“مخالفة لدين الله”: مسؤول ديني في المغرب يحرّم احتفالات “بوجلود” الشعبية- (تدوينات)
شبكة الشرق الأوسط نيوز : اعتبر لحسن سكنفل، رئيس المجلس العلمي (مؤسسة دينية) لإقليم الصخيرات تمارة، أن احتفالات “بوجلود” الشعبية التي تقام في منطقة سوس الأمازيغية مخالفة للدين الإسلامي.
واعتاد شباب مغاربة على ارتداء جلود أغنام، بعد عيد الأضحى، والتجول عبر الأحياء في احتفال كرنفالي. وأضاف البعض إليها خلال السنين الأخيرة بعض الأكسسوارات والماكياج على الوجوه، متشبهين بالإناث، وتناقلت منصات التواصل الاجتماعي منذ أيام مشاهد لهذه الاحتفالات، حيث اختلفت ردود الفعل بين الاستحسان والاستهجان.
ونقلت صحيفة “العمق” الإلكترونية عن الفقيه لحسن سكنفل قوله إن “ما يصاحب الفرح في عيد الأضحى مما شاع في منطقة سوس وفي بعض المناطق والمعروف ببوجلود أو بيلماون باللسان الأمازيغي، هو مخالف لدين الله عقيدة وشريعة وأخلاقا”.
وتابع أن “ارتداء الجلود في حد ذاته غير منكر إلا من حيث ما يصاحبه من طقوس فيها مخالفة للعقيدة الإسلامية التي هي التوحيد بإخلاص العبودية لله وصدق التوجه إليه، مع ما يرافق ذلك من اعتداء على الناس في مساكنهم وإقلاق راحتهم، وهذا مخالف للقيم الإسلامية المؤسسة على التراحم.”
وبحسب الشخصية الدينية المذكورة، إن “المشاركة في هاته السلوكات محرم شرعا، لما تم ذكره ومن حيث ممارسة التسول الذي يعتبر معرّة لا تليق بالمؤمن وخصوصا إذا تعلق الأمر بشباب قادرين على العمل، وهو محرم شرعا لما يعتقده بعض الناس نساء ورجالا في كون تلك التقاليد مرتبطة بالدين وبالبركة، وهذا غير صحيح إطلاقا بل هو تقليد وثني بعيد عن الإسلام”، وفق ما صرح لصحيفة “العمق”.
وعما لحق احتفالات “بوجلود” من تغييرات، قال سكنفل: “هذا الطقس قديما وحديثا مخالف لشرع الله لما بيناه، والمؤمن يبرأ إلى الله من هذه الطقوس فلا يشارك فيها ولا يستسيغها ولا يقبل بها لأنها إحياء لطقوس وثنية معروفة قبل الإسلام”.
ووافقت بعض التعليقات رأي لحسن سكنفل، حيث كتب أحدهم “بوجلود حاد عن طريقه القديم الفرجوي البسيط وتسربت له أياد خبيثة تعبث به حتى بات أشبه باحتفالات عبدة الشيطان لذلك تحريمه واضح.”
واعتبر أحد المدونين أن الداعية الديني “عاد إلى رشده وقال كلمة حق”، واستغرب آخر أن المعني بالأمر “ليس متشددا ولا وهابيا، ولا أعرف ماذا وقع له هذه المرة حتى قال كلمة حق”، وفق تعبيره.
أما ردود المعارضين فمن بينها ما كتبه الناشط الأمازيغي، أحمد أرحموش، على “الفيسبوك”: “لست هنا لأقنعه بمشروعية وأصالة الموروث وعمقه المغربي والأفريقي، لكن أريد أن أسأله: هل رخصت له الدولة للتحدث باسمها لتحريم ما احله الله؟ وهل هناك تكليف رسمي من الجهة التي يمثلها للتحريض على الفتنة وزعزعة عقيدة أهل سوس؟ هل يعبّر عن موقف وزارة الأوقاف التي يشتغل تحت وصايتها، وربما بأمر منها اضطر إلى الإدلاء بالتصريح المذكور؟”.
وتساءل المدرس عمر صابيري عن رأي لحسن سكنفل في مهرجان “موازين” الغنائي الدولي الذي يقام في مدينة الرباط، إذ جاء في تدوينته “قال لحسن سكنفل، رئيس المجلس العلمي للصخيرات تمارة، إن ما يصاحب الاحتفال بعيد الأضحى في منطقة سوس وفي بعض المناطق والمعروف بـ “بوجلود” أو “بيلماون” باللسان الأمازيغي، هو مخالف لدين الله عقيدة وشريعة وأخلاقا. وماذا يقول ابن كثير في ما يسمى “مهرجان موازين” أسي الحسن؟!”.
المصدر : القدس العربي