استنفار في إسرائيل خوفاً من رد حزب الله وتحذير لنتنياهو من عواقب التوغل البري

شبكة الشرق الأوسط نيوز : تعيش الساحة اللبنانية على وقع ترقب الرد الذي سيقوم به حزب الله على اغتيال القائد الجهادي الكبير فؤاد شكر “السيد محسن” وتوقيته وحجمه، خصوصاً أن أمين عام الحزب حسن نصرالله وعد بالرد الحتمي المتناسب ما قد يطلق أياماً قتالية ويترك الكلمة للميدان.

وبعد أقل من 24 ساعة على موقف نصرالله، أعلن نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش “أن الاعتداء على الضاحية كان من خارج المعادلات والضوابط المعتمدة، والرد عليه الذي جزم سماحة الأمين العام بالأمس بأنه آت، سيكون من خارج المعادلات والضوابط المعتمدة في المعركة، وعلى العدو أن ينتظر العقاب الآتي”. وقال دعموش في خطبة الجمعة في مجمع السيدة زينب في حارة حريك “لا يظن العدو أنه باستهدافه في الضاحية وطهران لقادة كبار في المقاومة كالحاج فؤاد شكر والقائد اسماعيل هنية يمكنه أن يضغط على المقاومة لتتراجع أو يمكنه أن يفرض معادلات جديدة، أو ينعش الروح المعنوية للصهاينة، ففي قاموس المقاومة لا مكان للتراجع أو الاستسلام، ولن يتمكن العدو من فرض معادلات جديدة، أو استعادة هيبته المكسورة أمام المقاومة، أو ثني المقاومة في لبنان عن مواصلة معركة الإسناد لغزة”. مضيفاً “لا يتوهم العدو أنه باغتياله لقادتنا وقتله لنسائنا وأطفالنا يمكنه أن ينال من قوة المقاومة أو من إرادة وعزيمة وخيارات أهلنا وشعبنا في لبنان وفلسطين، فنحن نزداد يقيناً وثباتاً وتصميماً على مواصلة درب المقاومة بالشهداء، ونحيا بالشهداء، وتزداد مسيرتنا قوة وتألقاً وتتقدم إلى الأمام”، معتبراً “أن إسرائيل إلى زوال مهما امتلكت من قدرات وإمكانات، ومهما تمادت في عدوانها، وهي تكتب بجرائمها نهايتها الحتمية” .

لا تغيير بالمعادلات

من جهته، وجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان التحية للشهداء، وقال في خطبة الجمعة “لا شيء يعلو فوق صوت الحرب، التي تثأر من الإرهاب الصهيوني والمشاريع الأمريكية التي تعتاش على الفوضى والخراب والدماء، والقتال في هذا المجال أكبر معاني الوطنية، وجوقة الشماتين هم العار على الوطن، وواشنطن لا ضمير لها، ولا إنسانية لها، إلا مصالحها الاستنزافية وبرامجها التخريبية، بل يجب العمل على الخروج من تحت النفوذ الأمريكي، وحذار من التضليل الديبلوماسي الأمريكي الذي يمارس أعتى أنواع النفاق، والذي انتهى بشهادة القائد السيد فؤاد شكر”، معتبراً أن “ما قامت به تل أبيب إنما هو أمر عمليات أمريكي والتنفيذ إسرائيلي، فإسرائيل كيان إرهابي ولقيط أمريكي، ونتنياهو أصبح اسمه في التاريخ “جزار تل أبيب”.

وأضاف قبلان: “المنطقة تعيش اليوم لحظة الشهادة، شهادة القائد الكبير السيد فؤاد شكر، والرئيس اسماعيل هنية، والرد بحجم الردع، واللعب بقواعد الاشتباك مكلف، والجبهات بطريقها نحو حرب بلا قواعد فيها، واغتيال القادة لا يغير شيئاً بالمعادلات، بل يزيد المقاومة زخماً وحضوراً وانتصارات، وإسرائيل لن تربح حربها، والتجارة بالانتصارات الزائفة لا تفيدها”. وتوجه إلى القوى السياسية في لبنان بالقول: “اللحظة لحظة تاريخ ولا قداسة فوق الخيارات الوطنية، وحذار من الخطأ الوطني، وأخطر ما يخشى على لبنان منه الإعلام الصهيوني الداخلي، أما الشماتة بالشهداء الكبار فلا تزيدهم إلا عزاً وكبرياء. والمقاومة ستبقى بعز قوتها وشموخها وانتصاراتها”.

المواجهات الميدانية

في هذه الأثناء، تواصل العدوان الإسرائيلي على القرى والبلدات الجنوبية، فأغارت مسيرة إسرائيلية على بلدة رب ثلاثين وبليدا وعيتا الشعب. وتعرضت أطراف بلدة طيرحرفا في القطاع الغربي وبلدة راشيا الفخار لقصف مدفعي إسرائيلي.

 

في المقابل، أعلن حزب الله قصف موقع الضهيرة الإسرائيلي بالمدفعية وتحقيق إصابة مباشرة، كما استهدف مواقع السماقة وبياض بليدا والمرج، في وقت سُجل استنفار جوي متواصل للطيران الحربي الإسرائيلي والمسيّرات في الأجواء خشية من رد حزب الله، الذي كان أطلق مساء الخميس رشقة من الصواريخ على الجليل.

وقال الحزب، اليوم الجمعة، إنه أطلق صاروخ سطح جو على مقاتلة إسرائيلية حلقت في المجال الجوي اللبناني خلال الليل وأجبرها على التراجع.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه تمكن من اعتراض هدف جوي قادم من لبنان صوب هضبة الجولان المحتلة.

توازياً، حذّر أعضاء من لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، في رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من “التوغل البري في لبنان وفقاً للخطة الحالية للجيش الإسرائيلي”، بحسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية التي نقلت عن أعضاء في الكنيست قولهم “إن خطة الجيش الحالية للتوغل البري إلى لبنان مغلوطة”. وأضافوا “نؤيد التوغل البري في لبنان من حيث المبدأ، لكن الخطة التي عُرِضت علينا ستؤدي إلى البلبلة وليس إلى الحسم”، معتبرين “أن هذه الخطة قد تقود إسرائيل إلى فشل مأساوي له عواقب غير مسبوقة”، باعتبار أنها “لم تُراعِ الأخطاء التي ارتكبت في العملية البرية في قطاع غزة”.

الجيش ضمانة لبنان

على الخط الرسمي، قام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بزيارة لافتة إلى مقر قيادة الجيش في اليرزة حيث التقى قائد الجيش العماد جوزف عون وكبار الضباط. وألقى كلمة جاء فيها “للسنة الثانية على التوالي، يغيب الاحتفال التقليدي في الأول من آب/أغسطس، ويفتقد الملعب الأخضر في ثكنة شكري غانم في الفياضية، رئيس البلاد محاطاً بأركان الدولة، وهو يسلم السيوف للضباط المتخرجين الذين تصدح أصواتهم وهم يقسمون يمين الذود عن الوطن”. وقال “إن هذا الشغور الرئاسي لا ينغص وحده فرحة هذه المناسبة الوطنية، بل كذلك الظروف الأمنية التي يعيشها لبنان، من جنوبه إلى بقاعه، وصولاً بالأمس إلى الضاحية الجنوبية للعاصمة، وذلك نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على سيادة لبنان وسلامة أراضيه، فضلاً عن الضائقة الاقتصادية والاجتماعية التي يعانيها اللبنانيون عموماً، والعسكريون خصوصاً. تضاف إلى كل ذلك، تطورات اقليمية مقلقة تنذر بارتفاع منسوب الخطر واتساعه من منطقة إلى أخرى. إلا أنه رغم كل ذلك، أردت أن أكون معكم اليوم، ليس لأهنئكم بالعيد وأحيي تضحياتكم وبسالتكم فحسب، بل لأؤكد لكم، ومن خلالكم لجميع اللبنانيين، أن الرهان عليكم، ضباطاً ورتباء وافراداً، يبقى الضمانة الأكيدة لوحدة لبنان، ارضاً وشعباً ومؤسسات، ما يجعل الالتفاف حول مؤسستكم واجباً وطنياً جامعاً تسقط أمامه كل الرهانات والمصالح، سياسية كانت أم شخصية، لأن الشهادات التي قدمتموها على مذبح الوطن، لم تكن يوماً إلا في سبيل رفعته وسيادته وسلامته”.

وأضاف ميقاتي: “في الوقت الذي نلتقي فيه اليوم، لا يزال أهلنا في الجنوب والبقاع وبالأمس في الضاحية الجنوبية لبيروت، يواجهون اعتداءات إسرائيلية أوقعت مئات الشهداء والجرحى مواطنين وعسكريين ومقاومين، وهجرت عائلات خسرت منازلها وأحرقت ممتلكاتها، ولا شيء يدل على أن الغطرسة الإسرائيلية ستقف عند حد. إننا، في مواجهة التصعيد الإسرائيلي الممنهج والخطير الذي شهدنا فصولاً دامية منه خلال الساعات القليلة الماضية، لا يسعنا سوى تأكيد حقنا في الدفاع عن أرضنا وسيادتنا وكرامتنا بكل الوسائل المتاحة، ولا تردد في هذا الخيار مهما غلت التضحيات، علماً أننا أبلغنا الدول الشقيقة والصديقة أننا دعاة سلام ولسنا دعاة حرب، لأننا نسعى إلى استقرار دائم من خلال استرجاع الأجزاء المحتلة من جنوبنا الغالي، والتزام العدو الإسرائيلي تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 بكل بنوده، ولن تنفع كل الاعتداءات الإسرائيلية في ثنينا عن ذلك”. وختم “لقد رحبنا، وما زلنا نرحب، بأي مبادرة تحقق ما نريده من استعادة لما تبقى من أرضنا المحتلة، وتعزيز انتشار الجيش عليها بالتعاون مع القوات الدولية، لمنع أي انتهاك لحدودنا المعترف بها دولياً، كي ينعم أهلنا في الجنوب بالاستقرار والأمان، ولا سيما أنهم قدموا التضحيات من أجل تحرير الأرض. كذلك، فإن استثمار ثرواتنا في مياهنا، حق لا جدال فيه ولا مساومة عليه”.

 

على صعيد آخر، التقى الرئيس ميقاتي بحضور وزير الخارجية عبدالله بوحبيب سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن: الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا، وممثلي الدول الأعضاء غير الدائمين الموجودين في لبنان، وهم سفراء الجزائر واليابان وسويسرا وكوريا الجنوبية، حيث تم تأكيد الثوابت اللبنانية في ما يتعلق بالوضع في المنطقة، وأهمها تأكيد أولوية تطبيق قرارات الأمم المتحدة ولا سيما القرار 1701.

 

على خط آخر، وفي ظل الغيمة السوداء التي تخيّم على البلاد، اتجهت الأنظار إلى بكركي حيث جرى احتفال ضخم لإعلان البطريرك اسطفان الدويهي (1630- 1704) طوباوياً، ليكون أول بطريرك يُطوّب على مذابح الكنيسة بعدما شكّل من خلال مسيرة حياته وما بعدها عنواناً للصمود والتجذر بالأرض إضافة إلى ثقافته الواسعة وروحانيته العميقة في وادي قنوبين.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.