ماذا كان يريد بلينكن من زيارته للسعودية ولقاءاته مع قادة دول الخليج وما يسمى بالتحالف الدولي وهل حصل على ما يريده…؟

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي….

 

يبدوا ان وزير الخارجية الأمريكي بلينكن جاء للسعودية والمنطقة لخلط الأوراق من جديد والتلاعب كالشيطان في تفاصيل المصالحات التي جرت بين دولنا العربية العربية والعربية الإسلامية، ليظهر بأن أمريكا شريك بكل تلك المصالحات وأن لها دورا بذلك أو أنها أعطت السعودية ودول الخليج والمنطقة الضوء الأخضر لعمل تلك المصالحات وبالذات مع إيران وسورية، متناسيا ذهولهم من الإتفاق الإيراني السعودي برعاية صينية وتصريحاتهم وتهديداتهم بالعقوبات على كل من يعمل مصالحات مع سورية وضغوطاتهم لمنع سورية من إسترجاع مقعدها ودورها المهم والأساسي في الجامعة العربية، ويبدوا أنه عاد من السعودية لأمريكا بعد لقائه مع دول الخليج والمنطقة وبالذات السعودية وولي العهد السعودي كما جاء ولكن أعطته السعودية ودول المنطقة شيئ من الدور لما جرى في المنطقة من مصالحات كي يحافظ على ماء وجهه أمام أسياده في البيت الأبيض وفي الدولة الصهيوغربية العميقة في بريطانيا وقادة اللوبي الصهيوني العالمي الذين إلتقى بمنظمتهم في أمريكا وألقى خطابا مطولا أمامهم قبل حضوره الغير مرحب به إلى منطقتنا…

والهدف الرئيسي الآخر الذي جاء من أجله هو الحصول على التطبيع السعودي المجاني مع الكيان الصهيوني دون أن تنظر السعودية ودول الخليج ودول المنطقة لمصالحها ومصالح شعوبها وبالذات مصالح قضيتها المركزية قضية فلسطين المحتلة، وحسب فكرهم الصهيوأمريكي غربي المريض فإن هذا التطبيع السعودي الصهيوني إن تم فإن كل الأمور في المنطقة ستعود كما كانت بل أكثر مما كانت عليه من فتن طائفية وإفتعال أزمات وحروب في منطقتنا وسيتم اللعب بتفاصيل كل المصالحات التي جرت في المنطقة وقلبت كل الموازين في المنطقة، وكانت صفعة لكل المخططات والمشاريع الصهيوغربية والصهيوأمريكية البريطانية بالذات في منطقتنا سواء التي جرت بين إيران والسعودية وبين السعودية وسورية بالذات وبين العرب وتركيا وبالذات المصالحة بين سورية وتركيا…

فالخوف الصهيوأمريكي غربي من التقارب السعودي الإيراني خاصة والخليجي الإيراني عامة هو من أن تقوم إيران بعمل تحالف إيراني خليجي بحري وبري وجوي، وأيضا الخوف من أن تقوم إيران بإعطاء خبراتها في التصنيع التكنولوجي العسكري البري والجوي والبحري إلى السعودية خاصة ودول الخليج والمنطقة عامة وقد صرح أكثر من مسؤول إيراني بذلك حتى قبل المصالحات، وبذلك تصبح السعودية ودول الخليج بالذات دولا تعتمد على نفسها دون الحاجة لتواجد جيوش الغرب في دولها، وأيضا تعتمد على نفسها في التصنيع العسكري ولا تحتاج إلى دفع المليارات من الدولارات لعقد صفقات لشراء السلاح من أمريكا خاصة والدول الغربية عامة، ولا تنتظر الموافقة من حكام الغرب لأشهر وسنوات للحصول على أي سلاح سواء أكان جوي أو بحري أو بري، وأيضا تصبح السعودية ودول الخليج ودول المنطقة قوة عسكرية أخرى ترهبهم وترهب كيانهم الصهيوني المحتل لفلسطين والأراضي العربية الأخرى وهذا لا يتناسب مع أمراض هيمنتهم النفسية ومصالحهم ومصلحة كيانهم الصهيوني في منطقتنا…

وهنا يجب على السعودية وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن لا يطبع مع ذلك الكيان الصهيوني، ولا يوقع على أية إتفاقيات كالتي سميت إتفاقيات أبراهام لأنها ستكون إعتراف من قبل السعودية بأنهم شركاء لأمتنا العربية والإسلامية بالكعبة المشرفة ومكة المكرمة، لأنهم غدا سيقولون بأن لنا حق بها ويجب تقسيمها لأن ابونا إبراهيم من قام ببنائها ولم ولن يذكروا إسماعيل أبدا، والدليل أنه بالأمس البعيد قاموا بتقسيم مسجد خليل الرحمن بنفس الحجة وسيطروا عليه بالكامل بما فيه قبور الأنبياء وزوجاتهم ولم يتبقى للفلسطينين إلا مجرد غرفة لا تتعدى السبعة أمتار في اربعة أمتار ليصلوا بها بعد مناوشات ومعاناة كبيرة مع جيش ومستوطيني عصاباتهم الصهيونية…

ومنذ إحتلالهم لفلسطين وهم يحاولون هدم المسجد الأقصى لبناء هيكلهم المزعوم وهم ما زالوا يحاولون على مراحل بالتقسيم الزماني والمكاني ومن ثم هدمه لا سمح الله ولا قدر، وكل الحفريات التي جرت تحت المسجد الأقصى المبارك وساحاته منذ إحتلالهم لفلسطين لغاية إيامنا الحالية ليس فقط ليجدوا ما يدل على وجودهم كما يدعون وإنما كان لبناء أساسات وقواعد هيكلهم المزعوم من الأسفل حتى تكون جاهزة بعد هدمه للبناء، والغرفة التي إلتقت بها حكومة النتن ياهو الفاشية قبل عدة أيام هي إحدى غرف الهيكل السفلية التي مر عليها الإعلام العربي سريعا دون أن يدقق ويحلل ويفصل لكل خطوات تلك الحكومة الفاشية، والبعض قلل من أهمية ذلك الإجتماع في تلك الغرفة وهي رسالة من النتن ياهو لمرضاه النفسيين من قطعان المستوطنين في الداخل بأن هدم المسجد الأقصى قد إقترب وأن قواعد الهيكل المزعوم قد إكتملت وهذه غرفة من الغرف السفلية للهيكل…

لذلك نرجوا من الله سبحانه وتعالى أن يثبت السعودية وقادتها على مواقفهم الجديدة وأن لا تطبع نهائيا مع ذلك الكيان الصهيوني، وأن يثبت كل دول الأمة بعربها وعجمها على محاربة الهيمنة الصهيوأمريكية على منطقتنا، وأن تبقى النوايا الحسنة ويتم تثبيتها فعليا لتنجح تلك المصالحات وتبقى سائرة بكل طاقاتها وبوتيرة أسرع لحل الأزمات والحروب المفتعلة في منطقتنا، ويجب أن يكون هناك تنسيق كامل بين السعودية وإيران وتركيا وسورية والأردن والعراق وعمان ومصر والجزائر…وغيرها، لتتوحد الأمة وتنهض من كبواتها الماضية وتعيد دورها الحقيقي والفعلي الذي كان يرهبهم قبل الإستعمار القديم وقبل أن يتواجد ذلك الكيان الصهيو بريطاني الغربي في فلسطين ليتوسع في منطقتنا ومنها ينشر أمراضه النفسية الشيطانية الخطيرة وآحلامه التلمودية الهستيرية وآلاعيبه الخبيثة للتلاعب بالمنطقة والعالم أجمع…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي….
كاتب ومحلل سياسي…

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.