تشيلي التي لا تنطفئ أنوارها

سبق لنا أن تحدثنا عن أهمية التنويع بمصادر توليد الطاقة لإحداث توازن بين استهلاك الموارد الطبيعية ودعم النمو السكاني واحتياجات البلاد من الطاقة لاستمرار النمو، وها نحن اليوم امام مثال جديد للتطور السريع بهذا المجال، فجمهورية تشيلي الواقعة بقارة أميركا الجنوبية احدثت ضجة اعلامية كبيرة حديثا، عندما اعلنت شركاتها المنتجة للطاقة باستخدام الالواح الشمسية عن تقديمها الطاقة مجانا لبقية السنة الحالية بسبب فوائض في الانتاج!
جغرافياً، جمهورية تشيلي ممتلئة بالجبال والمرتفعات والبراكين، وتعتبر من الدول الاكثر انعزالا بالعالم، نظرا لموقعها في خريطة العالم، فهي دولة مترامية الاطراف، ولديها حدود طويلة جدا، ما جعل عملية الحفاظ على مكتسباتها امرا صعبا جدا من بعد الاستعمار الاسباني لها بالقرون الوسطى، الا ان كل ذلك لم يشكّل عائقا لهذا البلد من النهوض والنمو، حيث تم تصنيفه من قبل البنك الدولي بأنه من البلدان ذات الدخل المرتفع في عام 2013، واحتلت تشيلي المركز السابع بمؤشر حرية الأعمال على مستوى العالم والأول على قارتها متفوقة على كل جاراتها الأكبر حجما.
نستخلص من تجربة هذا البلد باقحام تكنولوجيا توليد الطاقة الكهربائية عن طريق الالواح الشمسية، أنه عاد ايجابيا على المستهلكين، وخفض تكاليف انتاج الطاقة مع ازدياد المنافسة مع المنتجين التقليديين، وفي ظل وجود جهاز رقابي حكومي فعّال لتأكيد عدم وجود أي تلاعبات بالأسعار، ما حفّز الحكومة على أن تستمر بالاستثمار في هذه التكنولوجيا، لتوفير احتياجات البلاد المستقبلية من الطاقة.
ختاماً، نتمنى لهم كل التوفيق، ونريد أن نرى هذا التوجه في دولنا، لعلنا نستفيد نصف استفادة جمهورية تشيلي من قبول التحديات، فعوائد قبول التحدي المدروس أعظم من كثرة التردد والتأخر في استغلال الفرص.

 

قد يعجبك ايضا