السوريون في لبنان يعانون من الاعتقالات وحظر التجول بعد تفجيرات
شبكة وهج نيوز – رويترز : أدت تفجيرات انتحارية وقعت في لبنان الشهر الماضي إلى اعتقالات جماعية وفرض حظر للتجول، وسط أنباء عن وقوع اعتداءات انتقامية على اللاجئين السوريين الذين يتواجدون بأعداد كبيرة، وهو ما بث بين الكثير منهم شعورا بالخوف والقلق.
يقول لاجئون ونشطاء حقوقيون إن الإجراءات الأمنية تصعب على السوريين -الذين يخشون بالفعل الاعتقال التعسفي- التحرك بحرية أو العمل. ويشعر البعض أيضا بتزايد العداء ضدهم من السكان في بعض المناطق.
وقال لاجئ في مخيم بسهل البقاع، طلب عدم نشر اسمه، “نحن خائفون. كانت هناك مداهمة كبيرة عند الفجر قبل بضعة أيام. جاء (الجيش) وضرب أناسا واعتقل أناسا لا يحملون وثائق أو معهم وثائق منتهية.
وأضافت “إذا حاول أحد الفرار يطلقون النار في الهواء”.
وللبنان تاريخ طويل من الصراع الطائفي وتأثر بالحرب المستمرة منذ خمس سنوات في سوريا المجاورة، ويستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري يمثلون نحو ربع سكانه.
وتكررت الحوادث الأمنية ذات الصلة بالصراع السوري، ويشمل ذلك هجمات نفذها متشددون سنّة. وتقاتل جماعة “حزب الله” اللبنانية في سوريا دعما لرئيس النظام السوري بشار الأسد.
وفي أحدث هجوم يوم 27 يونيو حزيران فجّر ثمانية انتحاريين أنفسهم في قرية القاع قرب الحدود السورية مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.
ولم تجد السلطات صلة مباشرة بين الهجمات التي نفذها المتشددون وبين اللاجئين السوريين الذين يغلب عليهم السنّة. وقالت إنها تعتقد أن تنظيم “الدولة الإسلامية” مسؤول عن تفجيرات القاع، وإن المهاجمين جاءوا من داخل سوريا وليس من مخيمات اللاجئين.
لكن قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي قال إن في أواخر العام الماضي مثلت المخيمات تهديدا أمنيا متناميا كمخابئ محتملة للمتشددين. وبعد هجمات القاع قال وزير الخارجية جبران باسيل إن الإرهابيين تسللوا وسط اللاجئين.
واستهدفت معظم المداهمات الأمنية بعد تفجيرات القاع مخيمات اللاجئين، بما في ذلك المخيم الموجود في سهل البقاع. وألقي القبض على أكثر من 700 سوري خلال أسبوع، ويعيش كثير منهم بأوراق إقامة منتهية أو لا يملكون إثباتات قانونية لإقامتهم. وقالت مصادر أمنية إن نحو 450 من هؤلاء ما زالوا محبوسين.
أثارت الحملة خوف اللاجئين، الذين يتجنب الكثير منهم الابتعاد عن مساكنهم خشية إلقاء القبض عليهم عند نقاط التفتيش. ويقيم كثيرون بشكل غير مشروع في لبنان لأنهم لا يستطيعون سداد رسوم الإقامة السنوية التي تبلغ 200 دولار، حتى لو كانوا مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وتنبع مخاوف بعض الساسة بشأن اللاجئين من تجربة لبنان مع المخيمات الفلسطينية، التي أنشئت بعد قيام دولة إسرائيل. وأصبح بعض هذه المخيمات قواعد للجماعات المسلحة التي تتهم بلعب دور في إشعال الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت بين عامي 1975 و1990.
وهم يشعرون بالقلق من تأثير اللاجئين على التوازن الطائفي في لبنان، حيث يتقاسم المسيحيون والشيعة والسنّة وطوائف أخرى السلطة.


