بلينكن أُبلغ بأول رد أردني على استفزازات بن غفير.. زركشيان في عمان أو الملك في طهران.. “تكهن” أم “رسالة”؟

شبكة الشرق الأوسط نيوز :  الإيحاء السياسي واضح تماما في الرسالة التي نقلها تصريح أردني رسمي عن مضمون اتصال هاتفي بين وزير الخارجية أيمن الصفدي ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن ظهر الأربعاء.

أبلغ الصفدي بلينكن أن الأردن سيبدأ باتخاذ إجراءات قانونية سريعا في المحاكم الدولية ضد ما وصفه بالاستفزازات الإسرائيلية في القدس المحتلة.

الإيحاء المعلوماتي هنا أن حكومة الأردن لديها تصور وتقارير ميدانية عن ما يحاول الثنائي بتسلئيل سموتريتش (وزير المالية) وإيتمار بن غفير (وزير الأمن) في حكومة تل أبيب فرضه كأمر واقع داخل وفي عمق ليس الحرس المقدسي الشريف فقط ولكن باحات المسجد الأقصى أيضا.

قال الصفدي لبلينكن إن الأردن لديه قرار بالتصدي لخطة اليمين الإسرائيلي في القدس تحديدا وبكل السبل الممكنة.

وبرنامج “السبل الممكنة” المقصود هنا يبدأ في الواقع من سيناريو اللجوء للمحاكم الدولية بمعنى أن عمان قد تسعى منفردة إلى محكمة لاهاي لاستصدار قرار يشرعن مضمون اتفاقية عام 2015 مع الإسرائيليين، التي تنص على صلاحيات الوصاية الهاشمية الأردنية نتيجة لما ورد بالخصوص في اتفاقية وادي عربة.

الإجراءات الأردنية تبدأ بتلك المحطة وقد لا تنتهي بها، وعبارة التصدي بكل السبل قد تحمل دلالات متنوعة.

لكن الأهم هو قناعة الأردن الرسمي بوجود استفزازات لتغيير الأمر الواقع في الحرم المقدسي تستوجب الاشتباك والمواجهة، الأمر الذي يؤشر على وقائع من جهة طاقم الأوقاف الأردني في القدس تفيد بما هو أبعد من استعراضات استفزازية لمنظمة أبناء الهيكل الاستيطانية برعاية الوزير بن غفير.

إصرار بن غفير على شرعنة ما يسميه بـ “حق اليهود في أداء صلواتهم في أي مكان بالقدس” يشكل رسالة الإنذار المبكر التي دفعت الوزير الصفدي لإبلاغ بلينكن ببرنامج التصعيد الدبلوماسي والقانوني الأردني.

وسط احتمالات ردود فعل المتطرفين في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يمكن القول إن الأوساط الاردنية العميقة تبدو مستعدة لما هو أبعد في ملف الوصاية والقدس تحديدا من سيناريو اللجوء إلى المحاكم الدولية وشرعنة بروتوكولات الرعاية الأردنية.

وقبل ما ذكره الوزير الصفدي، كان الملك عبد الله الثاني قد فتح أفاق المشهد والموقف السياسي لبلاده على تطورات مرصودة في مستوى الاشتباك مع الإسرائيليين، إذ أفاد كتاب وصحافيون التقاهم الملك في القصر الملكي أمس الأول بأنهم سمعوا تشددا مرجعيا في الإصرار على رعاية القدس ومراقبة كل ما يحصل في الضفة الغربية تحديدا والقدس.

جرعات المصارحة المؤسساتية في الأردن شملت، وفقا لما سربه بعض الكتاب والإعلاميين يومي الثلاثاء والأربعاء، بعض المستجدات والمعلومات الحديثة جدا في مشهد الاشتباك الأردني مع حكومة اليمين الإسرائيلي، فقد أبلغ الخطاب الملكي بأن خيارات الدولة الأردنية مفتوحة خصوصا في ملفي الضفة الغربية والقدس.

وأبلغ أيضا بأن عمان حذرت الجمهورية الإيرانية من فخ ينصبه نتنياهو لتوسيع نطاق الحرب، مع الإشارة مرجعيا بوضوح ولأول مرة إلى أن الأردن سيسقط أي طائرة أو صاروخ عبر أجوائه في حال اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل وفقا لإمكاناته الفنية.

وفهم الصحافيون في حوارية القصر الإعلامية أن قاعدة الاشتباك المشار إليها تشمل الإسرائيليين وليس الإيرانيين فقط.

لكن أبلغ الإيراني أيضا بأن عمان باتت مهتمة ببناء جسور الثقة مع طهران.

وقدم إعلاميون، من بينهم سميح معايطة وعمر عياصرة وحسين رواشدة، إفادات مكتوبة ومنشورة توحي بأن عمان يمكنها أن ترحب بزيارة الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان في أي وقت وأن الملك نفسه لا يمانع بل فكر بزيارة طهران قبل أن تشكل زيارة الوزير الصفدي لها محطة تفاهم محتمل وتبادل للمعطيات.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.