الذكاء الإصطناعي هل هو نعمة أم نقمة على البشرية

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات …

 

أن مصطلح الذكاء الإصطناعي قد أصبح من المصطلحات المتداولة على مدار الساعة مثله مثل الأمن السيبراني، كما أنه يتمتع بحضور عالى ويلقى رواجاً وشغفاً مُنقطع النظير، وقد تغلغل هذا المصطلح، ليدخل جميع جوانب حياتنا وأيضاً يلقى إهتماماً خاصتاً من قطاعات الشباب مستخدمي شبكة الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، في مجالات متعددة مثل الموسيقى والكاميرات الذكية وصناعة المحتوى كما أنه قام بعمل السائق الآلي في السيارات الحديثة، ترى ما هو الذكاء الإصطناعي ..؟ ببساطة هي قدرة الآلة على تقليد ذكاء البشر في تنفيذ المهام، وهو مصطلح شامل يحتوي على كافة التقنيات والبرمجيات ألتى ترتقى بذكاء الآلات لحد محاكاة الذكاء الإنسانى في كافة المجالات، كما إنها تُمكن الآلة من محاكاة البشر في سلوكهم، فعندما يبدأ البشر بالشعور والإحساس بالأحداث الجارية في محيطهم، ثم يقومون بناءً على ذلك بإتخاذ ردود أفعال وقرارات مناسبة لتلك المُعطيات، والشيء نفسه ينطبق على الآلات من نوعية الأجهزة الذكية ألتي تم تزويدها مسبقاً، ببرامج متطورة وبتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومن ثمَ أكتسبت تلك الآلات القدرة على الإتيان بردود فعل مشابهة بردود أفعال البشرية، ومن الناحية الأكاديمية، يُعد الذكاء الإصطناعي فرع تخصصي يتبع علوم الحاسب، كما يعتمد على مجموعة من الأساليب الأساسية في تطبيقة مثل التعلم الآلي والتعلم العميق والتعليم عن بعد، وبفضل هذه الأساليب شهد قطاع صناعة التكنولوجيا تطوراً كبيرأ، ترى ما هو علم الذكاء الإصطناعي ..؟ علم الذكاء الإصطناعي هو بمثابة العلم الذي يوفر قدرة الذكاء للآلات الرقمية من أجل تأدية مهام ووظائف ترتبط بعمل الكائنات الذكية وذلك بإستخدام خوارزميات محددة ثم يبدأ بتحليل تلك المعلومات ليستخدمها في توليد أفكار جديدة، وينطبق ذلك التعريف على كافة المهام العقلية البشرية كالتفكير، وأكتساب الخبرات من التجارب، وأكتشاف المعاني، حيث يوفر ذلك العلم تطبيقات متعددة تُبرهن على الأهمية الفائقة والمستقبل الرحب الواعد لعلم الذكاء الإصطناعي عن طريق الأجهزة الرقمية، منها التشخيص الطبي، التفوق على أبطال العالم في لعبة الشطرنج، محركات البحث على الشبكة العنكبوتية، التعرف الدقيق على بصمة الصوت، إيجاد البرهان للنظريات الرياضية مهما بلغ من تعقيدها، ترى ماهو الفرق بين الذكاء الإصطناعي وتعلم الآلة ..؟ أن تعلم الآلة او مايعرف بالـ ML ما هو إلا فرع من فروع الذكاء الإصطناعي، وهو علم يهتم بإكتساب الآلات قدرة متطورة تجعلها قادرة على التفكير المنطقى، وبمعنى اخر، تستطيع الآلة وعن طريق الخوارزميات أن تتعلم تلقائياً من نفسها وذلك من خلال البيانات الضخمة ألتي تم أدخلها مسبقاً، وبعد المرور بمراحل من التكرار والمحاولات والتجربة، تتعلم الاَلة من نفسها دون أن يقوم أحد ببرمجتها مرة أخرى وذلك من أجل الوصول إلى أنماط ونتائج محدده مثالية وهذا يشبه النظام البشري إلى حد كبير، حيث نقوم بأكتساب المعرفة والتعلم من خلال التكرار والمحاولات والكثير من التجارب، ترى كيف يتم هذا مع الآلات ألتي صنعها الإنسان ..؟ في الماضي كان من المعتاد أن نقوم بإعداد البرامج المناسبة لعمل الآلات التقليدية، ثم نقوم بعمل القواعد الصارمة ألتي تتحكم في ردود أفعال تلك الآلات، وذلك وفقاً للتعليمات ألتي سبق برمجتها في شكل برنامج محدد، ولكننا وعبر وسائل التعلم الآلى المستحدثة تتمكن تلك الآلات ومن خلال التطور الذاتى مواصلة التفكير المنطقي من خلال إستنباط القرارات المناسبة بل ويمكن إستنتاج الأفكار الجديده من خلالها وذلك بواسطة القياس المنطقي للبيانات ألتي تم تغذيتها بها مسبقاً في ظل ظروف مشابهة، ترى ما الهدف من الذكاء الإصطناعي ..؟ ولماذا ظهر الذكاء الإصطناعي ..؟ يُعد الهدف الرئيسي من إستخدام الذكاء الإصطناعي والأعتماد علية، هو الوصول إلى أكبر قدر ممكن من النتائج الناجحة والحلول المثالية في جميع العمليات المعقدة والروتينية، ويتم كل ذلك في أسرع وقت ممكن وبأقل التكاليف والخسائر وبصورة الية بحتة، مما يساهم في تحسين الحياه بصفه عامة للبشرية ومساعدة وخدمة الإنسان في الكثير من المجالات، كما يُمكن للذكاء الإصطناعي الفهم والتعامل مع أشياء لا يستطيع الإنسان العادي التعامل معها ومن أهمها فهم وتحليل البيانات الضخمة والتعامل معها، وايضاً يُمكن أن تُصنع الآت تقوم بمهام ليست بسهلة على قدرة الإنسان جسدياً في تنفيذها، ويسود الأعتقاد بين الناس أن الذكاء الإصطناعي هو علم حديث النشأة، وفي الواقع أن الذكاء الإصطناعي علم ضارب بجذوره في الماضى، وبالتحديد أن الإنسان بدأ في تداول مصطلحاته منذ مايقرب من مائة عام، وهناك مراحل متعددة مر بها الذكاء الإصطناعي منذ أن دار بفكر البشرية إمكانية الوصول لهذا العلم، ووضع قواعد لها وتنظيم آليات لأستخدامه، ولذلك رأينا أنه من الأهمية أن نعطيك فكرة عامة عن أطوار تطور مفهوم الذكاء الإصطناعي على مر السنوات، ويمكن تـقسيم تاريخ تطور الذكاء الإصطناعي إلى مرحلتين تاريخياً بدأ مبكراً الذكاء الإصطناعي في أثناء الحرب العالمية الثانية وبالتحديد في سنة 1940 من خلال مدرسة فكرية يطلق عليها المدرسة الإتصاليه ورائدها الشهير إلان طورينع، والذي يعتبر بحق رائد علم الذكاء الإصطناعي لأنه أول من أنار شمعة في درب هذا العلم، وفي سنة 1950 قام العالم إلان طورينع بنشر ورقة بحثية بعنوان الآلات الحاسوبية والذكاء ومن هُنا كانت البداية الحقيقة للحديث عن العلاقة بين الكمبيوتر والذكاء الإصطناعي رغم عدم ذكر هذا المصطلح الذكاء الأصطناعي بعينة داخل الورقة البحثية، وكان البحث يدور حول عمل إختبار يستطيع من خلالة تحديد قدرة الآلة على التفكير، ثم في سنة 1956 تم عقد أول مؤتمر في تاريخ البشرية للتحدث عن مصطلح ومفهوم الذكاء الإصطناعي حيث يُعد هذا التاريخ هو وقت الظهور الرسمي للمُصطلح بجامعة دارتموث بالولايات المتحدة الأميركية من خلال مجموعة من الباحثين ومُنذ ذلك الحين بدأ الإهتمام بالمصطلح والفكرة، وبعدها في عام 1957، قام أحد العلماء بتقدم مشروع بحثى أولي عن آلة تستطيع التفكير بفكر يُحاكى الفكر البشرى تقريباً وذلك عن طريق تقديم نموذج أولي يُحاكي الدماغ البشرية، أو طريقة عمل مخ الانسان، به شبكة كهربائية متشابكة مماثلة للخلايا العصبية، ويمر خلالها تيار كهربائي يُحاكي النبضات العصبية ألتي تتحكم في تشغيل وإيقاف عمل خلايا المخ البشرى والذى يتحكم بدوره في جميع وظائف الجسم، وكانت تلك النماذج بمثابة شروق الشمس على علم الذكاء الإصطناعي، حيث أنارت الطريق ومهدته، حيث في سنة 1965، تم تقديم أول برنامج يقوم بالتحدث مع البشر، ولكن البرنامج ليست بالكفاءة العالية المطلوبة، وبعدها في عام 1966 تم تقديم أول روبوت في العالم يعمل بالذكاء الإصطناعي ولكنه ايضاً ليس بالجودة الكافية وكل ذلك يرجع إلى قلة إمكانيات مكونات الحواسيب وقتها، إلا أن جذوة البحث العلمي في علم الذكاء الإصطناعي قد خبت لفترة طويلة بعد ذلك، لعوامل عديدة منها محدودية قدرة الحاسب الآلي وقلة السعات التخزينية وقتها وتدني السرعات، والجدير بالذكر هُنا أن في هذا التوقيت مُعدل تطوير الحواسيب كان أبطأ من تطور علم الذكاء الإصطناعي، وظل هذا البطء في ما تبقي من الستينيات والسبعينيات وأطلت الثمانينيات من القرن الماضي لتحمل معها بُشرى إستئناف البحوث العلمية في علم الذكاء الإصطناعي، وكانت كلاً من أمريكا وإنجلترا سباقين في هذا المجال وبالتحديد في مشروع الجيل الخامس بتكنولوجيا علوم الحاسب الآلي، ولم تكد تأتي التسعينيات حتى حدث تحول جذري في مجال أبحاث الذكاء الإصطناعي، حيث تحولت إلى مجال الوكيل الذكي، وبالتحديد في عام 1997 أعلنت شركة عن جهاز كمبيوتر يستطيع هزيمة بطل العالم في الشطرنج، وبالفعل وبعد إقامة المباراة أنهزم بطل العالم كاسباروف والمُصنف والمُلقب بأسطورة الشطرنج في هذا الوقت من الذكاء الإصطناعي، وهو ما فتح الباب على مصراعيه لدخول ذلك العلم إلى كافة نواحى الحياة تقريباً، مثل التسوق عبر شبكة الإنترنت، التصفح، الأخبار، التعليم عن بعد، الربط المعلوماتي الدولي والذي حول العالم لقرية صغيرة، ونظراً للنتائج المذهلة وألتي أسفرت عنها تجارب إستخدام تطبيقات الذكاء الإصطناعي، فإن الباحثين عاكفين على البحث عن مجالات أخرى لأستخدام الذكاء الإصطناعي وتقديم المزيد من التطبيقات والخدمات بغرض الإستفادة من الإمكانيات الواعدة لذلك العلم، وفى خلال سنوات قليلة تدل على مدى تطور ذلك العلم أنفتحت أبواب التطور على مصراعيها بصورة كبيرة توازي فهم البشرية وبحثها الدؤوب عن المزيد من إستخدامات الذكاء الإصطناعى والعمل على تغلغله بصورة أكبر في كافة نواحي حياتنا، وكان الدليل الأبرز على القفزات العملاقة في ذلك العلم هو ظهور الروبوت فائق الذكاء صوفيا للعلن والذي يتحلى بقدرات متطورة تمكنه من بناء علاقات شبه طبيعية مع البشر، وهناك أمثلة كثيرة كالروبوتات المتطورة ألتي توفر وظيفة الرد الآلي، السائق الآلي في السيارات ذاتية الحركة، الجراح الآلي عن تقنية الروبوت الصغيرة ألتي تسافر داخل الجسم البشرى لمحاربة الأمراض وذلك مما يساهم في دقة العمليات الجراحية بنسبة تدنو من 100%، تحديد وجوه الكائنات في الصور مثل كاميرات الهواتف المحمولة، التعرف على وجوه البشر عن طريق مراجعة ملايين الصور المحفوظة لدى الأجهزة الرقمية الذكية، ترى ماهي أنواع الذكاء الإصطناعي ..؟.
النوع الأول : الآلات التفاعلية : سمة هذا النوع هو محدودية قدرة الآلات التفاعلية، حيثُ إنحصرت قدرتها على تأدية مهامها الأساسية فقط، وهذا أبسط ما يمكن أن يقدمه علم الذكاء الإصطناعي حيث تقوم الآلات ببعض المُخرجات وألتي ترتبط مسبقاً ببعض المُدخلات ألتي سبق تغذيتها بها، ولا تتضمن أي عملية تعليم ذاتي ومن أمثلة ذلك جهاز الحاسب الآلى الذى تغلب على بطل العالم في الشطرنج جارى كاسباروف.
النوع الثانى : الذاكرة المحدودة : وهذا النوع حصل تطور لمفهوم علم الذكاء الإصطناعي والذى أصبحت له القدرة على تخزين البيانات مُسبقاً واستخدامها في التوقعات والتنبؤات المستقبلية، ولكن ما يعيب تلك المرحلة الذاكرة المحدودة وأيضاً أصبحت وسائل التعليم الآلى أكثر تعقيداً، ومن الأمثلة على تلك المرحلة والآلات ألتي تستخدمها فهي السيارات ذات السائق الآلى أو القيادة الذاتية، وألتي يتم تخزين بيانات تتعلق بالطرق والسيارات ألتي تسلك ذلك الطريق ليمكنها من تحديد أي الطرق تسلك وتحديد ردود الأفعال والقرارات المناسبة لأتخاذها في الظروف المختلفة، حتى أن معظم أجهزة الذكاء الإصطناعي تُعانى حالياً من محدودية الذاكرة مثل تطبيق المساعد الشخصي وروبوتات الدردشة.
النوع الثالث : نظرية العقل والذي يسمي الذكاء العاطفي الإصطناعي : هذا النوع يُعتبر مجرد علم نظري أو بمعنى آخر مازال علم قيد البحث والتطوير وهو بمثابة المرحلة المُقبلة مستقبلياً من نظام الذكاء الإصطناعي، يعكف العلماء حالياً على تدشينها وتطويرها، ومن المخطط له في هذا النوع أن الآلات ستكون بمقدورها عبر تقنيات الذكاء الإصطناعي فهم وإستيعاب الكائنات ألتي تتعامل معها، بل أيضاً معرفة مشاعرهم وإحتياجاتهم وتتعدى ذلك لمعرفة أفكارهم وخواطرهم، مثلا لنتخيل أنى أقود سيارتى لحضور أجتماع ولكن ثمة زحام خانق، أصبح عائقاً عن وصولي لمكان الإجتماع مما أفقدني صوابي، فماذا أفعل في ذلك الموقف ..؟ أني سأقوم باللجوء إلى تطبيق GPS والذي لن يكون ذو جدوى إذا لم يجري عليه تحديث أولاً بأوب والذي سيخبرك بأنه ليس هناك طرق بديلة أسرع متاحة، وبالتالي سيعرض علي مُقترح سيكون في الأغلب هو الحل الأفضل وهو الإتصال لتأجيل الإجتماع، ولكن عبر تقنية نظرية العقل سيفهم هذا التطبيق، مشاعري وأفكاري ويساعدني على تمالك أعصابي وتهدئتي لأنة تأكد من أنني أخذت قراراً فيه إضطرار وهو تأجيل الإجتماع، وهذا العلم قيد العمل والتجريب والبحث حالياً تحت مسمى الذكاء العاطفي الأصطناعي.
النوع الرابع : الوعي الذاتي، الذكاء الإصطناعي المُدرك للذات : هذا النوع يعتبر في طور التطور حيث أنه يشبه لحد كبير أفلام الخيال العلمي والذى ليس من المُستبعد أن يصل البشر إليه في المستقبل، إنه الذكاء الإصطناعي المُدرك للذات ولكنه يثير حفيظة وخوف البشر من سيطرة الروبوتات على مقادير الحياة البشرية والتحكم فيها، وأن يصبح البشر عبيداً للآلات ألتي قاموا بصنعها ولا شك أن الأوضاع كهذه تُمهد الطريق نحو إحتلال الآلات لموقع الصدارة في كوكبنا وتراجعنا إلى مكانة الكائنات المتخلفة المنقرضة، ويبقى يندرج علم الذكاء الإصطناعي تحت فئتين أساسيتين هما : الفئة الأولى الذكاء الإصطناعي الضيق أو الضعيف أو التخصصي : وهو أحد الأنواع ألتي تحاكي الذكاء في الإنسان وترجع تلك التسمية إلى تركيز هذا النوع على تأدية وظيفة واحدة أو إستخدامه في مجال واحد فقط، ولكن يؤدي دوره بشكل مثالي ويحقق نتائج ممتازة بالرغم من عمله تحت ضغط كثرة القيود، ومن أهم تطبيقات الذكاء الإصطناعي الضيق أو الضعيف أو التخصصي في عالمنا خدمة التسويق الالكتروني : حيث قدم علم الذكاء الإصطناعي طرق مبتكرة للتسويق الإلكتروني ومهد الطريق لظهور جيل جديد من المسوقين الإلكترونيين عن طريق التعرف على الأنماط السلوكية للعملاء المحتملين وتوفير الدعاية التسويقية الملائمة، وأيضاً مواقع التجارة الإلكترونية تقوم اليوم بعملية تشبه قراءة الأفكار، حيث تقوم بعرض جميع السلع المشابهة لرغباتنا وتلك العملية في الماضي كانت تستغرق أوقاتاً طويلة في البحث، وأيضا إستكشاف الفضاء : حيث وفر علم الذكاء الإصطناعي للبشرية قدرات خيالية عن طريق الأقمار الصناعية وإلتقاط صور عالية الدقة لأبعاد لم يتخيل أحد من السابقين أن تبلغها البشرية، وأصبح بمقدور الإنسان عن طريق ذلك التطبيق إنقاذ كثير من الأرواح في الحالات الطارئة مثل الحوادث والحرائق وحالات التهديد والسطو وغيرها، كما وفر الكثير من الوقت والجهد عن طريق معرفة أي شخص الطريق الصحيح للوصول إلى مكان يرغب في التوجه إليه، وكذلك توجيه السيارات ذاتية القيادة آلياً، وأيضا في مجال الرعاية الطبية والصحية قدم علم الذكاء الإصطناعي خدمات فعالة مثل توقع الأوبئة والأمراض، وايضاً المساهمة في إستنباط أدوية للقضاء عليها أو لقاحات مبتكرة للحد من خطورتها بالإضافة إلى تحليل بيانات المرضى وتوقع أي الأمراض محتمل إصابته بها بناء على تاريخه وتاريخ عائلته المرضي، وفي عالمنا اليوم نمو الخدمات البنكية القائمة على تقنيات الذكاء الإصطناعي بشكل يفوق الخيال، ولذلك قامت البنوك بالأعتماد الراسخ على تلك التقنيات لتوفير المعاملات ألتي ترضي العملاء، حيثُ قدم علم الذكاء الإصطناعي خدمات متعددة، مثل تحليل أسباب الأرباح والخسائر وتوقع حدوثها، كما وفر ميزات أخرى مثل توقع الحالة الإقتصادية للدولة ومتى توافر فرص نجاح الأستثمارات فيها، كما أنها ساهمت بفاعلية في إكتشاف حالات الإحتيال على البطاقات الإئتمانية.
وهناك الروبوتات متعددة المهام مثل ألتي تجيب على أسئلة العملاء وتقوم بتوجيههم، والروبوتات ألتي تقوم بدور خدمة العملاء، وفي مجال الهواتف المحمولة : قدم علم الذكاء الإصطناعي إبتكارات هامة مثل خاصية التعرف على الوجه وتطبيقات أخرى متنوعة، تحقيق طفرة مذهلة في مجال التعرف على الأنماط السلوكية للخروج بنتائج سليمة لتوقع ردود الأفعال البشرية وإعداد الإجراءات الفعالة في مواجهة ردود الأفعال، كما أنه أيضا المساعد الشخصي الصوتى : تُسهل الحصول على خدمات متعددة بأسرع وقت وبأقل مجهود، وفي مجال اللياقة البدنية : وفر علم الذكاء الأصطناعي آلات حديثة مثل الساعات الذكية لقياس عدد الخطوات والسعرات الحرارية ومعدل ضربات القلب وقياس التنفس والضغط وغيرها الكثير، وهُنا وبعد معرفة أهم التطبيقات أو بالأخص الإطلاع على مجالات إستخدام علم الذكاء الإصطناعي، وهناك الذكاء الإصطناعي العام أو القوى أو الشامل : وهو نوع آخر من أنواع الذكاء الإصطناعي يتواجد في الآلات والأجهزة الذكية بغرض إكسابها قدرة تكاد تلامس القدرات البشرية، بحيث تتوفر لها القدرة على التصرف ورد الفعل بصورة مثالية تُحاكي تلك القدرات المتوفرة لدى البشر دون إختلافات تذكر، ولكن هذا الطريق مازال في بدايته صعب وبحاجة إلى بناء شبكات معقدة ومتكاملة في عملها مثل الشبكة العصبية داخل المخ البشرى. ولذلك يقال بأن أمام البشرية طريق طويل ملئ بالصعوبات والتحديات، حتى تصل إلى ما تصبو إليه من إستخدامات تطبيقات علم الذكاء الإصطناعي، لأن مجالات تطبيقه حتى الآن لا تتعدى المرحلة الأولية، وما تزال هناك عقبات كبيرة في الوصول للمراحل الأكثر تقدماً، ولكن ما يطمئن حقاً أن المتخصصين والباحثين في هذا المجال لا يدخرون جهداً في سبيل الوصول إلى ما ترنو إليه البشرية من تقدم في هذا المجال، وتتفرع تلك الفئة إلى فرعين مازالت البشرية لم تجد لهما سبيلاً بعد هما : فئات الذكاء الإصطناعي منصة تنقيب، الفرع الأول ــــ الآلات متعددة المهام في وقت واحد : وهذا الفرع ما زال في طور البحث وهو يجسد أحلام البشرية النهمة إلى المزيد من تطبيقات الذكاء الإصطناعي والذي يعكف الباحثون حالياً على معرفة كيفية كشف أسراره، ومن المتوقع مستقبلاً أنه سيكون بمقدور الآلات من خلال البرمجيات الحديثة والإمكانيات المتطورة إحداث تعاملات مع الإنسان بصورة طبيعية، ليس فقط عبر معرفة أحاسيسهم الحالية بل تتعدى ذلك لتوقع نواياهم وخططهم، وأيضاً عن طريق تلك الإمكانيات المتطورة تستطيع تلك الآلات الذكية ممارسة والقيام بأعمال متعددة في نفس الوقت متفوقة بذلك على البشر أنفسهم، أما الفرع الثاني الروبوتات ألتي تتمتع بذكاء إصطناعي ذاتى : حيث يعد هذا الفرع هو أقصى طموح للبشرية فيما يُعد في نظر الكثيرين مجرد خيال محض يتوقع فيه البشر أن يتفوق الروبوتات ذات الذكاء الإصطناعي الذاتي على البشر، وأن تحكم تلك الروبوتات كوكب الأرض ومن ثمَ يصير البشر هم الجنس المُهدد بالإنقراض نتيجة تخلفه وأحتلال كائنات أرقى منه وأكثر تطوراً وعلماً هي الروبوتات وسيطرتها على مقادير حكم الكوكب وتحديد مصيره، والواقع أن هذا التخيل ليس مستبعداً أو مستحيلاً كما نراه الآن في ضوء القفزات التكنولوجية الهائلة ألتي وصل الإنسان إليها، وتبقى التطورات السريعة المتلاحقة ألتي يشهدها عالمنا اليوم تجعلنا نتوقع دنو ذلك اليوم، والذى تكون فيه تلك الروبوتات أكثر ذكاً وأقل أخطاءاً من البشر ومن ثم تقوم بكافة الأعمال الحساسة وإتخاذ القرارات وتترك الأعمال اليدوية والبسيطة للبشر، ويبقى هناك تساءل عن وظائف الذكاء الإصطناعي مستقبلاً، في ظل الإنتشار الواسع لتطبيقات الذكاء الإصطناعي ونمو مجالات إستخدامه وتعدد وظائفه ومهامه، من المؤكد إذا اُستخدم الذكاء الإصطناعي في حل مشاكل العالم مثل الفقر والمرض والتغير المناخي ذلك سيقود العالم نحو الأفضل باذن الله، أما إذا أستخدم في تطوير الأسلحة للحروب للأسف سوف يأتي اليوم ويندم الجميع .

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات
العراق – بغداد 2024/3/14

قد يعجبك ايضا