فيديو الأسير الإسرائيلي في غزة يحرك المياه الراكدة.. لابيد يبدأ مهامه بلقاء رئيس “الشاباك” ومنسق الأسرى

الشرق الأوسط نيوز : بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد يائير لابيد، الذي تولى مهمة حكومة تسيير الأعمال إلى حين إجراء الانتخابات، أولى مهام عمله الجمعة، بعقد لقاءات مع رئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” رونين بار، ومنسق شؤون الأسرى والمفقودين، يارون بلوم، في مقر وزارة الجيش في تل أبيب.

حراك إسرائيلي

جاء هذا الاجتماع بعد يومين فقط من نشر كتائب القسام، فيديو يظهر فيه الأسير لديها هشام السيد، الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية، وهو موصول على جهاز تنفس اصطناعي، وذلك بعد أن أعلنت الكتائب أن وضعه الصحي تراجع.

وبدا أن هذا الفيديو الذي يظهر فيه السيد لأول مرة منذ أن جرى أسره منذ ثماني سنوات حين دخل قطاع غزة بشكل غير رسمي، أحدث حراكا في دولة الاحتلال، وأجبر قادتها الذين أهملوا ملف صفقة التبادل على إعادة النظر في الأمر، بعد أن وجهت وسائل الإعلام العبرية خلال الأيام الماضية سيلا من الانتقادات لعمل الحكومة الحالية والسابقة، وحديث الإعلام العبري أن تلك الحكومات لا تملك خططا لإعادة الجنود الأسرى من غزة.

وبما يؤكد ذلك، هو استهلال رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد عمله بعقد هذه اللقاءات، خاصة وأن الاجتماع شكّل تراجعا عن موقفه الذي أعلنه مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته نفتالي بينيت قبل يومين، حين قللا من أهمية الفيديو، واعتبراه جزءا من حرب نفسية تخوضها حماس. ووقتها قال لابيد إن “إسرائيل تعتبر حركة حماس مسؤولة بشكل مباشر عن حالة المواطنين الإسرائيليين الذين تعتقلهم في انتهاك للقانون الدولي”، مطالبا المجتمع الدولي، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات التي تتعامل مع المرضى النفسيين، بإدانة حماس لـ“سلوكها اللاإنساني والمطالبة بالتصرف وفق القانون الدولي والإفراج عن المدنيين والجثتين التي تحتجزهما” وفق أقواله.

ويُفهم من الاجتماع، أن لابيد أراد أن يوصل رسالة لأهالي الجنود الأسرى، بأنه يهتم بهذا الملف، وهو أيضا أمر يمكن تفسيره على أن الهدف من ورائه هو كسب ود المتعاطفين مع القضية في الانتخابات المقبلة.

ورغم الاجتماعات التي استهل بها رئيس حكومة الاحتلال عمله، إلا أنه من المستبعد أن تنجز الصفقة خلال فترة الحكومة المؤقتة الحالية، كونها لا تملك القوة لإبرام صفقة كهذه.

وفي السياق، عبّر الوزير الإسرائيلي مئير كوهين، عن أمله بأن يضع رئيس الوزراء الجديد قضية تبادل الأسرى على رأس قائمة الأولويات خلال الفترة المقبلة، وقال معقبا على إمكانية الذهاب لإبرام صفقة تبادل مع حماس: “كل نافذة تفتح لإعادة الأسرى، هذه نافذة ممتازة”.

وأضاف: “نحن بحاجة إلى ممارسة المزيد من الضغط، نأمل أن يضع رئيس الوزراء لابيد ذلك على رأس قائمة الأولويات”.

احتمالات ضعيفة لإبرام صفقة

في المقابل، ذكر تقرير نشرته صحيفة “هآرتس”، أن المستوى السياسي في إسرائيل لم يبد أي استعداد للتنازل من أجل التوصل لصفقة تبادل أسرى، معتبرا أن ما وصفها بـ”مناورة حماس” الخاصة بنشر الفيديو “لم تكن ناجحة حتى الآن”.

كما اعتبر أن رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، ورغم امتيازه في اللغة العبرية بعد 22 عاما من الأسر في السجون الإسرائيلية، إلا أنه “لا يقرأ الوضع في إسرائيل بشكل صحيح”.

وأشار إلى أنه بخلاف ما كان يجري قبل صفقة الجندي جلعاد شاليط، لا يوجد حاليا “حراك شعبي واسع النطاق” في إسرائيل يضغط على الحكومة لتقديم تنازلات لحماس مقابل إتمام صفقة التبادل.

وحسب التقرير، فإن حماس تحتاج للصفقة بسبب المكانة المهمة للأسرى بين الجمهور الفلسطيني، وأيضا بسبب الوعد الذي لم يتم الوفاء به حتى الآن بإطلاق سراح مزيد من الأسرى عندما تم إطلاق سراح السنوار من السجن الإسرائيلي في صفقة شاليط عام 2011، حيث وعد أصدقاءه الدين تركهم وراءه بأنه سيفعل ذلك من أجل تحريرهم.

ورأى الصحيفة أن المثير للاهتمام في مناورة حماس، أنها تحاول دفع المفاوضات قُدما من خلال مثل هذه الخطوة، دون أن تؤجج الأوضاع الميدانية على حدود قطاع غزة.

يشار إلى أن الفيديو فتح باب التكهنات حول مصير الإسرائيليين الأسرى الثلاثة الآخرين، وهم أبراهام مغنيستو، وهو إسرائيلي دخل قطاع غزة بطريقة غير رسمية قبل ثماني سنوات أيضا، واثنين من الجنود وهما شاؤول أرون وهدار غولدن، اللذين أسرتهما كتائب القسام خلال الحرب التي شنتها إسرائيل ضد القطاع صيف عام 2014.

ورغم أن إسرائيل قالت إنهما قُتلا قبل وقوعهما في الأسر، إلا أن الجناح العسكري لحركة حماس يرفض الإفصاح عن مصيرهما، ما دفع بمحللين خلال الأيام الماضية، إلى التوقع أن يكون هذان الجنديان على قيد الحياة.

والجدير ذكره أن رئيس الحكومة المنتهية ولايته، نفتالي بينيت، إضافة إلى لابيد، قررا بعد الفيديو رفض عقد صفقة تبادل أسرى جزئية مع حماس، وطالبا بصفقة كاملة تستعيد إسرائيل من خلالها الأسرى الأربعة.

وقد جاء ذلك بعد أنباء ذكرت أن حركة حماس عرضت عبر الوسيط المصري الذي تدخل بعد تحريك الملف، عقد “صفقة إنسانية” تشمل إطلاق سراح الأسير السيد، مقابل الأسرى المرضى في سجون الاحتلال.

قد يعجبك ايضا