مشهدان متناقضان للحرية الأمريكية

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات ….

 

المشهد الأول : قانون مكافحة الدعارة والشذوذ الجنسي في العراق.
بتاريخ 28 نيسان/ إبريل 2024 أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها إزاء قرار مجلس النواب العراقي بأعتماد قانون مكافحة الدعارة والشذوذ الجنسي معتبرةً إنه يشكل تهديداً لحقوق الإنسان والحريات الأساسية ألتى يحميها الدستور  مشيرةً إلى أهمية إحترام حقوق الإنسان لتحقيق الأمن والأستقرار في العراق.
وتخشى وزارة الخارجية الأمريكية أن يؤدي هذا القانون إلى تقييد حرية الترويج للدعارة والمثلية الجنسية وكذلك يمكن إستخدامه لقمع أنشطة المنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء العراق …!
ومع ما في هذا الإعلان من تدخلٍ سافر مستفز في الشؤون الداخلية لدولةٍ أخرى وما فيه من إستخفاف بثقافة شعبها فإنه أيضا يُبيّن طبيعة من يريد أن يفرضَ نفسه وصياً على العالم، وعبرَ شعاراتٍ خادعة وإزدواجية معايير مفضوحة.
ولا يستغرب أحدٌ بعد ذلك لماذا يفعل الصهيوأمريكي ما يفعل بغزة من قتل وتدمير وإبادة جماعية وتطهير عرقي، ولماذا فعل ما فعل باليمن وبالعراق وبسوريا والتدخل في الشؤون الدخلية لبلد جميل مستقر إسمه لبنان …
ما نستغربه حقاً هو بعض العرب والمسلمين الذين إنطلت عليهم أكاذيب هؤلاء بل وتماهوا معها إلى درجة أن شكوا في أحكام الإسلام نفسها فحرمّوا الحلال وأحلوا الحرام …!

المشهد الثاني : إحتجاجات الجامعات الأمريكية.
من 25 إلى 28 نيسان / إبريل 2024 في أعقاب إقرار الولايات المتحدة الأمريكية حزمة مساعدات جديدة لإسرائيل تحولت أحرام الجامعات الأمريكية المرموقة إلى مكانٍ للغضب والأحتجاجات والأعتصامات بشأن العملية الإسرائيلية الوحشية في قطاع غزة وبسبب المساعدات الأمريكية لحليفتها إسرائيل …
وإثر تصنيف هذه الحركة الإحتجاجية بانها ” معادية للسامية ” لمجرد إدانتها حرب الإبادة في غزة  قامت الشرطة الأمريكية بأنتهاك حرية المحتجين ونفذت أعتقالات واسعة بينهم لوأد أحتجاجاتهم السلمية ومنعهم من التعبير عن رأيهم وفضح الإجرام الصهيوني في بلدٍ يُصدّر الأنحلال والإنفلات إلى البلدان الأخرى، ويمنعُ الإحتجاج السلمي على مذابح ومجازر العصر بلا منافس والأبادة الجماعية لشعب يطلب الحرية والسلام والعدالة والمساواة …!

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.