جمعة رجب: عراقة التاريخ وتاريخ الهوية الإيمانية بالنسبة لليمنيين

طوفان الجنيد  ….

 

الايمان يمان والحكمة يمانية
بادئ ذي بدء ((الحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله ))
((ربنالاتزغ قلوبنا بعد اذهديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب ))
والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا وهادينا محمدابن عبدالله صلوات الله عليه وعلى اله الطاهرين
اما بعد
ان ذكرى جمعة رجب لم تعدذكرى عابرة في سياق المسيرة الايمانية لليمنين بل نقطة انطلاق وميلاد تاريخ وعنوان حصارة بالنسبة لليمنين
فمنذوا فجرالتاريخ الاسلامي واليمن واليمنيين يتصدرون التاريخ الاسلامي ومناصرة الدين ولدفاع عن القيم الانسانية وتترجم بمواقفها اصالة الاسلام الحنيف والدين الالهي القويم
رمزية جمعة رجب في الوجدان اليمني
يعتبر اليمانيون ان ذكرى جمعة رجب بمثابة عيد اعيادهم وميلاد هويتهم ومفخرة اجيالهم عبر العصوروالازمان
ان جمعة رجب هويوم ان بعث الرسول صلوات الله عليه واله مولانا امير المؤمنين على ابن ابى طالب برسالته الى اليمنيين يدعوهم للاسلام في السنة الثانية للهجرة فلما وصل مولانا اميرالمؤمنين الى اليمن استقبله اليمنيون بالحفاوة والتكريم والاستجابة وبالذات القبيلة اليمنية همدان فلما تلاعليهم فحوى الرسالة استجابوا وامنوا وبايعوه والتزموا بعهودهم وبرهنوابموقفهم هذا على الطبيعة الفيسلوجية والفطرة السليمة لتى فطرالله الناس عليها فاستبشر بهم مولانا اميرالمؤمنيين وابلغ هذه البشارة الى رسول الله صلوات الله عليه واله فامتدحهم الله ورسوله والامام على واثنى على مواقفهم بقول الله في محكم كتابه إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ  وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا  فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢاإِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ  وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا  فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا
وقول رسوله الكريم اتاكم اهل اليمن هم الين قلوبآ وارق افئدة الايمان يمأني والحكمة يمانية ومدح الامام علي سلام الله عليه لليمنين بقصيدته المشهور ولو كنت بوابآ على باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام هذا الارث الحضاري والتاريخي لايستطيع ان يتجاهله التاريخ او يضمحل ذكراه من وجدان اهل الايمان والحكمة
سوى في فجر الإسلام او التاريخ المعاصر
محطات تاريخية لليمن واليمانيون
بداية منالهجرة الأولى الى الحبشة
وحتى الفتوحات الاسلامية

جمعة رجب عنوان التولي الصادق الولايةالحقيقية
ان لاهل الايمان والحكمة ادوار بارزة لمعني التولي لله ورسوله والمؤمنين وقدجسدوا ذالك في محطات ومواقف كثيرة ومنها صحبة الامام على عليه السلام ومشاركتهم الفاعلة في معارك الإمام علي سلام الله عليه في صفين والجمل
ولاية اهل البيت عليهم السلام
المذهب الزيدي كيف أصبح اليمن حاضنة للمشروع العلوي عبرالمذهب الزيدي ودولة الأئمة تأسيس أولى الدول الزيدية في اليمن (284هـ) واستمرارها لقرون ومايزال المذهب الزيدي يدين به معظم اهل اليمن و من الاثارالتاريخية وفن العمارة اليمنية شاهدة على الهوية الإيمانية
والتى تتجسدفي المساجد والمدارس الدنية
فمسجد صنعاء الكبير: رمز الاستمرارية التاريخية (منذ العام 6هـ)
المدارس العلمية: دورها في الحفاظ على الهوية الإيمانية كالمدرسة الشمسية وغيرها من المدارس والاربطة الصوفية
دفاع اليمانيون عن هويتهم قديمآ وحديثآ
الثورة على الانحرافات والتصدي للاستهدافات والاعتدائات
مواجهة الدولة الأموية: ثورات اليمنيين ضد الظلم (ثورة عبدالله بن يحيى الكندي)
المقاومة للاستعمار العثماني والبريطاني
ثورة 21 سبتمبر: لتى إعادة التأكيدعلى الهوية الإيمانية في مواجهة التغريب وقطع يدالوصايا والهيمنةوالاستكبار ومواجهة الصلف الصهييوني والامريكي ومناصرة الفللسطينية والمستظعفون في المنطقة والعالم
خنامآ
جمعة رجب في الوعي اليمني ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي رمز دائم الالتصاق بالأصول الأولى للإسلام، حيث حافظ رغم كل التحديات على صورة حقيقية لروح الإسلام الأول والتفاعل الحي مع المبادئ،والقيم والاخلاق الحميدة ومقاومة الاستهداف الفكري لاعداء الاسلام والمسلمين ليقف اليمن كحارس للهوية، يرفض كل اسكال التشويه والانجراف الخارجي والداخلي

اليوم، وقد تعرضت الهوية اليمنية لأشرس الهجمات في تاريخها، تبقى جمعة رجب تذكيرًا بأن هوية اليمن الإيمانية ليست ورديةً في كتب التاريخ، بل هي إرادة حياة، وخيار وجود، ومشروع مستقبل.
فاليمن الذي احتضن الهجرة الأولى، ونصر الولاية، وحفظ العلم، وقاوم الاستعمار، قادر بعون الله- على تجديد عهد الإيمان، وإعادة بناء ذاته كمنارة تهتدي بها الأمة في بحار التيه المعاصر

الكاتب من اليمن

قد يعجبك ايضا