أنت أردني أم فلسطيني … ليس مهما … ألمهم أن تكون إنساناً؟؟ هذه الرسالة لك
المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات ….
طبيب سعودي يعمل في مستشفى بالرياض يتحدث عن قصة حدثت معه فيقول:-
جاءت الدورية بشاب أردني من أصول فلسطينية مغمى عليه وأدخل قسم الطوارىء وأجرينا له إسعافات أولية وحالته إستقرت وتم تحويله لغرفة لأنه ما زال مغمى عليه حيث يحتاج لمراقبة ليومين ولعلاج مكثف، المهم أدخلت يدي في جيب الشاب وأخرجت محفظته لأبلاغ أهله فلم أجد أي رقم لهاتف أتصل به.
بقيت جالساً حتى يفيق وطال الأنتظار من الظهر للعصر.
وحين صحا تفاجأ أنه في المستشفى وحوله الطاقم الطبي.
المهم طمأنته أنه بخير وأحضرت له ماء فشرب وأخبرته أنه تم العثور عليه مصاباً بالشارع وأحضرته دورية الشرطة وسيارة الإسعاف، وهذا واجب الشرطة والدفاع المدني السعودي الذي يقدمون المساعدة لأي كان على أرض المملكة العربية السعودية بدون التدقيق هل هو مواطن أم مقيم، لأنهم يقدمون واجبهم من الناحية الإنسانية وهذا موجود في كل أجهزة الدولة في المملكة العربية السعودية.
فقلت له يلزمك علاج لا نستطيع تأمينه لك ولم نجد معك سوى ٢٠ ريال فقط بالمحفظة.
فقال : نعم صحيح لا أملك غيرها في جيبي.
فقلت له : علاجك يكلف ٤٠٠ ريال. فهل تعرف أحد بالرياض …؟
قال: لا أعرف أحد لكن أين روشتة العلاج …؟
فقلت له: هذه الروشتة أمسكها بيده ونظر إليها وأعطاها للممرض وقال له بثقة : أخرج خارج المشفى للشارع وأي فلسطيني أو أردني تجده، أعطه إياها وقل له أخوك فلسطيني مريض ومقطوع هنا بالمشفى ويقول لك إصرف له الروشتة.
فأصابنا جميعاً الذهول.
وبعدها أصابني الفضول، وطلبت منه أن أدفع أنا ثمن الروشته أو أحولها إلى صندوق خاص بالمستشفى لدعم المريض المحتاج، فرفض طلبي.
فقلت سأفعل مثل ما قال وأن أنفذ رغبته، فأخذت الروشتة وخرجت للشارع أراقب المارة وبعد عدة دقائق رأيت شخصين قادمين لزيارة صديق لهم بالمستشفى لهجتهم أردنية فأوقفتهم وقلت لهم مثل ما قال لي المريض.
فاستلموا مني الروشتة وسألوني عن رقم غرفته وانصرفوا فأصابني الشك أنهم لن يعودوا وسيمزقون الروشته. فعدت وجلست بجانب المريض وهو نائم ورويت لزملائي الموقف فضحكوا لأنهم لم يصدقوا ما حصل وأثناء ضحكنا أتى الرجل ومعه العلاج كاملاً وبعده أتى الآخر محمّلاً بأكياس الماء والعصير.
ذهلت من الموقف ولم أصدق.
المهم جلسا معه وصحوه وأقعدوه وصارا يضحكا بوجهه ويطمئناه أنه بخير وسوف يتعافى ويخرج بخير ويعطونه الماء والعصير في فمه وبقيا عنده قرابة الساعة ولما أرادوا الذهاب رفعوا الوسادة ووضعوا شيئاً تحتها وأنا أراقب تحركاتهم.
ولما ا إنصرفا والمريض نائم أدخلت يدي تحت راْسه، فوجدت ٢٠٠٠ ريال. واللهِ بكيت وشعرت بنفسي اني لست بإنسان.
كان بإمكاني أن أصمم على دفع الروشته وأعمل كل الذي عملوه واكثر لكني لم أجرؤ ولا فكرت بذلك …
يا سبحان الله !
هل نحن بشر مثل هؤلاء النشامى … ؟
هل ما زال الفلسطيني والاردني يستطيع مساعدة الغريب في الوقت الذي أهاليهم في أشد الحاجة للمساعدة …؟
اللهم إحفظ الأردن وفلسطين والسعودية ألتي لا يوجد على أرضها أي تفريق بين مواطن ومقيم.
المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات
8/5/2023