رئيس الحكومة اللبنانية بات ميّالاً للقبول بهبة الفيول الإيراني غير المشروطة لزيادة ساعات التغذية بالكهرباء

الشرق الأوسط نيوز : “نتقدّم في المفاوضات من أجل إبرام اتفاق يكون لصالح الاقتصاد اللبناني” هذه خلاصة جولة الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين الجديدة على الرؤساء الثلاثة قبل مغادرته لبنان حيث بدا أنه لم يحمل معه مسودّة اتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بل حمل عرضاً لنتائج اللقاءات التي أجراها منذ حوالى الشهر. وفي ضوء ذلك، لا يمكن الحديث بعد عن تطورات حاسمة في ملف الترسيم على الرغم من التقدم الذي تمّ إحرازه على صعيد تثبيت حق لبنان بالخط 23 وحقل “قانا” كاملاً، إلا أن إسرائيل ما زالت تراوغ على أبواب الانتخابات التشريعية وتسعى لتأجيل الاتفاق إلى ما بعدها مع تأجيل الاستخراج من حقل “كاريش” فيما حزب الله ليس في وارد إعطاء ضمانات طالما لم يُنجز الاتفاق مع الدولة اللبنانية.

وقد استهل هوكشتاين جولته بلقاء رئيس الجمهورية ميشال عون بحضور رئيس البعثة في السفارة الأمريكية في عوكر مايكل ريتش، وبعد اللقاء اكتفى الوسيط بالقول “كان اجتماعنا ممتازًا وأعتقد أننا سننجز تقدمًا وأنا متفائل بالتوصل إلى اتفاق”.

ثم توجّه هوكشتاين إلى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري واستمع إلى عرضه حول نتائج جولته وما حمله للبنان إثر الاجتماع الأخير الذي ضمّ الرؤساء الثلاثة في بعبدا. وأكد الرئيس بري “على تمسك لبنان باتفاق الإطار وعزمه على استثمار ثرواته في كامل المنطقة الاقتصادية الخاصة به وحقه وسيادته عليها”، مشدداً على “ضرورة العودة إلى الناقورة للتفاوض غير المباشر برعاية الأمم المتحدة وبوساطة الولايات المتحدة وفقاً لاتفاق الإطار حتى الوصول إلى النتائج المرجوة”.

ومن عين التينة انتقل الوسيط إلى السراي حيث استقبله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في حضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب واللواء إبراهيم والمدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، وتمّت مناقشة الأفكار التي يحملها الموفد الأمريكي على أن يُصار إلى التشاور بشأنها وإبلاغ هوكشتاين الجواب عليها في وقت قريب.

ولا تزال مهلة أيلول/سبتمبر هامة بالنسبة إلى توقيع الاتفاق قبل انتهاء ولاية الرئيس عون حيث سيحول الشغور الرئاسي أو ما ينتظر لبنان من مستجدات دون توقيع مثل هذا الاتفاق في ظل السجال الدائر حول قانونية انتقال الصلاحيات الرئاسية إلى حكومة تصريف الأعمال من عدمه. وما يترجم هذه الخلافات اللبنانية أن لقاء الوسيط الأمريكي تمّ بشكل منفصل مع كل من الرؤساء الثلاثة خلافاً للزيارة الأخيرة.

وفي مجال متصل بالطاقة، عقد الرئيس ميقاتي اجتماعاً بوزير الطاقة والمياه وليد فياض بمشاركة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك والمديرة العامة للنفط أورور فغالي.

وقال فيّاض بعد الاجتماع: “عرضنا ضرورة تغذية شبكة كهرباء لبنان كي نحافظ على استمرارية المرفق العام، وبالنسبة لمادة الفيول الموجودة في معامل الذوق، فقد صدر بيان إعلامي من مؤسسة كهرباء لبنان يقول إن هذا الفيول مطابق للمواصفات بحسب نتائج الفحوصات التي أجريت في لبنان والخارج، وهناك أوراق ثبوتية تؤكد ذلك، وهذا الفيول ليس مضراً على المستوى البيئي والصحي، وهو ضرورة من اجل تسيير المرفق العام. كما تحدثنا عن اهمية تشغيل معمل الذوق والدخان الأسود المنبعث منه وهو ينبعث عند التشغيل، مع العلم اننا نفضل الحلول الأخرى، إنما في ظل عدم تواجد نوع آخر من الفيول يبقى هذا الحل افضل من عدم إعطاء الكهرباء للمرافق العامة بانتظار إعادة العمل باستبدال الفيول العراقي”.

وأضاف: “أما بالنسبة إلى الهبة الإيرانية فقد أعاد الرئيس ميقاتي التأكيد أنها ليست مشروطة، وأطلعناه على أسماء وفد اللجنة الفنية الذي سيقوم بزيارة إيران للاطلاع على مواصفات الفيول الذي نحتاجه والكميات التي ستكون متاحة لنا. كما أطلعناه على ما نقوم به لجهة البحث عن مصادر أخرى للفيول، وفي هذا الإطار أجريت اتصالاً بوزير النفط الكويتي، خصوصاً أن الكويت تقف دائماً إلى جانب لبنان، وهي مع جميع اللبنانيين من دون تمييز، وسنتابع هذا الموضوع. كما أننا على اتصال مع دولة الجزائر الشقيقة لإعادة إمكانية إحياء استجرار الفيول من هناك”.

وتابع: “تحدثنا عن العقد مع البنك الدولي واستجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن، وأعاد الرئيس ميقاتي التأكيد انه، وبحسب الاتصالات التي يجريها، فالبنك الدولي لا يزال مهتماً جداً بهذا الموضوع ولن يتخلى عنه، ولدى البنك شرطان للدخول في مرحلة المفاوضات مع لبنان هما: زيادة التعرفة والمباشرة بإجراءات تعيين الهيئة الناظمة. وضعت دولته  في التقدم الحاصل في موضوع التعرفة، حيث قرر مجلس ادارة كهرباء لبنان زيادة التعرفة وتمت مصادقة القرار من قبل وزارة الطاقة، وتم تحويله إلى وزارة المال من اجل الموافقة والمصادقة عليه، وقد لمست من دولة الرئيس أن وزير المال بصدد الموافقة على الموضوع. وعند زيادة التغذية ستؤمَن الكهرباء للمواطنين بسعر أرخص بحدود النصف عن  سعر المولدات الخاصة، وسأعقد اجتماعاً مع البنك الدولي في وقت قريب للمتابعة ولوضعه في أجواء التطورات المتعلقة بهذا الملف”.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا