فرنسا: إلغاء “السلك الدبلوماسي” يثير غضب الدبلوماسيين وانتقادات الطبقة السياسية

الشرق الأوسط نيوز : بموجب مرسوم نُشر يوم الإثنين في الجريدة الرسمية، تم إلغاء السلك الدبلوماسي، الذي أعطى فرنسا أجيالاً من السفراء.

وهو إجراء يندرج ضمن إصلاح الوظيفة العمومية العليا والذي بدأته الحكومة الفرنسية بطلب من الرئيس إيمانويل ماكرون. وقد أثار غضب الدبلوماسيين ومعارضة واسعة في صفوف الطبقة السياسية.

هذا الإجراء المثير للجدل، الذي تم الإعلان عنه نهاية العام الماضي، يعني أن الدبلوماسيين رفيعي المستوى لن يأتوا حصريا من وزارة الخارجية كما هو الحال اليوم، ولكن سيتم اختيارهم من الآن فصاعدا من بين الموظفين السّامين القادمين من جميع الإدارات أو من القطاع الخاص.

اعتبارا من عام 2023، سيحتك الدبلوماسيون بالولاة والمفتشين العامين للشؤون المالية وجميع الكوادر الذين كانوا حتى الآن يتم تدريبهم في المدرسة الوطنية للإدارة (ENA) ضمن “السلك الجديد لإداريي الدولة”.

على المستوى السياسي، اتهمت مارين لوبان، الرئيس إيمانويل ماكرون، منافسها في في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بأنه “يريد استبدال موظفي الدولة المحايدين بالمحسوبية”.

 

 

بدوره، جان ليك ميلانشون، الذي حل ثالثاً في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، والذي سيكون لناخبيه دور رئيسي في اختيار الرئيس الفرنسي للسنوات الخمس المقبلة- عبّر عن قلقه من “ تدمير” شبكة دبلوماسية “تعود لقرون” قائلا: “سيتم تعيين أصدقاء الدراسة… إنه لأمر محزن”، بحسب تعبير زعيم حركة “فرنسا الأبية” اليسارية.

 

 

في حين، تساءلت الوزيرة السابقة والمرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية سيغولين رويال: “كيف يمكن اتخاذ قرار من هذا النوع بدون تصويت في البرلمان بين جولتي الانتخابات؟”.

وعلى مستوى الدبلوماسيين، عبّر السفير الفرنسي السابق لدى الولايات المتحدة، جيرار أرو، عن أسفه لأن فرنسا أصبحت حسب قوله “الدولة الغربية الرئيسية الوحيدة التي ليس لديها دبلوماسيون محترفون”.

 

فيما اعتبر وزير الخارجية الأسبق ميشال بارنييه، وكبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بملف بريكست، أن هذا الإصلاح “خطأ”.

ويرى دبلوماسيون فرنسيون أن هذا الإصلاح عبارة تخفيض لمرتباتهم، وعقوبة بحقهم بعد أن انتقدهم الرئيس إيمانويل ماكرون بشكل خاص في عام 2019 لإبطائهم سياسة التقارب مع روسيا.

ويعتبر البعض منهم أنه تم اختيار اللحظة بشكل سيئ في خضم الحرب في أوكرانيا ويمكن أن تُضعف عمل فرنسا الخارجي.

ويخشى هؤلاء الدبلوماسيون فقدان الخبرة في هذا المجال، واحتمال الانجراف نحو تسييس التعيينات كما يمكن القيام به في الولايات المتحدة.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا