*خاطرة.. برندتي وحاوية النفايات..*
محمود الدباس…..
لكل شخص اكان كاتبا او شاعرا او مفكرا.. مكان وشخص يلهمه.. وليس سرا ان اكشف احد اسباب الهامي..
فحين عدت من رحلة الاغتراب والسفر المتواصل لعدة دول عربية وغربية..
وقررت ان اكون متفرغا واضع ما اكتسبته ماديا وخبرات فكرية وثقافية وعملية في وطني.. قررت ان اغير مكان سكني عن السابق بحوالي مئتي متر فقط.. وذلك لوجود برندة او تراس في مدخل البيت.. تمكنني من الجلوس والتفكير بعيدا عن جو المنزل والتلفزيون والافلام والمسلسلات.. وطلبات العائلة المباشرة..
فشاء الله تعالى ان يكون لي ما اردت.. وما هي الا ايام.. حتى وضعت بلدية السلط مشكورة حاوية نفايات على مرمى بصري.. فكان المنظر الاساسي طبيعة السلط الخلابة من جهة.. وهناك ايضا شيئا حيويا ومتطلب اسلسي للحياة.. الا وهو تلك الحاوية.. من جهة اخرى..
قد يستغرب الجميع كلامي.. ولكن حتى اكون واضحا وصادقا.. ولانني أدَعي بانني انظر لاي شيء بعمق وتحليل مهما كان كبيرا واضحا او وضيعا لا قيمة له..
فوجدت ان للحياة وجهان انعكسا على نمط تفكيري وكتاباتي.. وجه جميل وممتع.. استمديته من الطبيعة الخلابة الرائعة الصافية النقية..
ووجه قبيح منتن عفن لا فائدة منه.. استشفيته مما يتم رميه في تلك الحاوية..
فوجدت نفسي اكتب عن كل ما هو ايجابي.. اكان اشخاصا او مؤسسات او افعال وممارسات.. وكذلك عن كل ما يؤذي الوطن والناس ووجوب القائه في تلك الحاوية..
فكم من افكار وعادات واشخاص يجب التخلص من الارتباط بهم.. ومن ذكرهم.. ومن كل ما يلوث سمعنا وبصرنا وتفكيرنا منهم.. كمن يلقي بالقمامة في حاوية النفايات بلا اسف ولا تردد.. لانهم يسببون لنا الاذى..
وكم من اشخاص وافكار وعادات.. يجب ان نُبقي عليهم قريبين وفي مرمى بصرنا وسمعنا.. فهم كالطبيعة التي تريح النفس والفكر والقلب.. ويبعثون فينا الامل..
لا انكر بان هناك ايضا شخصا اساسيا هو ملهمي في الكثير مما اكتب.. فهو مثال للنقاء والصفاء والوطنية.. واعتقد انه من العملة النادرة في هذا الزمن.. ولا انكر ان معترك الحياة جعل مني انسان ينظر لما حوله بتجرد ومنطق..
وهذه كلمة اقولها.. واشهد الله عليها.. بانني اقدح من رأسي.. ولا احد يؤثر على ما انطق او اكتب.. وهذا لا يتناقض مع ما يلهمني.. فالالهام هو الذي يدفعني لمسك تليفوني للكتابة.. وليس لما سوف اكتبه..
في الختام.. هذه خاطرة خطرت ببالي وانا جالس على برنتي وامامي ارجيلتي.. وجبال السلط الرائعة التي تمثل الطبيعة النقية الصافية.. والحاوية التي القي فيها كل ما ينغص ويعكر صفوي.. وفي مخيلتي ملهمي مثال الوطنية الطبيعية الصافية..
محمود الدباس – ابو الليث..
😇🙏🌷