عباس ينحّي الطيراوي عن رئاسة مجلس أمناء جامعة الاستقلال.. والأخير يتبرأ من تسجيل صوتي “مسرّب”

الشرق الأوسط نيوز : قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس الإثنين، تشكيل مجلس أمناء جديد لجامعة الاستقلال الحكومية، ما يعني إبعاد اللواء توفيق الطيراوي، رئيس المجلس السابق من منصبه، وذلك بعد أيام من تسريب تبرأ منه الطيراوي، يهاجم فيه قيادات فلسطينية.

ودعا الطيراوي، كادر الجامعة التعليمي والموظفين، إلى التعامل بإيجابية ومسؤولية مع مجلس الأمناء الجديد.

وأصدر الرئيس عباس قرارا بإعادة تشكيل مجلس أمناء جامعة الاستقلال، حيث كلف بموجبه عضو اللجنة التنفيذية زياد أبو عمرو بدعوة المجلس للانعقاد خلال يومين لانتخاب رئيس للمجلس ونائب له وأمين للسر.

ولم يصدر في القرار الرئاسي أي تعليمات أخرى، غير أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أنه سيجري تشكيل مجلس جديد للجامعة، لا يضم الطيراوي، والذي أعلن من جهته أنه لن يكون ضمن التشكيلة.

ونشر القيادي في حركة فتح منير الجاغوب على صفحته في “فيسبوك” أسماء تشكيلة مجلس الأمناء الجديد لجامعة الاستقلال، وضمت زياد أبو عمرو، أحمد مجدلاني، وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد وروحي فتوح، والحاج إسماعيل جبر، وصبري صيدم، واللواء ماجد فرج (مدير المخابرات) ، واللواء يوسف الحلو (مدير الشرطة)، واللواء نضال أبو دخان (مدير الأمن الوطني)، واللواء زكريا  مصلح (مدير الاستخبارات العسكرية)، واللواء يوسف دخل الله، واللواء زياد هب الريح (وزير الداخلية)، والعميد عبد القادر التعمري، وليلى غنام، محافظة رام الله والبيرة، وعلي مهنا.

وتعتبر جامعة الاستقلال، الجامعة الفلسطينية الأولى التي تختص وحدها دون المؤسسات الجامعية الأخرى، بالتعليم العالي في مجال العلوم الأمنية والعسكرية والشرطية.

وكان الطيراوي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أكد في تصريحات لـ”إذاعة وطن” المحلية، أنه لن يكون ضمن مجلس الأمناء القادم للجامعة، عقب قرار الرئيس عباس، ونقلت الإذاعة حسب موقعها الرسمي عن الطيراوي قوله: “تعليقي على قرار الرئيس سيكون بعد يومين أو ثلاث”.

وصبيحة الثلاثاء، وعلى صفحة الجامعة في موقع “فيسبوك” علق الطيراوي على القرار من خلال رسالة وجهها إلى كادر الجامعة التعليمي وإلى مجلس الأمناء والموظفين والطلبة، طلب منهم بعد صدور المرسوم الرئاسي، بأن يظلوا “أوفياء لجامعتكم ورسالتكم”، وأن يكملوا “المسيرة كما تمليه عليه ضمائركم، ومسؤولياتهم الوطنية والأكاديمية لتظل الجامعة مصنعاً للكوادر المعدة بعقيدة وطنية فلسطينية خالصة”.

كما دعاهم إلى “التعامل بإيجابية ومسؤولية مع مجلس الأمناء الجديد، ومساعدته على القيام بمهمته في هذا الظرف العصيب الذي تمر به بلادنا وشعبنا”.

وكان الطيراوي الذي شغل سابقا منصب مدير جهاز المخابرات العامة الفلسطيني، أعلن قبل صدور قرار عباس، أنه تم سحب الحراسات من أمام منزله في رام الله دون معرفة الأسباب.

جدير بالذكر، أن حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت تسريبا مزعوما قبل أيام للطيراوي، ينتقد فيه قيادات فلسطينية، غير أن الرجل نفى صحة تلك التسريبات. ونشر بيانا جاء فيه: “إنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها خفافيش الظلام بصناعة الفتنة ونشرها، بهدف ضرب النسيج الوطني والاجتماعي ولن تكون الأخيرة، لأن مجموعات مشبوهة تخدم الاحتلال فقط، هي التي تريد خلط الأوراق في الساحة الفلسطينية بغرض ضربها وتشويهها، وكسر هيبتها، وتفسيخ وحدتها”.

وأكد في بيانه على أن “صناعة الفتنة “التي قامت بها هذه المجموعات التي وصفها بـ”المشبوهة” هي التي “دبلجت وأنتجت ما تم تسريبه في الفترة السابقة وآخرها الذي يمس أعراض أخواتنا وبناتنا بغرض شخصنة الفتنة وتغويلها وتمكينها من مرادها الشيطاني، عن طريق الإساءة والقدح والتشهير”.

وأضاف: “وهو ما لم ولن ولا أقبله في حياتي مهما كان السبب”.

وجاء في بيانه: “كنت ولا زالت مؤمناً بأن الاختلاف في العمل الوطني أو العقائدي أو السياسي أو اختلاف الرأي يجب أن لا يؤدي أبداً إلى الخلاف، لأن الخلاف والتناقض لا يكون إلا مع الاحتلال، سواء كان في السياق الوطني أو الاجتماعي أو السياسي، فكيف من الممكن أن أقبل أن يبلغ حد الشخصنة والإساءة الأخلاقية”.

وأضاف: “كنت ولا زلت على الدوام فخوراً بأخوتي في اللجنة المركزية، وفي القيادة وفي الحركة وفي فصائل العمل الوطني ومدافعاً عنهم في كل محفل حتى لو اختلفت في الرأي معهم، وإنني أحتفظ برسائل مسجلة لدي من مشبوهين وخفافيش ليل مفادها أنهم سيعملون على تشويه علاقتي بأخوة لي في اللجنة المركزية وتحديداً أخي جبريل الرجوب وأخي محمود العالول وأخي عزام الأحمد وأخي حسين الشيخ”.

وقال إن “هذه الدبلجات المصنوعة في أوكار مشبوهة بهدف ضرب هذه العلاقة بيني وبينهم”.

ونفى الطيراوي قطعياً علاقته بتلك “الدبلجات” التي قال “ليس لي علاقة بها لا من قريب ولا من بعيد”.

يشار إلى أن القرار الرئاسي بانتخاب رئيس لمجلس أمناء جامعة الاستقلال، ومعاونيه، جاء بعد نشر الطيراوي هذا البيان.

المصدر : القدس العربي