الأمم المتحدة: 23 مليون شخص في السودان لا يحصلون على الغذاء الكافي و 750 ألفا على وشك المجاعة

شبكة الشرق الأوسط نيوز : قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن 23 مليون شخص في السودان لا يحصلون على الغذاء الكافي وأن 750 ألف شخص على وشك المجاعة
وأطلقت الولايات المتحدة الأمريكية دعوة جديدة للتفاوض من أجل إيقاف الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في جنيف بسويسرا منتصف أغسطس/ آب المقبل، وفيما تباينت ردود الأفعال حولها قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن هناك  750 ألف شخص يقفون على بعد خطوة واحدة فقط من المجاعة في البلاد. وقال بيان للخارجية الأمريكية، إن محادثات جنيف في الرابع عشر من الشهر المقبل تهدف إلى التوصل إلى وقف للعنف على مستوى البلاد وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين وتطوير آلية قوية للرصد والتحقق لضمان تنفيذ أي اتفاق.
وأكد البيان بأن المحادثات المقبلة لا تهدف إلى معالجة القضايا السياسية الأوسع، ولفت إلى أن الشعب السوداني كان قد طالب منذ فترة طويلة، بعودة الحكم للمدنيين داعيا القوى المدنية أن تلعب الدور القيادي في تحديد ومعالجة قضايا العملية السياسية واستعادة التحول الديمقراطي في البلاد.
وأشار البيان إلى أن المحادثات ستكون عبر استضافة مشتركة بين سويسرا والمملكة العربية السعودية وبحضور الاتحاد الإفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة كمراقبين.
وشددت الخارجية الأمريكية على ضرورة انتهاء الصراع ، منوهة بأن أن حجم الموت والمعاناة في السودان مدمر. ودعت الجيش وقوات الدعم السريع إلى حضور المحادثات والتعامل معها بشكل بناء مع ضرورة إنقاذ الأرواح ووقف القتال وإيجاد حل سياسي تفاوضي للصراع.
ومن المتوقع أن يزور المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيريلو في الثامن من الشهر المقبل العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان، لبحث الوساطة الأمريكية، لإنهاء الحرب في السودان، عبر مفاوضات سويسرا.
بيريلو قال في آخر تصريح له، أول أمس، أنه يجب على الأطراف المتحاربة اغتنام هذه الفرصة لإنهاء القتال وضمان إيصال المساعدات الإنسانية والعمل نحو مستقبل أكثر إشراقاً للسودان.
وفي ردود الفعل أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف ب”حميدتي” موافقته على المشاركة في محادثات لوقف إطلاق النار بوساطة أمريكية في سويسرا.
وغرد حميدتي على حسابه بمنصة إكس قائلاً: “أرحب بالدعوة التي أعلنها السيد أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، وأُعلن مشاركتنا في محادثات وقف إطلاق النار القادمة في 14 أغسطس 2024 في سويسرا. إنني أقدر الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وسويسرا في تنظيم هذه المداولات المهمة”.
وأضاف “نحن نتشارك مع المجتمع الدولي في الهدف المتمثل في تحقيق وقف شامل لإطلاق النار في كافة أرجاء البلاد، وتسهيل الوصول الإنساني لجميع المحتاجين، وتطوير آلية قوية للرصد والتحقق لضمان تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه”.
بالمقابل لم تعلق الحكومة السودانية على الدعوة الامريكية للتفاوض، لكنها سبق أن أعلنت رفضها الانخراط في أي مفاوضات ما لم يلتزم الدعم السريع بتنفيذ إعلان جدة الموقع في مايو/أيار العام الماضي ، كذلك كانت الحكومة أعلنت سابقا رفض مشاركة دولة الإمارات في المفاوضات بعد أن اتهمتها بعدم الحياد ودعم قوات حميدتي بالسلاح.
ويذكر أن جنيف كانت قد استضافت خلال الأيام القليلة الماضية محادثات غير مباشرة بين الجيش والدعم السريع وبوساطة من الأمم المتحدة لبحث إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين لكن لم يتم التوصل لاتفاق بين الطرفين وإنما تمت التزامات أحادية.
و رحبت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) في بيان لها، بالدعوة التي أطلقها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لعقد مباحثات جديدة لوقف إطلاق النار في السودان، مشيرة إلى أن الطريق الوحيد لتجنيب البلاد شبح الانهيار الشامل هو وقف الحرب عبر الحلول السياسية السلمية.  وقال القيادي في قوى الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية – مبارك أردول، عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”: “من المهم قبول الدعوة المقدمة من الخارجية الأمريكية للتفاوض في جنيف، حول المسارين الأمني والإنساني فقط، أنها فرصة لا ينبغي تضيعها تحت اي مبررات”.
ورأى أردول، أن الأجندة المطلوبة في مسار التفاوض الأمني واضحة ومعروفة وهي الوصول لوقف إطلاق نار شامل، وضرورة أن يشمل التفاوض جميع الأطراف المتقاتلة في الميدان.  ونوه بأن الحرب الحالية ليست بين الجيش والدعم السريع وحدهما، فهنالك حركات مسلحة تخوض الحرب من نواحي متعددة. ودعا الوسيط الأمريكي إلى أن يوصل جميع هذه البنادق إلى طاولة التفاوض ، وهو يحتاج في مرحلة ما إن يوائمها مع اتفاقية جوبا ايضا، مشيراً إلى  أن صمت جميع هذه البنادق وللابد في منبر تفاوضي سيؤسس لإجراءات سياسية جديدة تختلف عن سابقاتها.
ويعتقد أردول أن ضرورة التمسك بإعلان جدة لا يلغي المشاركة في جنيف، مبيناً أن إعلان جدة يمكنه استغلال منبر جنيف هذا لكي يوضع له مصفوفة تنفيذ واضحة المعالم والمواعيد والالتزامات وقابلة وملزمة التنفيذ سيما أن طرفي الوساطة حاضران في المحادثات المقبلة.
الكاتب والمحلل السياسي مجدي “كنب”، قال لـ”القدس العربي” إن الولايات المتحدة الأمريكية هي الطرف الخفي والمحرك الأساسي للأحداث، أما الأطراف الأخرى التي تظهر كمعادل موضوعي للجيش هم مجرد وكلاء امريكا بالتالي إذا استلمت هي الملف سيكون ذلك بمثابة خطوة جادة نحو الحل.
ويعتقد “كنب” أن ما يعيشه السودان هو نفس السيناريو الذي حدث في العراق وسوريا واليمن وليبيا وهو لا يخرج عن الصراع حول الموارد، لافتاً إلى أن إدارة بايدن تريد حسم ملف حرب السودان من أجل تحقيق مكسب في المعركة الانتخابية والتي هي حتى الآن ليست في صالح الديمقراطيين.
ويشير إلى أن التصريحات المنسوبة للحركة الاسلامية بكافة تياراتها – المناصرة للجيش – حسمت أمرها واصطفت حول موقف إنهاء الحرب ولن يكون هناك خلاف في أوساطها يمكن أن يعرقل أي اتفاق سلام.
ويستبعد إعادة انتاج الدعم السريع مرة ثانية كفصيل عسكري أو أيجاد مكان له في معادلة الحكم خلال المفاوضات المزمع قيامها لكنه توقع أن يكون له تأثير سياسي تحت أي مظلة أخرى.
وحول اشتراطات الجيش السابقة عن تنفيذ إعلان جدة والخروج من منازل المواطنين، يقول “كنب”، من خلال شواهد أن الجزئية التي كان يطالب بها الجيش المضمنة في إعلان مبادىء جدة  قد تحققت إلى حد كبير، وقال: “الجيش كان  يصر على خروج الدعم السريع من منازل المواطنين والأعيان المدنية وهو شرط لا يمكن لأي مفاوض التنازل عنه”، وأردف:” التفاهمات التي جرت تحت الطاولة عملت على تحقيق وتجاوز تلك التحديات”.
ودخل السودان منذ 15 أبريل/نيسان العام الماضي في حرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم لكن سرعان ما تمددت الاشتباكات في عدد من الولايات والمناطق في دارفور وكردفان والجزيرة وسنار وغيرها، ولم تفلح العديد من الوساطات السابقة في الوصول لاتفاق وقف دائم لإطلاق النار والانخراط في عملية سياسية.
إنسانياً، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تحديث جديد أن هناك 750 ألف شخص هم على بعد خطوة واحدة فقط من المجاعة، وهي المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
ولفت إلى تدهور الوضع الغذائي في البلاد، حيث يعاني حوالي 26 مليون شخص – أي ما يعادل إجمالي سكان أستراليا – من الجوع الحاد.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في المؤتمر الصحافي اليومي إن معاناة الناس تتفاقم بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتحديات الوصول إليها، وتأثير الصراع. وفي الشهر الماضي، ارتفع سعر الغذاء المحلي بنسبة 16 في المائة مقارنة بشهر أيار/مايو، وهو أيضا أعلى بنسبة 120 في المائة مقارنة بشهر حزيران/يونيو من العام الماضي.
وتوقع أن تزداد معاناة الناس مع بدء موسم الأمطار، خاصة في دارفور، ودعا المجتمع الدولي إلى ضرورة التمويل، مؤكداً أن تمويل النداء الإنساني للسودان لم يتم حتى الآن إلا بنسبة 30 في المئة.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا