هل يعتبر نيوكاسل العنيد مفاجأة موسم البريميرليغ؟
شبكة الشرق الأوسط نيوز : المثير للدهشة حول حديث مدرب فريق ليفربول، الألماني يورغن كلوب الأخير عن نيوكاسل يونايتد كأحد الأندية الثلاثة «الذين يمكنهم فعل ما يريدون مالياً» هو ليس جوهر حديثه فحسب، فعلى الرغم من أن الفرق الأكبر اليوم تحتاج للميزانيات الأكبر، لكنه من الصعب فهم هذا بعد عقد طويل من الطموح والإنفاق المحدود، لكنه الواقع حالياً في «سانت جيمس بارك».
كما أضاف كلوب: «لا يوجد سقف محدد لميزانية نيوكاسل، لكن الأندية الأخرى لديها سقف محدد للصرف». وفي غضون سنوات قليلة، قد يكون مدرب ليفربول على حق. فالخطة هي أن يصبح نيوكاسل وجهاً مألوفاً في أوروبا، وأن ينافس الفريق وحتى يصل لمرحلة الفوز بالبطولات وذلك من خلال النفوذ المالي الكبير لملّاك النادي السعوديين الذين يستحوذون على 80% من النادي، ما يتيح لنيوكاسل الموارد للوصول للهدف المبتغى.
المخيف بالموضوع هذا بالتحديد أن يعتاد مشجعو نيوكاسل على ذلك، تماماً مثلما يفعل مشجعو مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان. ومن يستطيع أن يجادل في القضية الأهم، ألا وهي التلاعب بصفقات اللاعبين الجدد منذ تمت المصادقة على استحواذهم قبل 12 شهرا حيث صرف الملاك حوالي 90 مليون جنيه إسترليني الذين تعهدوا للجماهير به في يناير / كانون الثاني كأكثر من أي ناد آخر في العالم. فبعد التهديد بالهبوط، ظلوا مستيقظين ثم عادوا مرة أخرى في الصيف، محطمين سجلهم التاريخي مع شراء ألكسندر إيزاك بقيمة 60 مليون جنيه إسترليني، ما رفع إجمالي نفقاتهم إلى 200 مليون جنيه إسترليني.
اليوم، يقبع نيوكاسل في المركز الرابع في الدوري الإنكليزي (قبل جولة أمس)، وذلك بعد مواجهة توتنهام في الجولة الأخيرة، حيث استحق الفريق الفوز عن جدارة واستحقاق، حيث وضعوا قدماً في المراكز الأربعة المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، فقد يكون نيوكاسل متقدماً بمسافة كبيرة على جدولهم الزمني، لكنهم شقوا طريقهم في الدوري الإنكليزي الممتاز بجرافة مرصعة بالألماس. ما يعيدنا الى حديث كلوب الذي يكاد لم يخطئ بحرف واحد. فمنذ الاستحواذ السعودي، سيظل المال دائماً مرتبطاً بقصة نيوكاسل، لكن ما زال الطريق طويلاً حتى يصل الفريق لمبتغاه. على أي حال، كل شيء لديه تاريخ انتهاء بما في ذلك المال. ففي نافذة الانتقالات قبل الاستحواذ السعودي، وقع نيوكاسل فقط مع لاعب واحد وهو جو ويلوك. كما لم يتغير جوهر الفريق منذ الصعود إلى الدوري الإنكليزي الممتاز عام 2017، لكن اللاعبين تقدموا في السن وتراجعت قيمتهم الشرائية. ولم يكن البيع من أجل الشراء خياراً لأنه لم يكن لديهم شيء تقريبا للبيع. لكن الاستثمار كان ضرورياً لأنه يتبع نقصاً في الاستثمار. الجزء الرائع حقاً في ذلك الفوز 2-1 على توتنهام والأداء الذي صنفه إيدي هاو بأنه «ربما الأفضل» في فترته في النادي لم يكن فقط يتعلق بمدى اختلاف نيوكاسل من حيث الجودة والتوقعات، بل كان مدى اختلافهم وتطورهم كأشخاص. لكن المتعة الحقيقية في مشاهدة نيوكاسل في الوقت الحالي هي مشاهدة اللاعبين يقدمون عروضا رائعة على عكس التوقعات، وما كان يعتقد كلوب. فبناء على كلامه «ما يريدون» يبدو وكأن النادي يظهر لإدارة الصفقات شيكا على بياض. فهل يستمر نيوكاسل بتألقه ليضمن مقعدا في احدى المسابقات الأوروبية، أم أنه سيذهب باتجاه الضياع والقرارات المفاجئة التي ستلغي طموحات الجماهير وعشاق الفريق؟
المصدر : القدس العربي