نجوم بمرتبة مجرمين ولاعبون خلف القضبان !

الشرق الأوسط نيوز : رغم الامتيازات التي يتمتع بها نجوم كرة القدم في حياتهم الاجتماعية، جنبا إلى جنب مع الشهرة الطاغية ومعيشة الأثرياء، إلا أن البعض منهم يسيء استخدام هذه الحصانة، بارتكاب أفظع الجرائم الجنسية والاعتداء الجسدي بمختلف أنواعها، على اعتبار أنهم فوق القانون، لكن في الأخير، يتحولون من نجوم تتهافت عليهم العلامات التجارية والمنظمات الدولية، إلى لاعبين كرة قدم بمرتبة مجرمين وراء القضبان.

عودة المنبوذ

كان مهاجم مانشستر يونايتد مايسون غرينوود، آخر مشاهير لعبة الفقراء الذين صدموا العالم بسلوكهم الإجرامي، وذلك بعد سقوطه في المحظور، بالزوبعة التي بدأت في «السوشيال ميديا»، ضمن ردود أفعال الحركات النسوية على الصور المروعة لصديقته السابقة هارييت روبسون، إذ ظهرت في سلسلة من المنشورات عبر «انستغرام» متأثرة باعتداء جسدي وحشي، موجهة تهمتي الاغتصاب والاعتداء الجسدي ضد صديقها، ليدفع ضريبة باهظة الثمن في غضون أيام تعد على أصابع اليد الواحدة، وصلت لحد خسارة كل ما كافح من أجله، منذ كان صبيا بعمر ست سنوات في أكاديمية أطفال الشياطين الحمر.
وفي الأسبوع الأخير ليونيو/حزيران المنقضي، تم إطلاق سراحه بكفالة جديدة، بالإضافة إلى ذلك، أعلنت شرطة مانشستر الكبرى، أنها لن تقدم أي تحديثات أخرى بشأن مزاعم اغتصاب صديقته وتهديدها بالقتل يوم 30 يناير/كانون الثاني الماضي، حتى يتم توجيه الاتهام إلى المشتبه، ورغم ذلك، سيبقى منبوذا حتى إشعار آخر، باستمرار قرار إيقافه عن التدرب في النادي لأجل غير مسمى، فضلا عن استمرار رفع منتجاته في المتجر، وانتهاء عقود الرعاية مع العلامات التجارية العالمية الكبرى، أبرزها نايكي للملابس ومطور ألعاب الفيديو «ايه إس سبورت». وقبل هذا وذاك، بات وحيدا في مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إلغاء متابعته من قبل أصدقاء غرفة خلع الملابس، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو وإدينسون كافاني وآخرون أظهروا تضامنهم مع المسكينة الملطخة بالدماء.

سفاحو النساء

سبق الشاب الإنكليزي بفترة قصيرة، الفرنسي بنجامين ميندي مدافع مانشستر سيتي، صاحب الابتسامة الدائمة وخفة الظل أمام العدسات وعبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما في حياته الخاصة، استمد قوته من إشباع رغباته الجنسية بحسب «الصن»، إذ تورط في 7 جرائم تتعلق بالاغتصاب والانتهاك الجنسي، جاءت تباعا في الفترة بين أكتوبر/تشرين الأول 2020 وأغسطس/آب 2021، ليدفع فاتورة باهظة الثمن، اكتملت بإيقافه من قبل ناديه السماوي، قبل دقائق من إرساله إلى غياهب السجن، حيث قضى 134 يوما وراء القضبان، ولم يخرج سوى بكفالة مشروطة، انتظارا للنطق النهائي في التهم المنسوبة إليه، والذي يعاقب عليها القانون البريطاني بالسجن المؤبد.
وسار على نفس النهج، جناح مانشستر سيتي وسندرلاند السابق آدم جونسون، الذي لُقب بـ «ميسي الإنكليز» في بداية ظهوره في البريميرليغ، قبل أن يُكشف سلوكه الشاذ، بممارسة الجنس مع قاصرات، واحده منهن مشجعة لم تكن قد تخطت حاجز الـ15 عاما في 2016، ليواجه المجهول بعد الحكم عليه بالسجن لمدة 6 سنوات. ورغم خروجه في منتصف المدة لحُسن السلوك في العام 2019، إلا أنه وجد أبواب «القطط السوداء» مغلقة أمامه بعد صدور قرار طرده، وإلى الآن لم يتمكن صاحب الـ34 عاما من العودة إلى الملاعب، علما أنه لم يُعاقب بالشطب من قبل الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم.

الملك والمنحوس

على سيرة الجرائم الجنسية، سُجن أيضا مهاجم برمنغهام سيتي الأسبق، مارلون كينغ، المُلقب «ملك السجلات الإجرامية»، لمدة 18 شهرا، جراء إدانته بالاعتداء الجنسي الوحشي على مراهقة بعمر 20 عاما، بجانب التسبب في كسر أنفسها، وحدث ذلك بعد تورطه في 13 قضية متنوعة، ما بين الاحتيال والسرعة المفرطة والقيادة تحت تأثير الكحول، والأكثر شهرة قضية السرقة التي عُوقب عليها بالحبس 6 سنوات، وهناك مشاهير بالجملة، واجهوا تهما تتعلق بالاعتداء الجسدي، لكنهم أفلتوا بأعجوبة، كان أولهم أسطورة مانشستر يونايتد في الزمن الجميل جورج بيست، والذي اتهمته زوجته أليكس بلكمها في الوجه بشكل متكرر، مع ذلك ربح القضية في ساحات المحاكم. وبالمثل حصل الثنائي الفرنسي المسلم فرانك ريبيري وكريم بنزيمة على البراءة، من تهمة ممارسة الجنس مع فتيات قاصرات، ومؤخرا استراح البرتغالي كريستيانو رونالدو، من صداع تهمة اغتصاب كاثرين مايورغا في أحد فنادق لاس فيغاس، بحكم نهائي من محكمة نيفادا الأمريكية، على غرار ما حدث مع البرازيلي نيمار، بحصوله على البراءة من تهمة اغتصاب مواطنته عارضة الأزياء ناغيلا ترينيدادي.
ويُعرف مهاجم شيفيلد يونايتد السابق تشاد إيفانز، بالمنحوس الأعظم في قائمة أصحاب السجل الجنائي بمختلف أنواعه، بعد انهيار مسيرته الاحترافية، على خلفية اتهامه باغتصاب فتاة تبلغ من العمر 19 عاما في حالة سكر، والتي حُكم عليه فيها بالسجن لمدة 5 سنوات، ثم بعد الإفراج عنه، حصل على حكم نهائي بالبراءة، لكن بعد «خراب مالطة»، بانتهاء علاقته مع الأندية، كلاعب في أحد أندية دوري الهواة، مثل الأيسلندي غيلفي سيغردسون، الذي ابتعد عن أضواء الشهرة، منذ اتهامه بجرائم جنسية في حق أطفال نادي إيفرتون، فهل يواجه غرينوود وميندي نفس المصير؟

قتل وعصابات

بعيدا عن الاعتداء الجنسي والاغتصاب، هناك العديد من اللاعبين المشاهير، تفننوا في حفر أسمائهم في مختلف السجلات الإجرامية، لعل أشهرهم المشاغب الإنكليزي جوي بارتون، الذي ذاع صيته بسلوكه العدواني ومعاركه المتكررة طوال مسيرته الاحترافية، منها حادثة الاعتداء على مراهق في مطعم، على إثرها حُكم عليه بالسجن 6 شهور، قبل أن يُفرج عنه بكفالة بعد شهرين ونصف الشهر، ليعود مجددا إلى مكانه المفضل، بعد قيامه بضرب زميله في مانشستر سيتي عثمان دابو، ولحق به البرازيلي برونو فرنانديز دي سوزا، حارس مرمى وقائد فلامنغو، الذي أدين بقتل وتعذيب والدة طفله الصغير أليسا ساموديو عام 2010، ليعاقب بالسجن لمدة 22 عاما، وبعد تسع سنوات أطلقت السلطات سراحه لحسن السلوك، والآن يلعب في دوري الهواة.
أيضا في جرائم القتل، تورط مهاجم وست بروميتش ألبيون السابق لي هيوز، في قضية هزت الرأي العام البريطاني، بعد هروبه من مكان حادث تصادم سيارته بسيارة أخرى، ليضطر لتسليم نفسه في اليوم التالي، أملا في تخفيف عقوبة اتهامه بالتسبب في وفاة شخص والقيادة مخمورا عام 2004، لينتهي به المطاف بالسجن لمدة 6 سنوات ومنعه من القيادة 10 أعوام، مثل جيمس كيلي لاعب ولفرهامبتون الذي تشارك مع شقيقه جون في عملية القتل، بعد شجار مع الضحية في أحد فنادق مدينة ليفربول.
وبالنسبة إلى قضايا المخدرات وغسيل الأموال بالتعاون مع رؤساء العصابات، يبقى الحارس الكولمبي رينيه هيغيتا، النموذج الأشهر في هذا النوع من الإجرام، بعد تقمصه دور الوسيط بين أباطرة المخدرات بابلو إسكوبار وكارلوس مولينا، بهدف تحرير ابنة الأخير المختطفة، وبعد نجاح مهمته وحصوله على مكافأة مالية تخطت حاجز الـ65 ألف دولار عام 1993، سُجن لمدة سبعة شهور، في واقعة قال عنها ملك العقرب في مقابلة مع صحيفة «بوكاس» المحلية: «أخذوني إلى بوغوتا بطائرتي هليكوبتر مكبل اليدين وكأنني من أعتى المجرمين، والصحف كانت تتهمني بالخطف، وبعد وصولنا إلى هناك، أخذتني سيارة سوداء ثم أرسلوني إلى السجن»، أما الواقعة الأكثر عنفا وغرابة، فكانت إصابة الدولي الباراغواني سلفادور كابانياس برصاصة في الرأس حين كان لاعبا لنادي أميريكا المكسيكي، وذلك لامتناعه عن تسديد ديون قديمة لتجار المخدرات، كما صرحت مصادر من الشرطة المكسيكية عام 2010.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا