مقال هام يؤشر بشكل واضح للتحول السلبي الذي بدأنا نشهده من تغيّر في شكل ومضمون المسيرات السلمية في العالم العربي والاسلامي وبما يخدم الاجندة الاسرائيلية

ترجمة عن جورج غلوي النائب البريطاني …. 

 

ان ما حدث في غزة من خراب و قتل و دمار كان يحدث على مدار ٧٠ عام او اكثر و كان يحدث ذلك كل عام مرة او اكثر . و لكن كان الصدى يصل ضعيفاً جداً او يكاد لا يصل إلى المجتمعات الدولية لضعف و سائل الاعلام في السابق و سيطرت الغرب و الصهيونية بشكل خاص على الإعلام بذلك الوقت و كانت قوة البارود تفوق جميع القوى من خلال الدعم الحربي لاسرائيل و كانت غزة و سكانها الأبطال ينهضون اقوى بعد كل اجتياح و حرب . و لكن مع خسارة كبيرة للفلسطينيين و العرب لعدم التمكن في توصيل الواقع الحزين و كما اسلفت لضعف الاعلام و السيطرة الغربية عليه . اما ما ميز حرب ٢٠٢٤-٢٠٢٤ هو تقدم و سائل التواصل الاجتماعي و الوعي المجتمعي لجميع الشعوب و طريقة عرض الخروقات و الانتهاكات الصهيونية من خلال ابسط أنوع الاعلام الحديثة حيث انقلب السحر على الساحر فان ما حدث في هذه الحرب هو بفضل الوعي الشبابي العربي و العالمي و من خلال إظهار الحقيقة و الكذب الصهيوني و من والاهم من خلال البث الحي و المباشر الحقيقي لما يحدث بفضل تطبيقات التيك توك و الواتس اب و اليوتيوب و انطلاق بعض الإعلامين العرب و مناقشتهم في بث مباشر عن تاريخ القضية الفلسطينية بطرق بسيطة و منطقية مدعومة بالصور و الفيديوهات التي فضحت الحركة الصهيونية و من يقف وراءها، و التي كان لها تاثير كبير جداً لم يحدث قبل ذلك حيث عمت المظاهرات السلمية في مختلف بلاد العالم تندد بالحركة الصهيونية و كل من يدعمهم و لأول مرة بالتاريخ انتصر شباب تطبيقات السوشل ميديا على البارود و في خلال خمسة اشهر اصبحت اسرائيل تفقد مصداقيتها العالمية بشكل كبير جداً و قد ساعد ذلك المظاهرات السلمية العربية و تنديدها لما يحدث و قد كان لذلك الاثر الأكبر لجعل العالم الغربي يغير موقفه من داعم لاسرائيل بداية الحرب الى موقف ضد كل الانتهاكات الاسرائيلية في غزة و بدات تلك الدول بقطع بعض الإمدادات العسكرية لاسرائيل . نحن نعلم ان ذلك غير كافي و لكن ذلك يحدث لأول مرة في تاريخ إسرائيل و اصبح موقف القيادة الاسرائيلية على ألمحك و الشعب الاسرائيلي اصبح يعلم ان هناك تغير سوف يحدث في خارطة الشرق الأوسط و موازين القوى و اصبحت الهجرة الاسرائيلية العكسية واضحة و اسرائيل في موقف عالمي ضعيف جداً سياسياً و تعلم جداً ان الاعلام العربي و العالمي انقلب ضدها ١٨٠ درجة . ان كل من هو متابع لهذه الأحداث يعلم ذلك جيداً .
و لكن و للأسف و خلال الخمسة شهور السابقة و إسرائيل تحاول و بكل طاقتها ان تؤثر على الرأي العربي و العالمي و خصوصاً الشعبي و لدهاء الصهيونية و علمها بكرهها من قبل الشارع العربي و الإسلامي و علمها على استحالة ان يتم تغير موقف الشعوب العربية و الاسلامية و خصوصاً لما تراه من مظاهرات لتلك الشعوب و حقد هذة الشعوب على اسرائيل، فقد انتهجت الصهيونية طريقة دنيئة و غير مباشرة و ذلك من خلال جعل تلك الشعوب العربية و الاسلامية ان تنقلب على حكوماتها و انظمتها في الفترة الاخيرة حيث اصبح صوت الشارع العربي و الاسلامي يندد بحكوماته و انظمته و طريقة تعاملة مع القضية الفلسطينية و حتى و ان كان ذلك له جانب من الصحة و لكن لنعلم ان ذلك يعطي اسرائيل النفس الكافي لتعيد امجادها السياسية و التي فقدتها خلال الخمسة شهور الماضية و لنعلم علم اليقين ان انقلاب الشعوب العربية و الإسلامية على انظمتها لم و لن يفيد القضية الفلسطينية باي شكل من الاشكال بل على العكس تماماً سوف يتم تدمير القضية الفلسطينية و تدمير البلاد و الشعوب الداعمة لفلسطين و غزة لان حرق و تدمير و خراب الممتلكات العامة و الخاصة و القاء اللوم على الآخرين انسانا الهدف الرئيسي من تلك الاحتجاجات و المظاهرات و التي كانت سلمية خلال الخمسة شهور الماضية و التي قلبت الاعلام و الراي الغربي و لكن و *للأسف و خلال الايام القليلة الماضية و لانحراف هذة المسيرات من دعم و مؤازرة للشعب في غزة و فلسطين استطاعت الصهيونية العالمية و من خلال اذرعها المباشرة و غير المباشرة بالعمل على التأثير على بعض ضعفاء النفوس و تحريضهم على الانفلات الأمني في بلادهم و هذا ما حدث فعلاً و اصبح الاعلام المحلي و العالمي يتحدث عن تلك الانفلاتات الامنية و تحميل الشعوب و حكومات الدول العربية و الاسلامية مسؤولية ما يحدث و انتقل الاعلام الغربي من ادانة اسرائيل إلى تسليط الضوء على التخريب و الانفلات في المسيرات في تلك الدول* .
و هذه ليست نظرية مؤامرة و انما واقع فعلي . انتبهوا ايها الشعوب العربية و الاسلامية انتصاركم كان قريب جداً انتبهوا على من هو المستفيد من تلك الفتن عودوا إلى رشدكم و إلى مسيراتكم السلمية و التي ضربتم المثل بها في كل دول العالم . ان نصركم قريب جداً . الان ليس هو الوقت المناسب لمحاسبة حكوماتكم و انتم تعلموا جيداً ان حكوماتكم ليس باستطاعتها فعل شيء اكثر مما تفعله الان . ان حرق و تدمير و تخريب الممتلكات العامة و الخاصة سوف ينتهي بكم و حكوماتكم و بالقضية الفلسطينية بالسقوط الى الهاوية. عودوا إلى مسيراتكم السلمية حتى يراها العالم اجمع .

قد يعجبك ايضا