بالقلم الأحمر: كشتة وقراطيس!
الجازي طارق السنافي ……
تنتشر في موسم الكشتات سلوكيات مؤسفة تقابلها مسؤولية غائبة دون أدنى التزام بالحفاظ على المكان ونظافته، ويتكرر المشهد ذاته في كل مرة وكل عام وكل يوم. القراطيس باللهجة الكويتية: هي نفايات ومخلفات وبقايا الأوراق والبلاستيك الذي يُرمى بعد استخدام غرض ما. عموماً، حينما نطلع في هذه الأجواء الجميلة الباردة والعليلة، نشاهد زملاءنا «اليوميين» على الأرض من القراطيس والصحون المفتوحة والبلاستيك وبقايا قفاش وقهوة وماتشا وروب مفرز وبراوني ودونت وفحم مشتعل وآخر مدفون في كل مكان، والمستفيد الوحيد قطاوة السكة التي مرضت من أكل المجابيس والسمبوسة والفاست فود واحترقت من هالفحم. هكذا يبدأ موسم الكشتات السنوي وينتهي عند كثير من المواقع، حيث تتحول الكشتات والنزهات إلى مكبّ نفايات وتلوّث بصري وبيئي وصحي. أكياس تتطاير، علب تُرمى، وبقايا طعام تُترك بلا أدنى اكتراث، وكأن المكان لا حسيب له ولا رقيب! تنتشر في موسم الكشتات سلوكيات مؤسفة تقابلها مسؤولية غائبة دون أدنى التزام بالحفاظ على المكان ونظافته، ومع ذلك يتكرر المشهد ذاته في كل مرة وكل عام وكل يوم، وتعبنا ونحن نشتكي. الأمر لم يعُد مقتصراً على البر الفسيح، الكشتات صارت في كل مكان: على الأرصفة، وفي المرافق العامة، والساحات المفتوحة، وحتى عند الدوارات في بعض المناطق «كاشتين». وبينما تتعدد المواقع والفناتك، يبقى الأثر السلبي صامداً: تشويه للمكان وتلويثه، هذه الفوضى، إذا تراكمت، ستتحول – إذا لم تتحول أصلاً – إلى أزمة بيئية وأخلاقية كبيرة. من هنا تبرز أهمية وجود رقابة حقيقية ونشر الوعي، وكذلك تفتيش مستمر، وتطبيق مخالفات رادعة. ونحن حقيقة بحاجة الى حملات تنظيف نشرك فيها أفراد المجتمع وبعض الشباب «البطالي»! الوعي وحده لا يكفي إن لم يسنده نظام يحمي المكان ويصون حق الجميع. إن لم نتحرك اليوم، فإنّ المشهد سيتحول قريباً إلى ما يشبه «نيو دلهي» من حيث التكدس والنفايات. بالقلم الأحمر: الكشتة متعة، نعم، لكنها مسؤولية أيضاً، تبدأ وتنتهي بنظافة المكان واحترامه.
الكاتبة من الكويت
المصدر : جريدة الجريدة الكويتية