إسرائيل تتحدث عن “التهديد القاتل” وتحصي توغّل 1200 مسيّرة لحزب الله منذ 8 أكتوبر
شبكة الشرق الأوسط نيوز : بعدما تضاءل الرهان على مفاوضات الهدنة، كثرت التكهنات حول احتمال توسع الحرب في الأيام القليلة المقبلة نظراً إلى المواقف الإسرائيلية التي تتحدث عن نقل الثقل من غزة إلى الشمال. غير أن البعض أدرج هذه المواقف في سياق التهويل للضغط على “حزب الله”، معتبراً أن لا مؤشرات جدية على اندلاع حرب واسعة في المنطقة.
وناشد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي “السياسيين وأهل الإعلام عدم الانجرار في بث اخبار وتحليلات تزيد الهلع عند اللبنانيين، وتشنج الأجواء أكثر فأكثر”. وجدد التأكيد “ان كل الاتصالات واللقاءات الدبلوماسية التي يجريها حالياً تصب في سياق العمل على تأمين التمديد التلقائي للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان” اليونيفيل”، في مجلس الأمن الدولي، بالتوازي مع الاتصالات لوقف العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان، والتطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته، لكونه المدخل الطبيعي والأساسي لحل الوضع في جنوب لبنان”.
وفي لقاءاته في السراي قال ميقاتي: “ان الاتصالات التي نقوم بها بشأن التمديد لليونيفيل أظهرت تفهماً للمطلب اللبناني بوجوب الابقاء على مهام “اليونيفيل”، كما كانت عليه، وعدم إدخال تعديلات من شأنها تعقيد الأوضاع المتأزمة اصلاً. ونأمل أن يصار إلى ترجمة هذا التوجه قبل نهاية الشهر الحالي للحفاظ على دور “اليونيفيل” ومهامها في جنوب لبنان”.
واضاف” إننا نشدد، في هذه المرحلة الصعبة، على اولوية التضامن الداخلي والتعالي عن الخلافات التي ليس أوانها الآن ولا موجب لاضافة المزيد من التشنجات على الواقع المأزوم اصلاً”، لافتاً إلى “أن الحكومة مستمرة في عملها لتمرير المرحلة الصعبة التي نمر بها، ومن لديه اقتراحات عملية للمعالجة فليتقدم بها، بدل الانتقاد لمجرد الانتقاد او اللجوء إلى سلاح السلبية والمقاطعة الذي لا يقدم أي حل”.
10 غارات
وكانت تواصلت المواجهات الميدانية بعد ليل ساخن شهد 10 غارات إسرائيلية معادية على قرى الجنوب، إذ استهدفت الغارات كلاً من عيتا الشعب، كفرشوبا، محيبيب، الخيام، ميس الجبل، وادي العزبة عند أطراف زبقين، شيحين، كوثرية السياد، راميا، كفركلا، الناقورة، وجبلي اللبونة والعلام. وأفاد شهود عيان بأن الغارات التي سُمعت تعد من الغارات العنيفة جداً وأحدثت ارتجاجات كبيرة. وأعقب هذه الغارات المعادية، الخميس، قصف مدفعي طال الخيام وأطراف شبعا ومروحين وعيترون والطيري.
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عبر منصة “إكس”: “أن الجيش هاجم ودمّر أهدافًا لحزب الله في أكثر من 10 مناطق مختلفة في جنوب لبنان. ومن بين الأهداف التي تم استهدافها، مخازن أسلحة، مبانٍ عسكرية، ومنصة إطلاق استخدمها “حزب الله” لتنفيذ عمليات هجومية ضد دولة إسرائيل”.
وفي رد على هذه الاعتداءات، هاجم “حزب الله” ثكنة “برانيت” بقذائف المدفعية الثقيلة، وشنّ “هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على تموضعات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة “كريات شمونة” وأصابت أهدافها بدقة”. كما استهدف “التجهيزات التجسسية في موقع “جل العلام” بمحلقة انقضاضية وأصابت هدفها بشكل مباشر”. واستهدف “تموضعات لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط موقعي “المطلة” و”الغجر” وأوقع قتلى وجرحى، إضافة إلى مهاجمة موقعي “المالكية” و”المرج”.
وذكرت وسائل اعلام عبرية ان صاروخين مضادين للدروع أصابا منزلين في مستوطنة “المطلة” في الشمال.
توغّل المسيّرات
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أوردت “أن العديد من الطائرات بدون طيار، وخاصة تلك المخصصة لجمع المعلومات الاستخبارية، تمكنت من الوصول إلى حيفا دون عوائق، بل ووصلت أبعد من ذلك، من دون أن ترصدها أنظمة الإنذار أثناء عبورها من لبنان على الإطلاق، الأمر الذي يساهم في فقدان الأمل لدى سكان المناطق الشمالية”. وأفادت بأن “أكثر من 1200 طائرة مسيرة محمّلة بالمتفجرات، توغلت داخل الأراضي الإسرائيلية منذ بدء هجوم حزب الله على الشمال، ولا تزال المؤسسة الأمنية تواجه صعوبة في الرد على التهديد القاتل”.
بو حبيب: لا رغبة بالحرب
في الاتصالات السياسية، تلقى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب اتصالاً هاتفياً من وزيرة خارجية اليابان يوكو كاميكاوا ناقشا خلاله الوضع المتوتر في الشرق الأوسط. وجدد بوحبيب التحذير من أنه “في حال فشلت المفاوضات بشأن غزة فإن الوضع قد يخرج عن السيطرة في المنطقة”. وأعاد التشديد “على عدم رغبة لبنان بالتصعيد واندلاع حرب، وعلى الحاجة إلى وقف إطلاق النار في غزة لإرساء التهدئة في جنوب لبنان والمنطقة”. كما أعرب “عن تقديره لدعم اليابان للبنان في الأمم المتحدة، بصفتها عضواً غير دائم في مجلس الأمن”.
من جهتها، أكدت الوزيرة كاميكاوا “أن اليابان تراقب بقلق بالغ الوضع في الشرق الأوسط وتدعو الأطراف كافة إلى الامتناع عن التصعيد وإلى تجنيب المنطقة حرباً شاملة”، متمنية “على الحكومة اللبنانية الطلب من حزب الله عدم التصعيد”. وأعربت الوزيرة “عن دعم اليابان للجهد الثلاثي الذي تقوده الولايات المتحدة ومصر وقطر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة”. كما أشارت إلى “أن اليابان تنسق في مجلس الأمن مع فرنسا بصفتها “حامل القلم” بمسألة التمديد لليونيفل إدراكاً منها لأهمية هذا التمديد”.
وفي إطار عمل قوات حفظ السلام في الجنوب، أعلن الناطق الرسمي باسم قوات “اليونيفيل” أندريا تيننتي “أن الوضع في جنوب لبنان لا يزال متوتراً للغاية ويشهد تبادلاً لإطلاق النار بشكل يومي”. وأوضح أنه “منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر، طبّقت “اليونيفيل” بروتوكولات أمنية للحفاظ على سلامة حفظة السلام حتى يتمكنوا من مواصلة عملهم في تهدئة الأوضاع التي لا يمكن التنبؤ بها والحد من التوترات. ويشمل ذلك إطلاق صفارات الإنذار عند حدوث تبادل إطلاق نار بالقرب من قواعدنا، أو عندما نرصد إمكانية حدوث إطلاق نار، أو عندما نتوقع رداً عسكرياً، أو عندما نتلقى معلومات حول عمل عسكري وشيك محتمل”، لكنه أضاف “نحن لا نتلقى معلومات مسبقة من أي طرف أو جهة فاعلة بشأن مكان أو توقيت حدوث مثل هذا العمل، بل نتصرف بدافع من الحذر الشديد لضمان سلامة الرجال والنساء الذين يخدمون من أجل السلام في جنوب لبنان قدر الإمكان في هذا الوضع الذي لا يمكن التنبؤ بتطوراته، مع الإشارة إلى أنه لم يكن هناك تدريب يحاكي تصعيداً الليلة الماضية”.
جعجع: مطار ثان
توازياً، تتوالى الدعوات لفتح مطار ثان في لبنان تحسباً لأي استهداف لمطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.
وكتب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على منصة “إكس”: “هل يستطيع أحد ان يفسِّر لي لماذا لا تبادر الحكومة إلى تشغيل مطار القليعات، خصوصاً ان بناه التحية متوافرة بشكل كامل تقريباً، ولا يلزمه إلا بعض التجهيزات التقنية، وخصوصاً أيضاً أن القاصي يعلم كما الداني بأن مطار بيروت معرّض للمخاطر والمحاذير، وخصوصاً أيضاً وأيضاً أن الحكومات الموجودة موجودة لتسيير أمور المواطنين”. وأضاف “ليس مفهوماً انزعاج البعض عندما نوصِّف الأكثرية في الحكومة الحالية بأقذع العبارات، لأنها تستحق حتى أكثر من ذلك”.
المصدر : القدس العربي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.