشعبين، خاصة المدنيين، ولكن تبقى المسؤولية الأولى والأخيرة على الاحتلال وممارساته القمعية الاجرامية المتواصلة على مدار الساعة، ويبقى وجود الاحتلال الدافع والمحفز لمقاومته وكما ينص القانون والشرعية الدولية.
الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، بسام الصالحي، أكد دعمه لرئيس القائمة المشتركة، النائب أيمن عودة في مواجهة حملة التحريض الإسرائيلية الفاشية ضده. وقال الصالحي في بيان مقتضب: “كل الدعم والمساندة لرئيس القائمة المشتركة الرفيق العزيز أيمن عودة في مواجهة حملة التحريض العنصري للدعوة الجريئة التي أطلقها والتي تعكس الوطنية العالية والرفض القاطع للاحتلال والعنصرية”.
وكان النائب عودة قال في تصريحات لوسائل إعلام عبرية إنه عبر عن موقف سياسي معهود له ولحزبه (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) وإنه بادر لهذا الفيديو بعدما زار القدس وسمع شكاوى من شباب مقدسيين عن سلوك مشين واستفزازي من قبل متجندين عرب في الجهاز الأمني التابع للاحتلال في القدس، منوها أنه لم يستخدم كلمة شرطة وذلك في إشارة منه الى أنه يعارض الخدمة العسكرية في الجيش وفي أجهزة الأمن في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ولم يهاجم وجود عرب في الشرطة الإسرائيلية العاملين داخل إسرائيل.
المصدر : القدس العربي