زين عالول: عالم مجنون

زين عالول
سمعته يصرخ.. حقاً الإرهاب لا جنس له ولا عنوان..دعس وإنقلاب في ساعات…!! ولج الغرفة وهو محتقن الوجة ..عبوس النظرة..أسمعت الأخبار؟ أرأيت عاجل الأحداث؟! كان فريداً في شخصيته، تتجلى في ذاته حب الوطن..وحب الأم..حب الحق، وحب البلد..
إنه إبن ابيه القوي الحنون المغوار الذي يعرف ماذا يريد وبماذا يفكر. قال لي: أتدري ما أقسى الظلم الذي يتكرر..؟؟وما أقوى الإنسان الذي يلهث من ثقل الغدر الذي يستنسخ..ومن ضيم الغدرالذي يتأصل.. أحياناً في هذه الحياة تعاني من التعامل مع أصحاب قرارات وشخوص تظن أنها عاقلة حكيمه، لتكتشف لاحقا كم أمست مجنونة، وكم أمست تدير زيف الحقيقة، ولتتيقن كم هي الدنيا سخيفه.. وكم عالمنا مجنون ممتلئ بأمراض نفسيه.. وإعاقات فكرية..
تسائل قائلاً: هل فقدنا احترام العالم؟؟ أم ان العالم أمسى في عيوننا فاقد الإحترام؟؟ هل فرنسا وتركيا هي الخاصرة الرخوة في أوروبا..للإرهاب..أم أن خصرنا يعشق الرقص في وكر الذئاب.. هل تمسكنا بديننا وعاداتنا وتراثنا تجعلنا أمة عليها انعكاسات لمرايا التضليل والإرهاب؟
هل تسلط الأضواء علينا تعيبنا وتدمغ عقولنا بالإجرام؟ أم تسلط جماعات ظلامية عليناباسم الأسلام الذي ليس له صلة بالحدث المجرم في نيس أو أي مكان..إن السيئون في كل مكان..!وليس لهم شاغل غير الإساءة للإسلام.. وديننا دين الرحمة والغفران… أعلى درجات الأيمان هو لا إله الا الله وأدنى درجاته هي إماطة الأذى عن الطرقات..من تعدى على براءة أطفال وأناس يستمتعون بإنجاز ثورة تدعواللحرية والعدالة والمساواة. هو مجرم أرغن لا يملك أدنى إحساس..وليس له مكان بيننا بل تهميش وإنكار..أكره القول لمتمرسي التشاؤم وحقد الذات،ومن يقول دعهم يتذوقون بعض السم الذي يصنعون.. ويلعقوننا إياه بإلخفاء..
ما ذنب أطفال قضوا بالدعس في نيس بفعل معتوه مدسوس على العروبة والإسلام!فديننا هو دين المحبة والإعتدال والأخاء..
قلت له لم تكد تصل إلينا لنتعطر بشذى أريج ورودك .. ولنتذوق براءة ضميرك ..!! حتى ترعبنا بفلم حقيقي للإرهاب.. حسناً دعنا نرتوي بروائع شفافيتك، دع قلمك يبوح لي بسرك..دع حروفك وكلماتك ترسم جميل عبارات الحقيقه.. وتتكهن السر في انهيار منظومة السلام ألعالميه..دع نبض أحاسيسك تمد الحرارة لقلبنا المنهك من الأكاذيب والرياءات التي تتأسد الشرايين الضعيفة..والآن ما هو سرك الدفين؟ وما أسباب تفشي الإرهاب..ما أسباب تناسي قضية البلاد..ما حصل في نيس ليس جميلاً على الإطلاق..
نظر إلي مبتسماً وقال: أحقاً قد برح بنا اليأس والعجز لنطلب الغوث من استعمار كان قد ولى.. ومن التتار والفرنجه، والصهيون الذي يتخفى ..
أنستعين بأهل المنجنيق ليعيدوا لنا رسم جديد الشرق ألأوسط.. بطبشورة الدم على سبورة، مصنوعة من عظام أطفال ورضع، وأمهات المساكين ومن يتذبح..
ما أقسى الحياة..!نضيع في غبار الحاقد والجاهل والمتكبر، ومن للقتل يتسلل،ونحمل هموم السنين على كتف متعب!
ما أقسى الحياة..! الجبان أمسى يتحكم،بتقريرالمصير الذي يتيقن..!والعزيز يتذلل..للقمة العيش للتافه والصغير،الأرعن.. والعالم يتقوص من بندقية غسيل أموال الفاسد واللئيم، الذي يتخفى..أو دهس بشاحنة مجنون أحمق..لينام المجرم الأكبر..ومن خطط..على ريش النعام في قصور أعمدة من الرخام والمرمر..اللامع من عرق الشعب الحزين الذي يتمزق…
جوع وبرد وفساد وقسوة! حرمان واعتقال ومذلة!! أمور مسيئة لإنسانية الصغير والكبير لعالم أهوج..
هل انتهى رصيد الكرامة والعزة والشموخ ؟ اين مصل الجبروت والرجولة.. والقوة والعنفوان؟ من يحقن بالخفاء مصل الهشاشة والضعف والغربة،لوهم بأن الفرقة والخروج عن تعاليم البيت الآمن هي من تمدنا بإكسير العيش الأسلم..؟؟
قلت له: أظن أنك قادم من مكان فيه بصمة غريبة..وعاهة مستديمة.. وندبة للإصلاح مستكينه!..تحرك الفكر الواعي لأفكار رشيدة..لنكران الذات والأنانية..وتجربة جدلية لليقين بالإنسانية… انت قادم لارض غاضبة تتحدى الإهانة والضعف والمذلة!يحرقون ويغتصبون لكن لا يمكنهم سرقة الأفكار النيره لان لها أجنحة متطورة متجددة..والحقيقة لها خطوط أفقية!! لكن المخاوف تنموا من الإختلاف على العقيدة والهوية..
قال: كيف هي الخطوط الأفقية!! والجهالة تسير بمسارات عموديه! هبوط في مستوى التعليم وارتفاع بألأميه..هيمنة وفتاوي وأفكار سوداوسة وغبية!..ومفاهيم دينيه لجاهلية تتحكم!!والبلاد تتقسم..
أضاف مسترسلاً: مؤتمر باريس للسلام الذي أنهى الحرب العالمية الاولى سنة١٩١٩ وتكونت على اثرها عصبة الامم التي أشك أننا سنحتفل بمئويتها سنة ٢٠١٩
بل العكس سيشهد مزيد من التفكك في مؤسساته وخصوصاً مجلس الامن المختل أصلاًبسبب مؤسساته التي أضحت خيرية منزوعة الأظافر،والأنياب لسيطرة عضوين داخلهما،ناهيك عن الفيتو وهذا شهدناه في قضيتنا الفلسطينية ونشهده الإن في القضية السورية عبر أربعة فيتويات معطلة..
هناك مؤشرات خطرة لإنهيارات دوليه :
١: اولهما تحكم الدول الكبرى بالقرارات الدولية ، بما يعارض حقوق الدول الصغرى..
٢: ثانيهماالخلل في ميزان القوى وشعور فرنسا وبريطانيا أنهم يرتدون قميصاً فضفاضاً بالقياس لقدراتهم الإقتصادية وتراجع قوتهم العسكرية..
٣: ثالثهما اختلاف في مستوى التنمية لدول كروسيا ٣/معدل نموها، والتي كانت امبرطوريات وأضحت غير قادرة على اللحاق بالصين معدل نموها ٧/..أو دول ناشئة كتركيا والبرازيل التي تسعى جاهدة لتحقيق مكانة سياسية توازي مكانتها الإقتصادية..
٤:أما رابعهما، وما يهمنا فهو وجود صراعات وبأبعادًدولية في أكثر من بؤرة في هذا العالم وخاصة دول الشرق الاوسط ففي فلسطين القضية أهملت وهمشت.. لتصول وتجول إسرائيل بأرضها..
وفي مصر والعراق واليمن وغيرها وما يسمى بالربيع العربي الذي تحول لشتاء وعواصف نتج عنها حروب أهلية ومحلية لرغبة أطراف إقليمية بالتوسع..
وقد أعجبت بتحليل لعالم جغرافيا بريطاني (هافورد ماكندر)يقول: من له سيطرةعلى قلب العالم يسيطر على كل العالم،وقلبه يكون في نقطة إلتقاء قارتي أوروبا وآسيا الشمالية والتي هي اوراسيا ولعل (سوريا ولبنان والأردن وفلسطين )تشكل مع تركيا وسيناء منطقة الصدم وتقاطع القارات الثلاث ..
٥: وأخيراً خامسهما إختراع الأسلحة الغير تقليدية والصواريخ الباليستية غيرت من مفاهيم القوة كذلك ما يعزز نظرية ماكندر وحقيقة منطقة الصدم السابقه هو صراعات الطاقة والأنابيب فمنطقتنا وأهمها الخليج العربي أهم خزان للنفط والغازوهذا يبدو جلياً في حروب الغاز التي تخوضها روسيا حيث يهمها عدم وصول الغاز الرخيص من منطقتنا الى أوروبا عبر تركيا باختصار صراعات دولية إقليمة ونحن البشر والحجر وقودهما..
قلت:نعم ما ذكرت وأضيف التقليد الأعمى لكل الظواهر السطحية من إثراء غير مشروع.. لجفاء في الأحاسيس.. لسلوكيات ليس لها رادع أخلاقي أو دين!..
خيالات مآته منتشرة تدعي الايمان للتخويف.والدين منهم بريئ…
نعم عرفت الآن لماذا فقدنا احترام العالم حولنا..ولماذا نعجز عن الرؤية الجادة والحقة في هذا العالم الخارج عن التعقل والنظرة الجادة..فالنجاح ليس. بحجم الدماغ بقدر ما هو بحجم تفكير ذاك الدماغ…
كاتية فلسطينية

قد يعجبك ايضا