مسألة مهمة.. وقد لا نلقي لها بال..
كتب محمود الدباس..
قال رجل لعمر بن الخطّاب -رضي الله عنه.. إنّ فلانًا رجل صدق..
فسأله عمر.. سافرت معه؟!.. فرد عليه لا..
قال.. فكانت بينك وبينه خصومة؟!.. فرد عليه لا..
قال.. فهل ائتمنته على شيء؟!.. فرد عليه لا..
*قال: فأنت الذي لا علم لك به..* أراك رأيته يرفع رأسه ويخفضه في المسجد..
اذكر ان صديقا سألني يوما عن صديق آخر لي.. ويعمل تحت امرتي.. قائلا.. شو رأيك بفلان؟!.. فجاوبته على الفور.. هو رجل ونخوجي وصاحب صاحبه.. ولكن ما سبب السؤال؟!..
فرد علي.. موضوع نسب وزواج..
فقلت له.. وما الشيء الذي تريد معرفته ويهمك.. حتى لا تأخذ جوابي مجرد؟!..
فقال اريد معرفة التزامه الديني.. فهل يصلي؟!.. وهل له في امور الشرب وما شابه؟!..
فجاوبته.. لا يصلي.. ويرفض ان يصلي.. ويشرب اذا صح له..
وفرطت السولافة..
قلت هذه القصة والتي حدثت معي شخصيا.. حتى اقول بان هؤلاء لو اخذوا بجوابي الاول واتموا الزواج.. فما المتوقع ان يحدث حين يكتشفوا انه لا يصلي ويشرب؟!..
*فرأيك في الناس ليس بالشيء الهيِّن.. فقد ينتج عن رأيك زواج.. او تزكية لوظيفة.. او إقراض مبلغ.. او بناء علاقة تجارية او اجتماعية..*
*وان لم تكن تعلم عن مَن تشهد له تمام المعرفة.. فقد تخدع الاخرين به وانت لا تعلم.. او كما يقال بحسن نية..*
فما المانع ان توضح سبب حكمك عليه.. بحيث يأخذ السائل حذره.. او يعاود التأكد بطريقة أخرى ومصدر ثاني..
فكثير من السائلين لا يوضحون سبب السؤال.. حفاظا على سرية العلاقة او المقصد او الموضوع..
ولنضع في حسباننا.. ان الذي يمشي على رجليه.. ما بينحلف عليه.. على الاقل لمن لا نثق فيهم ثقة كبيرة..
*ولم* نتعامل معهم بالدرهم والدينار..
*او لم* نأتمنهم على شيء.. مِن متاع او مال او حتى حديث.. لنعرف مدى امانتهم..
*او لم* نخاصمهم لنعرفهم في الخصام..
*او لم* نسافر معهم..
وحدود معرفتنا بهم سطحية الى حد ما..
ابو الليث..