إسرائيل تسحب تراخيص مدارس في القدس.. حرب على المنهاج الفلسطيني
الشرق الأوسط نيوز : بعد أيام قليلة من قرار مجلس الوزراء الفلسطيني تكليف جهات الاختصاص بمتابعة منع الاحتلال فرض سياساته على المنهاج في القدس، جاء قرار الاحتلال الإسرائيلي بسحب تراخيص ستة مدارس فلسطينية في القدس بحجّة “التحريض” في المناهج.
حيث ألغت وزيرة التّعليم الإسرائيلية يفعات ساشا بيتون، الخميس، رخص التّشغيل الدائمة لـ 6 مدراس فلسطينية شرقيّ القدس، بزعم احتواء مناهجها التدريسية على “تحريض خطير”، على أن يتم منحهم ترخيصًا مؤقتًا لمدة عام، باعتباره مهلة لسحب “كتب التحريض”.
ويدور الحديث عن “الكلية الإبراهيمية”، وتضم حوالي 288 طالب وطالبة في المرحلة الثانوية. و”مدارس الإيمان” بجميع مراحلها التدريسية، مدرسة الإيمان الابتدائية للبنين ويبلغ عدد طلابها 391 طالباً. مدرسة الإيمان الابتدائية للبنين، ويبلغ عدد طلابها 392 طالباً. مدرسة الإيمان الابتدائية للبنات، وعددها حوالي 475 طالبة. مدرسة الإيمان الابتدائية للبنين، وعددها 291 طالباً. مدرسة الإيمان الابتدائية للبنات، وعددها نحو 206 طالبة.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن وزيرة التعليم الإسرائيلية قولها إنّ “التحريض ضد إسرائيل وجنود جيشها في كتب الأطفال في المدارس، هو ظاهرة لا تطاق، وسيتم التّعامل معها بصرامة”.
وأضافت: “وجدتُ أن هذه المدارس تحضُّ على كراهية إسرائيل ورموزها، وسيتم إلغاء تراخيص هذه المدراس”.
و قال بيان صادر عن الوزارة الإسرائيلية إن في الكتب المذكورة تمجيداً للأسرى وكفاحهم المسلّح ضد إسرائيل، مؤامرات على منع العلاج عن المرضى وتعمّد إيذاء الطاقم الطبي، اتهامات بالمسؤولية عن أزمة المياه في الأراضي الفلسطينية، وادعاءات صعبة للغاية عن قتل وترحيل عسكري ومذابح.
ونقل البيان، الصادر عن وزارة التعليم الإسرائيلية، قول وزيرة التربية والتعليم يفعات شاشا بيتون إن “التحريض على إسرائيل وجنود جيشها في كتب الأطفال في المدارس ظاهرة لا تطاق، وسيتم التعامل معها بصرامة. وتابع البيان مهدداً: “كل من يثبت أنه في مؤسساته التعليمية يحرّض على الكراهية، وكراهية لدولة إسرائيل ورموزها، ستلغى رخصته. التحريض والكراهية ليس في مدرستنا”.
كما زعم بيان الاحتلال أنه أثناء عملية تفتيش ورقابة نفّذها قسم الرقابة التّابع لإدارة الرقابة، التفتيش والتّرخيص في وزارة التربية والتعليم، في مدارس في القدس الشرقية المحتلة تمّ الكشف عن التحريض في الكتب المدرسية في ست مدارس. وحسب البيان تم استدعاء مديري المدارس إلى جلسة استماع، وفي نهايتها تقرّر، بتوجيه من وزير التربية والتعليم شاشا بيتون حرمانهم من الرخصة الدائمة، وبدلاً من ذلك منحهم ترخيصًا مؤقتا مشروطًا لمدة عام واحد، من أجل تصحيح المحتويات وفقط بعد التصحيح سيتم منحهم الترخيص الدائم. وتابع البيان: “كما ذكرنا، تضّمنت الكتب المدرسية محتوى تحريضيًا ضد دولة إسرائيل وجنود الجيش الإسرائيلي”.
في الكتب
وفي محاولة لتبرير الاعتداء الجديد على المقدسيين قال بيان وزارة التعليم في حكومة الاحتلال إن كتاب “الموطن والمجتمع” لطلاب الصف الثالث جاء فيه ما يلي:
“زار طلاب الصف الثالث صديقهم نضال بعد اعتقال والده ليلاً العام الماضي. حياهم نضال وقال: شكرا. فوجئنا الليلة الماضية بعد أن اقتحم جنود الاحتلال الصهيوني بيتنا واعتقلوا والدي، الأمر الذي جعلني أشعر بالتعب والقلق. قالت والدته: لا تقلق يا نضال، والدك أصبح أسيرًا مثل آلاف الأسرى الفلسطينيين. نضال: من هم الأسرى يا أمي؟ الأم: يقاتلون من أجل شعبنا الفلسطيني، ويعارضون الاحتلال الصهيوني. أصبحوا أسرى في سجونهم ونتمنى لهم الحرية قريباً بعون الله كما نتمنى إنهاء الاحتلال”.
كما يورد البيان الإسرائيلي نصاً ثانياً من كتاب “الموطن والمجتمع” لطلاب الصف الثالث:
“تواجه الفرق الطبية وسيارات الإسعاف في فلسطين صعوبات ومخاطر بسبب الاحتلال الصهيوني، من بينها: منع سيارات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى الذين قاوموا الاحتلال، ومنعهم من تقديم المساعدة وتحويلهم إلى المستشفيات. كما أن بعض المسعفين يتعرّضون لهجمات وإصابات وحتى الموت. هذه الأعمال تشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان”.
يشار إلى أن حوادث كهذه تحدث بشكل واسع في الضفة الغربية المحتلة، منها أمس الأول منع سيارة إسعاف فلسطينية من التقدّم لمساعدة شاب فلسطيني أطلق الجنود في حاجز حوارة عليه وأصابوه بجراح خطيرة. كما يشير البيان الإسرائيلي لنص آخر، ضمن محاولاته تبرير الإجراءات التعسفية ضد مدارس فلسطينية في القدس المحتلة. حيث يقول البيان إن كتاب “العلوم والحياة”، لطلاب الصف الخامس، تضمن ما يلي:
“يعاني المجتمع الفلسطيني كل عام من أزمة مياه تسبب العطش، على سبيل المثال في فصل الصيف. وهذا في ظل سيطرة الاحتلال على معظم مصادر المياه في فلسطين. وللتغلب على هذه المشكلة أقام المزارعون الفلسطينيون مشاريع تخزين المياه في الشتاء كما في الصور التالية”.
كما يشار إلى نص في كتاب “دراسات اجتماعية” لطلاب الصف التاسع، ورد فيه:
“أكبر كارثة عنصرية أصابت الشعب الفلسطيني حدثت عام 1948، عندما احتلت العصابات الصهيونية المسلحة %77من فلسطين، ونفّذت مجزرة بحق الفلسطينيين، ودمرت 531 قرية فلسطينية وتسببت في الهجرة. من مليون فلسطيني إلى أماكن لاجئين في ما تبقى من فلسطين في حزيران 1967، واصل الاحتلال الصهيوني إنكار حقوق الشعب الفلسطيني: الحق في الحرية والاستقلال، وإقامة دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة، إضافة إلى إنكار القرار الدولي بشأن حق العودة، ويواصل الاحتلال إجراءاته العنصرية في جميع أنحاء فلسطين: قتل، وترحيل، واعتقالات، ومذابح عسكرية، وبوابات إلكترونية، وهدم منازل، وبناء مستوطنات صهيونية، وإنشاء سياج”.
إدانة فلسطينية
يذكر أن مجلس الوزراء الفلسطيني الأخير استمع إلى تقرير من وزير القدس حول المضايقات التي تتعرض لها المؤسسات التعليمية في المدينة المحتلة، في محاولة منها لفرض المنهاج الإسرائيلي على مدارس المدينة المقدسة”.
وأعلن المجلس رفضه لتلك المحاولات؛ داعيا الدول الصديقة للتدخل لوقف تلك السياسات التي تتعارض مع القوانين الدولية.
بدورها حذرت وزارة شؤون القدس من محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرض المنهاج الإسرائيلي على المدارس في مدينة القدس بالقوة.
ولفتت الوزارة، في بيانٍ لها، مساء اليوم الخميس، إلى أن الحكومة الإسرائيلية تحاول فرض المنهاج الإسرائيلي بالقوة، أو على أقل تقدير اعتماد مناهج تتبنى الرواية الإسرائيلية وتشطب الهوية الفلسطينية.
وأكدت على رفضها لكل المحاولات الإسرائيلية لأسرلة التعليم في مدينة القدس من خلال الضغوط التي صعّدها الاحتلال ضد المدارس عبر سحب تراخيص واشتراط إعادتها بشطب كل ما له علاقة بالهوية الفلسطينية.
واعتبرت وزارة شؤون القدس الإجراءات التي شرع بها الاحتلال، عشية الانتخابات الإسرائيلية، ضد عدد من المدارس في المدينة محاولة لإملاء الرواية الإسرائيلية بالقوة.
وتابعت: “ما يجري محاولة مكشوفة ومرفوضة ومدانة لتشويه التاريخ الفلسطيني واستبداله بالرواية الإسرائيلية، وهو ما لن يقبل به ولو حتى أصغر طفل فلسطيني”.
بدورها اعتبرت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أنّ ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال بإلغاء تراخيص 6 مدارس خاصة في مدينة القدس؛ بسبب تدريسها المنهاج الفلسطيني كأحد الحقوق الأساسية التي كفلتها الاتفاقيات والمواثيق والعُهَد الدولية، إنّما يأتي في إطار أسرلة التعليم، الذي يُعَدّ انتهاكاً صارخاً بحقّ الطلبة الفلسطينيين في التعليم في العاصمة القدس.
وأشارت، في بيان صحفي، إلى أنّها تتابع مع المؤسسات الحقوقية والقانونية الدولية، كاليونسكو، والمؤسسات الأممية، والدول الصديقة ذات العلاقة؛ لتحمّل مسؤولياتها، وإلزام الاحتلال بإنفاذ القوانين والاتفاقيات الخاصّة بحقّ الطلبة المقدسيين في التعليم بحرية وكرامة، مؤكّدة أنّ الإجراء الاحتلالي بحقّ مدارس القدس مرفوض جملةً وتفصيلاً، ويندرج في إطار الحرب على الهُوية الوطنية الجمعية، وتشويه الحقائق، وتزييفها.
وأشادت الوزارة بمواقف المقدسيين، والمؤسسات، وأولياء الأمور، الذين شكّلوا معاً سدّاً منيعاً؛ لحماية سيادية التعليم والمنهاج الفلسطيني؛ باعتبار ذلك حقّاً راسخاً غير قابل للتصرف.
المصدر : القدس العربي
