العراق: الصدر يدعو لطرد السفيرة الأمريكية لدعمها الصهاينة

شبكة الشرق الأوسط نيوز : عبّر مسؤولون وسياسيون عراقيون عن إدانتهم لمواصلة سلطات الاحتلال اعتداءاتها بحق الشعب الفلسطيني، وآخرها استهداف مخيم للنازحين الفلسطينيين في رفح، معتبرين أن تلك الأفعال الإجرامية تستوجب تدخلاً دولياً عاجلاً لردعها، فيما دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى طرد السفيرة الأمريكية في بغداد إلينا رومانوسكي، بـ«الطرق الدبلوماسية» على خلفية دعم بلادها للصهيونية.
وأعلنت وزارة الخارجية العراقية، عن إدانةِ واستنكارِ جُمهوريَّةِ العراقِ الشديدِ لاستهداف سُلطةِ الاحتلالِ الإسرائيليِّ لمخيم النازحين في رفح.
وذكرت في بيان، انها «تعرب عن إدانة واستنكار جمهورية العراقِ الشديدِ لاستمرارِ اعتداءاتِ سُلطةِ الاحتلالِ الإسرائيليِّ، واستهدافِها الأخيرِ لمُخَيَّمِ النَّازحينَ الفلسطينيِّينَ الأبرياءِ في رَفحَ، جَنوبِيَّ قطاعِ غزّةَ».
وأكدت أنَّ «هذه الأفعالَ الإجراميَّةَ التي تستمرُّ سُلطةُ الاحتلالِ بارتكابِها تَستوجِبُ تدخُّلاً دَولياً رادعاً» داعية المُجتمعَ الدوليَّ إلى «فرضِ عُقوباتٍ على الكيانِ الإسرائيليِّ، لما تُمثِّلُه مجازرُه ومُمارساتُه العُدوانيَّةُ من خرقٍ واضحٍ للقانونِ والقَراراتِ الدوليَّةِ».
واستشهد فلسطينيون وأصيب آخرون، فجر الثلاثاء، في غارات إسرائيلية مكثفة على رفح، سبقها بنحو 24 ساعة مجزرة جاءت بعد قصف على مخيم للنازحين شمال غربي المدينة.
وخلفت الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة ضد الفلسطينيين، موجة من ردود الفعل الغاضبة في العراق، إذ قال الصدر في «تدوينة» له أمس الثلاثاء، إن «ما يقوم به (بني صهيون) من التطهير العرقي، والإبادة الجماعية وقصف المخيمات في رفح، كل ذلك صورة واضحة لمعاداة جميع الأديان السماوية الإسلامية والمسيحية واليهودية. (دولة الاحتلال) تقتل جميع من لا ينتمي (للصهيونية) وبأفعالها هذه تشوّه سمعة اليهود في كل بقاع العالم، وخصوصاً إنها تريد إيهام الجميع إنها تمثل يهود العالم. والكثير منهم براء».
وأضاف: «نعم (بني صهيون) عبارة عن إرهابيين وقحين يعادون السماء وأديانهم ويبيحون دماء كل الأديان بكل صلافة» متسائلاً: «هل (الله) الذي تؤمن به جميع الأديان السماوية يرضى بأن يبيح اليهود دماء الأديان (الإبراهيمية) و(التوحيدية) الأخرى؟!».
وزاد: «إن كان الصهاينة يدعون سفهاً أحقيتهم في حكم فلسطين. فهل يحق للحاكم قتل النساء والأطفال وقصف المخيمات والمستشفيات بحجة محاربة الإرهاب كما يدعون؟!. وهل يحق للحاكم أن تكون (غزة) سجناً من أسوأ السجون وباقي المناطق في فلسطين من أفضل مناطق العالم. فيأكل الغزّي الحشائش ويأكل اليهود ما لذ وطاب!؟؟ ويشرب الغزّي الماء الملوث ويشرب اليهودي ما لذّ وطاب؟!».
وزاد: «تلك دولة الشغب والإرهاب ولا تستحق أن تكون حكومة، وخصوصاً إنها تحمل اسم نبي الله (إسرائيل). فمن هنا يحرم بكل الشرائع السماوية تسميتها بهذا الاسم العظيم لأنها تعادي الأنبياء وتشوّه سمعتهم وتقتل الأديان التوحيدية والإبراهيمية، وهي عبارة عن كيان استيطاني طرد أصحاب الوطن ويتوقون للتوسّع شرقاً وغرباً».

ورأى الصدر أن «كل ذلك بدعم من الخرف الأمريكي (في إشارة إلى بايدن) وبكل وقاحة وظلم» مجدداّ مطالبته بـ«طرد السفيهة الأمريكية (إشارة إلى سفيرة واشنطن في بغداد إلينا رومانوسكي) من العراق وغلق السفارة بالطرق الدبلوماسية المعمول بها دون أي إراقة دم لكي نظهر خلقنا وسلميتنا أمام إرهابهم ووقاحتهم، وذلك أشدّ وأذى لهم وأكثر ردّعاً من استعمال القوة كي لا يكون لهم حجة لزعزعة أمن العراق وشعبه».
ودعا أيضاً منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية إلى «أخذ دور فعّال في إنهاء هذه المجازر والتعدّي على أهلنا في غزّة من قبل العدو الصهيوني.. وكفانا سكوتاً».
كما اعتبر رئيس تحالف «العزم» مثنى السامرائي، المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيمات النازحين في رفح بأنها «تفوق بوحشيّتها كل عبارات الوصف».

بغداد تدين المجزرة التي نفذها الاحتلال بقصف مخيّم رفح

وقال في «تدوينة» له، إن «المجزرة التي ارتكبها أمس جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في مخيمات النازحين في رفح تفوق وتتعدّى بوحشيّتها كل عبارات الوصف، وكل مستويات الاستنكار والشجب ولم يترك في قاموس اللغة مفردة للتعبير عن الغضب والرفض».
وتساءل قائلاً: «إلى متى يبقى العالم صامتاً أمام مشاهد حرق الأطفال والنساء، وأي منطق هذا الذي يحاول الصهاينة ترسيخه لإثبات محرقة وهمية يدّعون حدوثها ولم يرها أحد؟» لافتاً في الوقت عينه إلى إنه «في الوقت الذي يطالبون العالم بإنكار محارق حقيقية يمارسونها كل يوم أمام كاميرات التلفزيون بلا خجل ولا خوف من أحد».
كذلك، أدان رئيس تحالف «قوى الدولة الوطنية» عمار الحكيم، المجزرة.
وذكر بيان لمكتبه، انه «وإمعانا بانتهاك حرمة الإنسان، والمواثيق الأممية، ونصوص قواعد الاشتباك التي نصت عليها اتفاقية جنيف وغيرها، ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني مجزرة دامية يندى لها جبين الإنسانية باستهدافه خيام النازحين شمال غربي رفح، مخلفا عشرات الشهداء والجرحى غالبيتهم أطفال ونساء وكهول».
وأضاف: «إننا إذ ندين هذا العمل الإجرامي نعبر عن أسفنا واستغرابنا الشديد من السكوت غير المبرر للمجتمع الدولي على هذه الجرائم النكراء».
وجدد مطالبته بـ«موقف عربي وإسلامي موحد تجاه ما يجري في رفح وغزة والضغط في اتجاه إيقاف نزيف الدم الفلسطيني الذي فاق حدود المعقول».
وسبق أن عدّ الحكيم، استهداف جنود مصريين في منفذ رفح من قبل الجيش الصهويني «تصعيد خطير وتطور مريب».
وقال في بيان منفصل، انه «ندين ونستنكر استهداف جنود مصريين في منفذ رفح من قبل الجيش الإسرائيلي الغاصب ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد منهم» معتبراً «هذا التمادي من قبل الاحتلال تصعيدا خطيرا وتطورا مريبا في الأحداث الجارية بقطاع غزة ورفح وغيرها».
وجدد دعوته لـ«لمنظمة الأممية ومجلس الأمن الدولي بالتدخل العاجل لإيقاف هذه الممارسات الاستفزازية واتخاذ الإجراءات الملزمة للكيان الإسرائيلي بموجب قرارات محكمة العدل الدولية القاضي بوقف الاعتداء على أهلنا في رفح».
كما شدد على أهمية «تعزيز هذا القرار الهام بخطوات عملية عاجلة لإغاثة السكان المحاصرين والنازحين».
والاثنين الماضي، وافق البرلمان العربي، على اعتراض العراق على مبدأ حل الدولتين، ورفعه من البيان الختامي.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب بالنيابة، محسن المندلاوي، في بيان، أن «الاتحاد البرلماني العربي وافق على اعتراض وفد مجلس النواب العراقي، تضمين مقررات المؤتمر (مبدأ حل الدولتين) وقرر رفعه من البيان الختامي للمؤتمر الـ (36) للاتحاد، الذي عقد اعماله في الجزائر للفترة 26 ـ 27آيار ـ 2024».
وأضاف البيان، أنه «جرى خلال الجلسة الختامية، تكريم الرئاسة السابقة للاتحاد البرلماني العربي، ممثلة في رئاسة الشعبة البرلمانية لجمهورية العراق، حيث تم تقديم وسام ودرع لرئيس مجلس النواب بالنيابة محسن المندلاوي، تثمينًا لجهوده المبذولة خلال فترة تولي العراق رئاسة الاتحاد».
وقبل ذلك، نقل مكتب المندلاوي دعوة الأخير الحكومات والبرلمانات العربية لبذل الغالي والنفيس من أجل نصرة فلسطين، وإيقاف العدوان ورفع الحصار.
وخلال حضوره الجلسة الختامية للمؤتمر السادس والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي، التي أقيمت في المركز الدولي للمؤتمرات في الجزائر، أكد المندلاوي إن «العراق لن يدخر اي جهد في سبيل دعم القضية الفلسطينية وإيقاف حرب الإبادة، ورفع الحصار والظلم التاريخي عن كاهل الشعب الفلسطيني».
وثمن «جهود جميع البرلمانات العربية في دعم ومساندة العراق خلال فترة توليه رئاسة الاتحاد خلال الدورة السابقة» فيما دعا كل الأشقاء العرب إلى «تقديم كل أنواع الدعم للسيد إبراهيم بو غالي خلال رئاسته الحالية للاتحاد البرلماني العربي» متمنياً «كل التوفيق والسداد في مهمته الجديدة».

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا